التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

السعودية قبلت ضمنياً إيران النووية 

كثر في هذه الأيام الحديث عن توقيع اتفاق نهائي مع إيران ومخاوف المجتمع الدولي وخاصة الكيان الإسرائيلي في هذا المجال. الإسرائيليون يحذرون والجمهوريون الأمريكيون يهددون ويرسلون الرسائل. وفي هذه الأثناء يقوم الفرنسيون أيضاً من وقت لآخر بالإدلاء بتصريحات تضع العراقيل أمام المفاوضات. في حين أن الجميع يسأل هل المسألة النووية في طريق الاتفاق النهائي والتوقيع حقاً؟ وهل سنشاهد قريباً وزراء خارجية ست دول كبري في إحدي المدن الأوروبية للتوقيع على اتفاق نووي نهائي مع إيران؟

الدلائل تشير إلى أن الاتفاق النهائي على وشك التوقيع حقاً، وما نسمعه في الأخبار يوحي بهذا الأمر أيضاً. في الأسبوع الماضي رأينا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وبعد محادثات جنيف، ذهب مباشرة من سويسرا إلي السعودية، واجتمع بالمسؤولين هناك. وبعد الاجتماع عقد مع سعود الفيصل مؤتمراً صحفياً، ولأول مرة رأينا أن السعودية قالت إنها تدعم توقيع اتفاق نووي جيد مع إيران، وتؤيد حل النزاع النووي معها.

ولكن النقطة المهمة التي وردت في تصريحات سعود الفيصل، هي أنه قال إننا نريد من المجتمع الغربي أن ينظر أيضاً إلي نفوذ إيران في المنطقة، ويرى أنها قد هيمنت علي أربع عواصم اقليمية هامة. وقال كيري رداً على ذلك إننا نراقب النفوذ الإيراني في المنطقة، والتوقيع علي الاتفاق مع إيران لا يعني أننا لا نولي أهمية بشأن التحركات الإقليمية لإيران في المنطقة.

وبعد يوم من هذه التصريحات، نشرت الصحف المقربة من السعودية سلسلة من المقالات التي تشير إلى أنهم تأكدوا من أن الاتفاق النهائي مع إيران أمر لا مفر منه، وأن الجانبين سيوقعان عليه قريباً.

صحيفة النهار اللبنانية أكدت التوقيع على اتفاق نهائي مع إيران، وقالت: إن الغرب وأمريكا ليسا فقط على استعداد لقبول إيران النووية، بل قبلا أيضاً حقيقة أن إيران هي قوة إقليمية كبرى، وللحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، يجب التوصل إلى اتفاق معها نظراً لنفوذها في الدول العربية المختلفة.

ويعتقد معظم الخبراء أن المساومات السياسية النووية من ناحية، والنفوذ الميداني وعلى أرض الواقع في الشرق الأوسط من ناحية أخري، هما ذراعان فاعلان في تقدم المحادثات النووية وإبرام الاتفاقات الدولية مع إيران. واليوم لدي إيران نفوذ واضح في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ولا يستطيع أحد أن ينكر تأثير إيران في الوضع الراهن. وحضور اللواء سليماني في معركة تكريت ودوره المؤثر في هزيمة داعش في هذه المدينة، دليل علي هذا الادعاء.

تصريحات سعود الفيصل ومذكرات وتقارير الصحافة العربية خاصة تلك القريبة من السعودية، تشير إلي أنهم قد قبلوا الواقع الجديد، والتوقيع على اتفاق نهائي مع إيران أمر مؤكد، والغرب يتجه إلي الاعتراف بإيران القوة المهيمنة في الشرق الأوسط. والقضية الوحيدة التي تهم السعودية هي تخصيص مكان لها في تقسيم القوة هذا، حيث تقول الرياض صراحة أين هي حصتها في تقسيم الكعكة مع إيران والاعتراف بها قوة نووية في المنطقة والعالم ؟ ويقول سعود الفيصل حسناً إننا نقبل إيران النووية، ولكن أين هو موقعنا كدول عربية؟ وهذا يعني أنه إذا أعطيت حصة السعودية أو جزء منها على الأقل، فإن الرياض مستعدة للتعايش مع إيران في قضايا كثيرة، ذلك أن إيران النووية القوية تكون حينها قد تحولت إلي أمر واقع لابد من التكيف معه.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق