التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

من كان المسؤول عن تدهور العلاقات بين حماس وسوريا؟ 

الأزمة السورية هي الحدث الأهم في غرب آسيا، ولأن الهدف الرئيسي من الأزمة السورية هو تدمير محور المقاومة بقيادة جمهورية إيران الإسلامية، فإن كل أعداء الإسلام قد احتشدوا لهزيمة جبهة المقاومة، مستخدمين في تحقيق ذلك كل ما يمتلكون من قوة وإمكانات .

حضور سوريا في جبهة المقاومة ومقاومتها للكيان الإسرائيلي أدي من جهة إلي إحراج وإضعاف الدول الرأسمالية في المنطقة العربية، ومن جهة أخري كان مزعجاً لتحقيق سياسات أمريكا والكيان الإسرائيلي والغرب وأوروبا. وهذا أيضاً كان سبب توسيع العداء الصريح للدول العربية تجاه الحكومة السورية .

يدعي العرب أن التقارب والتحالف السوري مع إيران والعراق وحزب الله في لبنان، سيؤدي إلي تعزيز “الهلال الشيعي” وإضعاف موقف أهل السنة في المنطقة، وبالتالي يجب إسقاط الحكومة السورية التي هي حلقة وصل هذه العلاقة بأي ثمن كان .

وكانت سوريا منذ فترة طويلة ملاذاً للجماعات والفصائل الفلسطينية المختلفة. وكانت عشرة من أهم الفصائل الفلسطينية موجودة في دمشق بعد فترة وجيزة من بداية الأزمة في سوريا ، وكانت تحظي بالدعم السياسي والعسكري والاقتصادي السوري .

مع انتصار الثورة في مصر والتقدم الأولي لحركة الإخوان المسلمين في هذا البلد، شعر مسؤولو حماس الذين كانوا في دمشق، بالفرح والسعادة الكبيرين بسبب وصول الإخوان إلي سدة الحكم، وأظهروا هذه السعادة في الكلام والسلوك. إثارة قضية الصحوة الإسلامية في سوريا وبدء الاحتجاجات الشعبية وخطأ إخوانيي سوريا في تحليلاتهم، تسبب في إقدامهم علي إجراءات عنيفة للإطاحة بالنظام السياسي في هذا البلد، الأمر الذي استتبع الصدام الشديد الذي أبدت الحكومة السورية تجاه العناصر الانفصالية .

هذه السلسلة من الأحداث أدت بالمكتب السياسي لحماس إلي إدانة قتل الناس من قبل الجيش السوري بشكل تدريجي والرد على هذه التطورات. لقد اعتمد مسؤولو حماس نوعاً من الصمت في مقابلاتهم التلفزيونية، ومن أجل البقاء بعيداً عن التطورات بدأوا بتأييد المتظاهرين بشكل خفي. والسلطات السورية التي كانت تتوقع أن تدعم حماس النظام السوري في هذه الظروف بشفافية، أعربت عن مخاوفها مع ملاحظة المواقف المتناقضة لحماس وطالبت الحركة بدعم النظام السوري بشكل علني وإدانة المعارضة المسلحة، أو الخروج من سوريا .

هذا الطلب أثير بشكل متسرع ولذلك اضطرت قيادة حماس لاختيار الخيار الثاني أي الخروج من سوريا، وفوراً خرج أعضاء المكتب السياسي من دمشق واستقروا في قطر .

بعض الفصائل الفلسطينية مثل الجهاد الإسلامي والقيادة العامة بقيادة أحمد جبريل، دعمت رسمياً وعلناً الحكومة السورية بوصفها محوراً للمقاومة ضد الكيان الإسرائيلي، معتبرة أن ما تقوم به المعارضة يشكل خدمة للنظام الإمبريالي وبتحفيز من الحكومات العربية الرجعية .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق