التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

السعودية جزء من المشكلة في أزمات المنطقة وليست جزءاً من الحل 

المتتبع لسياسات السعودية في المنطقة خلال العقود الاخيرة لاسيما خلال السنوات القليلة الماضية يرى بوضوح ان هذه السياسة كانت جزءاً من المشاكل والازمات التي شهدتها وتشهدها المنطقة سواءً في سوريا أو العراق أو  لبنان أو اليمن أو دول اخرى .

ففي سوريا والعراق مثلاً ساهمت السعودية بشكل كبير في دعم الجماعات الارهابية والمتطرفة والتكفيرية بالأموال والسلاح لتنفيذ جرائم بشعة ضد المدنيين والقوات الحكومية في هذين البلدين ، وهذا الامر ثابت بالادلة القطعية والدامغة ولا يمكن للنظام السعودي نفيه أو انكاره بأي شكل من الاشكال .

وهكذا الحال عندما دعمت السعودية الجماعات التكفيرية والارهابية في لبنان بالمال والسلاح لاسيما ” جبهة النصر ة ” و” داعش ” لتنفيذ العديد من العمليات الارهابية من خلال تفجير السيارات المفخخة واغتيال الشخصيات الوطنية واثارة النعرات الطائفية بين اللبنانيين خدمة للمشروع الامريكي – الصهيوني في المنطقة .

وتدخلت السعودية كذلك في الشأن اللبناني لفرض اشخاص موالين لها ومدتهم بالاموال وطبّلت لهم في الاعلام لتسلم مناصب حكومية حساسة في هذا البلد من اجل تنفيذ سياساتها الرامية الى بث الفرقة بين الشعب اللبناني بحجة الدفاع عن ” السنة ” في اطار مخطط غربي – اسرائيلي يهدف الى اضعاف المقاومة الصامدة المتمثلة بحزب الله الذي الحق هزائم منكرة بالجيش الاسرائيلي واذنابه في المنطقة شهد لها العدو  قبل الصديق لاسيما في حرب تموز عام ٢٠٠٦ .

واليوم تسعى السعودية الى تكرار نفس السيناريو  الذي انتهجته امريكا في العراق وسوريا من خلال قصفها للمنشآت الحيوية والبنى التحتية في اليمن وقتل وجرح الآلاف من الابرياء بذريعة الدفاع عن الشرعية ،و ما هي إلا ذريعة واهية يعرف العالم زيفها وفقدانها لأي مبرر قانوني أو اخلاقي ولا تهدف سوى تدمير هذا البلد وتهيئة الارضية لتمدد الجماعات الارهابية المسلحة كتنظيمي ” داعش و ” القاعدة ” في اطار المشروع الغربي – الاسرائيلي في المنطقة .

ورغم مزاعمها الباطلة والزائفة بمحاولة اعادة الاستقرار الى اليمن تقوم السعودية منذ عدة ايام بقصف المنشآت والمؤسسات الحكومية في هذا البلد وقتلت وجرحت حتى الآن المئات من ابنائه بينهم الكثير من الاطفال والنساء لتثبت للعالم  مرة أخرى أنها جزء من المشكلة في أزمات المنطقة وليست جزاءً من الحل، ولا يمكن الاطمئنان لنواياها في ما تزعمه لأن جميع الوقائع على الارض تفنذ هذه المزاعم ولهذا لابد من التصدي لهذه التصرفات الهمجية الهوجاء من قبل جميع الخيرين والرافضين لهذا العدوان وتقديم الدعم اللازم للشعب اليمني لتمكينه من الدفاع عن نفسه ضد هذا العدوان الغاشم .

والجدير  بالذكر ان العدوان السعودي على اليمن المدعوم امريكيا واسرائيلياً يواجه الرفض الواضح من قبل الكثير من بلدان وحكومات المنطقة والمنظمات الانسانية والدولية وحركات التحرر  في العالم التي تطالب بوقف هذا العدوان فوراً ، مؤكدة انه لا يستند لأي مبرر قانوني أو شرعي وانما يهدف الى اضعاف الشعب اليمني الذي تمكن بثورته السلمية العارمة من تغيير نظامٍ موالٍ لامريكا والسعودية واقامة نظامٍ قائمٍ على أسس ديمقراطية لتحقيق إستقلاله وما يصبو اليه من حياة حرة كريمة .

وحتى في داخل السعودية برزت الكثير من ردود الفعل المستنكرة والرافضة للعدوان العسكري على اليمن ، ومن بين هذه الردود ما اشار  اليه احد الناشطين السعوديين المقربين من الامير الوليد بن طلال ويدعى جمال بوجود معلومات خطيرة عن انقسامات داخل العائلة المالكة ازاء هذا العدوان .

وذكر  الناشط السعودي في تغريدة ان متعب بن عبد الله نجل العاهل السعودي السابق ووزير الحرس الوطني الحالي انتقد بشدة هذا العدوان، مؤكداً انه سيتخذ القرارات اللازمة لوقف هذه المغامرة الخطيرة في الايام القادمة .

وقال الناشط السعودي أيضاً في تغريدته أن الأمير الوليد بن طلال أكد للعائلة المالكة بأن الضوء الأخضر الأمريكي لضرب اليمن هو فخ خطير نصبته واشنطن للمملكة بهدف إستنزافها والتمهيد لتقسيمها وطالب كبار رموز العائلة بوقف من اسماهم ” الصبية المتهورين ” ومن بينهم محمد بن الملك سلمان ومحمد بن نايف من اللعب بمستقبل البلاد .

كما اكدت مصادر مقربة من الديوان الملكي السعودي أن العديد من الأمراء السعوديين وجهوا انتقادات لاذعه لمحمد بن سلمان في شنه الحرب على اليمن ووصفوه بأنه لا يمتلك الخبره العسكرية الكافية التي تؤهله للقيام بمثل هذا العمل .

واخيراً لابد من القول وحسبما يعتقد الكثير من المراقبين ان خوف نظام آل سعود من انتشار  الصحوة الاسلامية التي يتمتع بها الشعب اليمني الى خارج الحدود لاسيما الى داخل السعودية هو الذي دفع هذا النظام لشن الحرب على اليمن بالتنسيق مع الادارة الامريكية وحلفائها الغربيين وبعض دول المنطقة بينها دول مجلس التعاون باستثناء سلطنة عمان   .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق