التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 6, 2024

قمة عربية في شرم الشيخ تطالب بقوة مشتركة …تمخض الجبل فانجب فأراً 

“اياك ان تقرا حرفا من كتابات حكّام العرب الخونه فحربهم اشاعة وسيفهم خشب وعشقهم خيانة ووعدهم كذب …اياك ان تسمع حرفا من خطابات حكّام العرب الدكتاتور فكلها نحو وصرف وادب” هذا الكلام هو ما يلخص واقع القمة العربية المقرر عقدها اليوم في شرم الشيخ  وما يقال عن قررات اعدت مسبقاً لكي تتخذ في هذه القمة وسط مرحلة اقل ما يقل عنها هي عصر الجنون وعصر الشحن الطائفي وحالة ضياع  هوية تعيشه الأمة العربية مترافقة مع اختلاط  في المفاهيم بحيث اصبح الخيانة وجهة نظر .

ربما لاتقل القمة العربية اليوم سذاجة عن سابقاتها التي عقدت على مر سبعين عاماً . ويكفي توجيه سؤال بسيط لأي مواطن عربي من المحيط الى الخليج تسأله فيه عن دور الجامعة العربية وقممها في رسم مستقبل الأمة العربية .الجواب سيأتيك حالاً ويدور الرد حينها بين شيئين لا ثالث لهما هل يوجد شيء اسمه جامعة عربية او ربما بأحسن الاحوال سيكون الجواب  كل هذه القمم كانت وماتزال مضيعة الوقت .ليس اكثر  ولكن اللافت في هذه القمة  ما اشيع عن الرغبة بانشاء قوة مشتركة تابعة للجامعة حيث ايد وزراء الخارجية العرب في اجتماع عقدوه على هامش التحضيرات للقمة العربية المذكورة  فكرة تأسيس هذه القوة، وقال نبيل العربي امين عام الجامعة العربية انه “تقرر انشاء قوة عربية عسكرية تشارك فيها الدول اختيارا تضطلع بمهام التدخل العسكري السريع، وبما يجري تكليفها من مهام اخرى لمواجهة التحديات التي تهدد امن وسلامة اي من الدول الاعضاء ووحداتها الوطنية وتشكل تهديدا مباشرا للسلم والامن العربيين. ”

وبناء على هذا التصريح الذي كنا ننتظره منذ سبعين عاماً نستطيع تهنئة الشعب الفلسطيني المحتل فهاهي سيوف طلائع الزحف المقدس تطل من ردهات الجامعة العربية معلنة النفير وساعة الصفر لتحرير القدس وارجاع الكرامة المهدورة ! هاهم الاعراب يشدون الرحال بعد ان يستكملوا تدمير ماتبقى من وتخريب ماتبقى وقتل وتهجير من بقي حيا على ارضنا العربية .

نعم انها قوة عربية ولم العجب وللتدخل السريع ايضاً ولكن ضد من ؟  بالطبع ليست من اجل فلسطين المحتلة وليست من أجل وضع حد للاحتلال الاسرائيلي؟  فمنذ متى كانت القضية الفلسطينية محور اهتمام لمملكات النفط العربية؟ .  ولكن هدف هذه القوة واضح وضوح الشمس و هو الحفاظ على امن الانظمة الحاكمة واستقرارها ( وتحديداً مشيخات البتردولار)  ، والقيام بأعمال عسكرية انتقائية تمليها ضرورات المرحلة كما هو حاصل اليمن اليوم ، الذي تجمهرت عليه تلك الدول بالاضافة الى مصر والاردن والسودان والمغرب” لتخليصه من حركة أنصار الله” ولوضع حد لمشاريعه الثورية الخاضعة لاردة شعبه والتي خافت تلك الدول من انتقال عدواها الى الشعوب التي تحكمها بالحديد والنار.  فأي قوة عربية مشتركة او غير مشتركة لا تؤشر بوصلتها نحو الركيزة الاساسية للامن القومي العربي، وهي قضية فلسطين، ولا تضع مواجهة الخطر الاسرائيلي على قمة اولوياتها، سيظل ينظر اليها واهدافها بعين الخيانة و الغدر و العمالة .

 اذاً نحن أمام مشروع  قوة عربية مشتركة تتحرك وفق اهداف ومعايير الدول المؤسسة لها وليس وفق الاهداف التي جرى وضع معاهدة الدفاع العربي المشترك من اجل تحقيقها واهمها التصدي للمشروع التوسعي الاسرائيلي. ولكن هل يستطيع احد أن يجيبنا عن سؤال بسيط منذ متى كانت  إسرائيل عدوا  لحكام السعودية او قطر او البحرين …..؟

هؤلاء عدوهم واضح وهي محور المقاومة وايران بطبيعة الحال تحت عباءة كذبة كبيرة هي الطائفية .نعم ايران شيعية المذهب  ولكن اذا كان مشكلتهم طائفية ” وهي ليست مشكلة اصلاً اكثر من كونه حجج مصطنعة ” فلماذا تحاصر  غزة هاشم السنية ؟

فما هي مشكلتهم  بالضبط مع إيران  او حزب الله  او سوريا او اليمن او العراق؟ .ربما هي ان المقاومة تتحدث عن القدس والأقصى بينما العائلات الحاكمة في الخليج  تتحدث عن أورشليم وعن التطبيع ، فلو زار الرئيس الايراني تل أبيب اليوم وألقى خطابا في الكنيست  “وهذا لن يحصل بطبيعة الحال ” لتسابقت مشيخات النفط  على التمجيد والتسبيح بحمد ايران  واشادوا بحكمتها ونباهتها و باوامر  فورية من الشرطي الخاص الذي يحرس تلك المشيخات “امريكا ” .

هي اذاً قوة مشتركة تحتاجها السعودية في حربها التي فتحتها حديثاً في اليمن وهي ايضاً قمة عربية جديدة تغيب عنها سوريا “الدولة المؤسسة للجامعة العربية ” وتسيطر العقلية القبلية لال سعود على جميع مرافق هذه القمة فعلينا أن نعرف مسبقاً ماهي القررات التي يمكن ان تتمخض عنها هكذا قمم …ولنا بكلام الشاعر العراقي مظفر النواب “ققم ققم ……” خير رواية .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق