التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 4, 2024

التوجهات الفرنسية بالتقرب من الحكومة السورية لا يمكن أن تتم خارج السرب الأوروبي 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكد الإعلامي السوري يوسف الناعمة إن توجه الحكومة الفرنسية نحو تمهيد الطريق للحوار مع الدولة السورية بدأ عبر توظيف التلفزيون الرسمي لنقل الرؤية السورية إلى الفرنسيين ، مشيراً إلى أن التلفزيونات الرسمية لطالما مثلت رأي الحكومات.

الناعمة أوضح إن التوجهات الفرنسية بالتقرب من الحكومة السورية لا يمكن أن تتم خارج السرب الأوروبي، وبالتالي لا يمكن الحديث عن هذا التقارب أن يتم خارج المنظومة الأوروبية التي تسعى إلى إعادة بناء الثقة مع الدولة السورية نتيجة لارتفاع نسبة الخطر من ارتداد الجهاديين إلى الدول الأوروبية وعلى ذلك يمكن القول إن مرحلة جديدة من العلاقات يمكن أن تبدأ في وقت قريب بين دمشق ودول أوروبا الغربية التي باتت تدرك إنه من الضرورة بمكان أن تنهى الأزمة السورية وجملة من الملفات الساخنة العالقة في منطقة الشرق الأوسط.
وبيّن الإعلامي السوري إن مثل هذه الخطوات لابد وإنها تتم بتنسيق ما بين الأوروبيين والإدارة الأمريكية التي بدأت فعلاً بتغيير مواقفها من إيران وسوريا في آن معاً نتيجة لتنامي قوة المحور الذي تشكلاه، وعلى ذلك لابد للبيت الأبيض من إيجاد طريقة أخرى غير المواجهة مع هذه القوة، وعلى ذلك يمكن أن نشهد مرحلة من التقارب في العلاقات، لكن هذا التقارب لن يوقع سوريا وإيران في الفخ الأمريكي، فطهران ودمشق تتشاركان في رؤيا مفادها إن الإدارة الأمريكية لا يؤمن جانبها، وإن أي تهدئة في العلاقة مع أي من هاتين الدولتين أو كلاهما معاً ما هو إلا مرحلة تهدئة مؤقتة، فاللوبي اليهودي الذي يتحكم بالقرار الأمريكية وقرار معظم الدول الأوروبية لا يمكن أن يقبل أن يتم أي تقارب على حساب “أمن إسرائيل”، وعلى ذلك فإن المحاولة الأمريكية الأوروبية للتهدئة في هذا الوقت ستكون بمثابة أخذ وقت استراحة للتفكير في طريقة جديدة للهجوم على هاتين الدولتين من خلال ملفات أخرى، فالإرهاب أثبت فشله في سوريا، واللعب على وتر الخروج عن النص القانوني بالتعامل مع إيران لسلب حقها في أن تمتلك الطاقة النووية السلمية لا يمكن التمسك به لوقت طويل، فهو لعبة مكشوفة وفاشلة.
ولفت الناعمة إلى أن التلفزيون الرسمي الفرنسي ومن خلال أسئلته لم يكن يحاول أن يحرج الرئيس الأسد، ولكنه ذهب نحو أبعد النقاط التي يمكن أن يناقشها ليبدأ في مرحلة جديدة من التعاطي مع الخبر السوري، ليكون من الواضح لدى المواطن الفرنسي إن العدو المشترك لكل من سوريا وفرنسا المتمثل بالتنظيمات الإرهابية يبرر الانقلاب في الموقف الفرنسي، وعليه لابد من خلق موقف جديد لدى المواطن الفرنسي مما يجري في سوريا بعد أربع سنوات ونيف من الهجمة الإعلامية الشرسة والمشوهة للحقائق لما يجري في سوريا.
وختم الناعمة حديثه بالتأكيد على إن مجريات الأحداث في سوريا ستغير توجهات الدول الإقليمية من جملة الملفات العالقة في المنطقة، وكنتيجة طبيعية لتنامي قوة سوريا ومحور المقاومة في الآونة الأخيرة بشكل أربك حسابات الدول المعادية لسورية فإنه لابد من الحديث عن إعلان نصر سوري قريب، من خلال طرق الجميع لأبواب دمشق بحجة التنسيق الأمني.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق