التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

أشرف غني وتقديم المصلحة السعودية علي المصلحة الافغانية 

 بعد ان قام الرئيس الافغاني اشرف غني باتخاذ موقف مؤيد للسعودية في عدوانها على اليمن يعتقد الخبراء بأن الرئيس الافغاني قد ارتكب خطأ تاريخيا وكبيرا يهدد الاستقرار الداخلي والمصالح الوطنية لأفغانستان .

 ويقول الخبراء ان الدعم الذي أبدته كابول للائتلاف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن يضع افغانستان في موقف صعب لأن احد المعارضين الكبار لهذا العدوان هو ايران الجارة لافغانستان والتي تربطها بها اواصر الصداقة وعلاقات متينة.

 وفي هذا السياق يصرح الرئيس السابق لجهاز الامن القومي الافغاني امرالله صالح ان الطرف الآخر لهذا الصراع هو ايران وان المصالح الوطنية والقومية تفرض علينا عدم التدخل في اي نزاع قومي في المنطقة وخارجها.

 ويضيف صالح ان السعودية ليست في معرض اي تهديد او هجوم خارجي عليها وليست هناك اية قوة اقليمية او دولية تريد انتهاك السيادة ووحدة التراب السعوديتين وان الاماكن المقدسة لدى المسلمين أي الحرمين الشريفين لا يهددهما اي تهديد حتى نهرع للدفاع عنها كما يتذرع اشرف غني .

 ويعتقد صالح ان السعودية تتورط في الحروب الطائفية في الشرق الاوسط من اجل الحفاظ على مكانتها الاقليمية وان تدخل افغانستان في مثل هذه النزاعات الطائفية ليس في صالحها خاصة وانها تعاني من ازمة أمنية وتحتاج الى استقرار داخلي .

 من جهته يقول رئيس المعارضة للحكومة الافغانية عبداللطيف بدرام ان اليمن لم يهاجم السعودية لكي ندافع عنها كما يقول اشرف غني وان السعودية والدول العربية هي التي هاجمت اليمن بدعم امريكي وبريطاني وفرنسي وان اليمن هو دولة اسلامية ايضا .

واعتبر بدرام موقف الرئاسة الافغانية في الدفاع عن سياسات امريكا وبريطانيا وفرنسا والسعودية في العدوان على اليمن خطأ سياسيا وتاريخيا وقال : يجب ان لا نضحي بمصالح افغانستان خدمة لمصالح امريكا والسعودية . ان الخلافات القومية موجودة في افغانستان بشكل كبير وان موقف الرئاسة الافغانية يمكنها ان يشعل حربا مذهبية في افغانستان.

 وقد أتى موقف الرئيس الافغاني اشرف غني في وقت تراجعت فيه باكستان قليلا عن موقفها الاولي بدعم الحرب السعودية على اليمن ، فباكستان تريد من جهة إرضاء السعودية ومن جهة أخرى لا تريد إثارة غضب ايران التي تعارض بشدة الهجوم على الحوثيين في اليمن .

 وتقول اسلام آباد إنها ستدافع عن سيادة السعودية وتؤكد بأنها لم ترسل حتى الآن جنودا او معدات الى المنطقة كما تؤكد اسلام آباد بأنها سوف لن تتورط في أي نزاع يفرق بين المسلمين . وفي هذا السياق يقول الخبير الباكستاني عمير جاويد إن على اسلام آباد ان تحتاط فيما يخص التورط وإبداء الدعم للسعودية لأن القيام بمثل هذا الفعل سيشجع الجماعات السنية الخطيرة والمتطرفة في باكستان .

 ويأتي الموقف الرسمي الباكستاني بسبب الدعم المالي الكبير الذي تقدمه السعودية لباكستان، لكن الدعم المالي السعودي لم يكن كبيرا لافغانستان، الى درجة يمكن القول بان الرياض استطاعت شراء موقف الافغانيين رغم احتمال ان يكون هناك دعم مالي سعودي لعدد من المسؤولين او الجماعات في افغانستان .

وتعيش افغانستان حالة من التصدع القومي والقبلي والاستقطاب السياسي على خلفية قومية وطائفية وان الحفاظ على الهدوء والاستقرار النسبي الذي تشهده افغانستان حاليا يعتبر من واجبات الرئيس الافغاني الذي يجب ان يعلم بأن اتخاذ اي موقف غير حكيم ينعكس سلبا على حالة الاستقرار الداخلي في بلاده .

ان بناء افغانستان واستنهاضه يحتاجان الى دعم دول الجوار لافغانستان واذا نظرنا الى دول الجوار الأفغاني نرى بأن باكستان تعاني بنفسها من مشاكل اقتصادية جمة وان ايران كانت هي التي وقفت الى جانب افغانستان طوال السنين الماضية وساهمت في عمليات إعادة إعمار افغانستان بقوة وهناك مئات الالاف من اللاجئين الافغان لا يزالون في ايران ولهذا يمكن القول بأن اتخاذ موقف مشابه لما اتخذه اشرف غني عن العدوان على الشعب اليمني لا يخدم المصالح القومية لافغانستان التي تحتاج الى علاقات وطيدة مع كل الدول الاسلامية من اجل ان تقوم هذه الدول بدعمها .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق