التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 6, 2024

السعودية تستعرض عضلاتها امام اليمن للتنفيس عن عقدها 

بعد شن السعودية هجومها على اليمن قفزت الى السطح الكثير من الحقائق التي تؤشر الى الاسباب الحقيقية التي تقف وراء اتخاذ الرياض لهذه الخطوة التي لا يمكن وصفها بأقل من الغبية والحمقاء .

ونحن نشير هنا الى اهم هذه الاسباب التي تعكس بوضوح مدى تهور النظام السعودي وتخبطه ورغبته في استعراض عضلاته امام دولة جارة ومنهكة اقتصادياً هي اليمن .

١-        انهيار النظام السابق في اليمن الذي كان يقوده الرئيس المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي والذي كانت تعول عليه السعودية لتنفيذ سياساتها ومآربها في هذا البلد الذي كانت تنظر اليه الرياض على انه يمثل حديقتها الخلفية والذي كان السفير السعودي يعد اللاعب الأساسي فيه .

٢-          انهيار وجود بيت الاحمر الحلفاء التقليديين للسعودية في اليمن والتي تحاول الرياض إعادته مرة اخرى من خلال دعم اللواء علي محسن الأحمر الاخ غير الشقيق للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لتزعم تحالف قبلي لقتال حركة “انصار الله” في محافظة مأرب شرقي البلاد .

٣-      خشية السعودية المتزايدة من قدرة “انصار الله ” على كسب ود معظم القوى السياسية في اليمن ورفضها التحالف مع الاطراف الموالية للرياض لاعتقادها بأن هذه الاطراف تسعى لتنفيذ اجندة خارجية لا تصب في صالح الشعب اليمني .

٤-       يأس السعودية من بعض وحدات الجيش الذي كانت تراهن عليه في إحداث تغيير في اليمن خصوصاً بعد دخول اللجان الثورية التابعة لـ” انصار الله ” إلي مدينة عدن التي اتخذها الرئيس السابق عبد ربه منصور عاصمة مؤقتة له قبل هربه الى الخارج وهو ما أسقط ورقة التقسيم التي كانت تخطط الرياض للاستفادة منها في عزل جنوب البلاد وإخراجها عن سيطرة ” انصار الله ” .  

٥-       عدم قدرة الجماعات الارهابية والتكفيرية التي تدعمها السعودية لاسيما “القاعدة” و”داعش” على مواجهة الحوثيين “انصار الله” وفشل هذه الجماعات في اللعب على الورقة الطائفية وإخفاقها في الحصول على تأييد في اوساط الشعب اليمني لتغيير المعادلة السياسية في البلد الذي باتت حركة “انصار الله” تملك زمامه في جميع المحافظات وعلى جميع المستويات .

٦-      فشل السعودية في تسويق اتهاماتها لحركة “انصار الله” بأنها حركة “طائفية” وتسعى لإضعاف دور المكونات والاحزاب والتنظيمات والطوائف الاخرى وإقصائها عن الحكم بعد ان نجحت الحركة في إثبات وطنيتها وأصالتها المتجذرة في المجتمع اليمني، وتمثيلها لقطاعات واسعة من هذا المجتمع، ولها مكانة مميزة بين مختلف شرائحه خاصة لدى الجيش والقوات المسلحة، وهو ما اكدته مواقف الحركة وتصريحات مسؤوليها التي كانت ومازالت وطنية وبعيدة كل البعد عن النفس الطائفي .

هذه الاسباب وغيرها هي التي جعلت السعودية تشن الحرب على اليمن بقرار وإيعاز امريكي خصوصاً بعد أن فشلت واشنطن وحلفائها في تحقيق ما كانت تصبو اليه من خلال تدخلها العسكري في العراق ودعمها للجماعات الارهابية والمتطرفة في سوريا وغيرها من دول المنطقة بينها لبنان .

ومن خلال قراءة أبعاد الهجوم العسكري السعودي على اليمن يتبين بوضوح ان الرياض ارتكبت خطأً فادحاً بشنها هذا العدوان وهو مؤشر على مدى جهلها السياسي بتطورات الاوضاع في المنطقة وكيفية اتخاذ القرارات الاستراتيجية اضافة الى قصورها المزمن في عدم إدراكها لحساسية وخطورة هذه المنطقة وهو ما سيؤدي بحسب اعتقاد الكثير من الخبراء والمتابعين الى إلحاق هزيمة منكرة بالسعودية ومن يقف وراءها لاسيما امريكا وحلفائها الغربيين وفي مقدمتهم بريطانيا وفرنسا والدول الاقليمية الدائرة في فلكها خصوصاً دول مجلس التعاون التي دعمت الهجوم على اليمن – باستثناء سلطنة عمان – .

ويعتقد المراقبون أن الرياض قد دُفعت لشن الحرب على  اليمن في اطار مخطط دولي تقوده امريكا لتمزيق السعودية واستنزاف طاقاتها تمهيداً لإحداث تغيير في هيكليتها السياسية خصوصاً وان الجميع يعلم بأن السلطات السعودية لا تملك القدرة الكافية على الاحتفاظ بوجودها دون الاعتماد على الدعم الخارجي الذي تقوده واشنطن ايضاً والمشروط باستمرار النظام السعودي بتنفيذ مخططها في المنطقة والحيلولة دون توسع المحور المقاوم لهذا المشروع والذي بات اليمن إحدى حلقاته المهمة بعد تمكن الحوثيين من الوصول الى سدة الحكم في هذا البلد وهزيمة نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي كان أحد أهم حلفاء السعودية في المنطقة .

ونختم مقالنا هذا بما اكده زعيم ” انصار الله ” السيد عبد الملك الحوثي في خطابه بعد ساعات من شن السعودية حربها على اليمن الذي اتهم فيه الرياض بتنفيذ المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يهدف إلى تدمير المنطقة، واصفاً هذا العدوان على بلاده بأنه لا مبرر له على الإطلاق وجرى على مسمع ومرأى العالم في وقت غابت فيه العدالة وهيمنت فيه قوى الشر وعلى رأسها أمريكا التي خططت وقدمت الدعم اللوجستي والاستخباراتي للنظام السعودي الذي لم يحترم حق الجوار  مع اليمن وشن عليها الحرب بكل وقاحة .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق