التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

الام في عيدها العالمي 

د. ماجد اسد
عالميا او على صعيد اي بلد في هذا العالم يتم الاحتفال بيوم الأم ، كعيد و عمليا لا يتحدث عن ما تم انجازه لها حسب بل عن الذي هو قيد الانجاز و عن الذي لن ينجز و عن الذي يبقى حلما من الاحلام !
فهل حقا حصلت المرأة على ما حصل عليه شريكها في المصير من حقوق و واجبات ام لا ام بالتساوي ؟ ام ان السؤال القديم – الجديد – و هل الرجل وحده المسؤول عن حصول ذلك ام الانظمة ( و نقصد بها التشريعات و الفلسفات و التطبيقات ) هي المسؤلة ؟
ربما انها ليست محض فرضية ان المرأة ( و بمعنى انها الكائن الاول المسؤول عن ديمومة النوع ) كانت في العصور القديمة الالهة الام ، التي تكبدت مشاق انتاج الحياة و ديمومتها ، و حمايتها من مخاطر الزوال .
هي و ليس الاخر من نجد لها الاف التماثيل و الفخاريات و العلامات في مختلف الحضارات قد شكلت نواة تأسيس اولى التجمعات السكانية ، و انظمتها و تقسيمها الاجتماعية .
ثم … لاسباب ما زالت قيد البحث وجدت مصيرها تابعا للذي انجبته الذكر !
وهذه قضية اخرى مع انها تخص الاحتفال بعيد الام في عالمنا المعاصر لانها تلقي الضوء على الاصول ، و على كل ما هو مستحدث في الانواع و تقسيماتها .
انما اسماء الالهة قبل افروديت ، و عشتار ، و فينوز و عشتروت ، انانا و اوريس … الخ . كانت حملت التاريخ العريق للمرأة فهي الام ، الام التي انجبت الالهة القديمة .  على ان واقع المرأة ، رغم هذا الاحتفال يختلف من بلد الى اخر بحسب الاعراف ، و التشريعات و التطبيقات .  ففي بعض مجتمعات العالم الثالث يتقلص دورها الى الخدمات و تربية الاطفال و في بعض ارقى المجتمعات تتحول المرأة الى سلعة من السلع فهل حققت المرأة حريتها في جانب من الارض و سلبت منها في الجانب الاخر من ناحية ، ام ان الرجل هو المسؤول عندتحقيق المساواة و تطبيقاتها من ناحية ثانية ؟ ام ان النظام هو المسؤول عن ذلك بالدرجة الاولى في الحالات كلها نجد الاجابات بحسب الاحصاء و النسب و الاختلافات – مقترنة بالانظمة ذاتها و بالمجتمعات و التعليم و العمل و الاعراف و الثقافات … الخ التي تتحكم بالنتائج . فالمرأة اصبحت جزءا لا يمكن تجزئته عن اهداف المجتمع كوحدة عضوية متجانسة و مشتركة بتحقيق الحياة الكريمة التي لا يضلم فيها احد على حساب الاخر ، حيث التشريعات و تطبيقاتها تغدو مسؤولية الجميع في العبور الى المجتمعات التي لا تعامل المرأة فيها كسلعة و لا كأسيرة جدران و لا كفائضة او اقل درجة من شريكها في المصير بل ككائن يماثل ما الرجل من حقوق و واجبات ببناء الحياة العادلة الكريمة و الجديرة بهذا الاحتفاء برمز الحياة و جمالها و شفافيتها ايضا

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق