التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

من الخاسر في حروب الفقراء ..؟ 

د . ماجـــد أســد
من بين اكثر الاسئلة اثارة للجدل سؤال لا يمكن النظر اليه بمعزل عن قراءة ما جرى و يجري في اقاليم الوطن العربي خلال نصف القرن الخير ..
   ما الذي يتوخاه الفقراء في حروبهم الداخية ..؟ و لا نقول فقراء بالمعنى الاقتصادي او العلمي او الثقافي فحسب بل لانهم لا يمتلكون تصورات حقيقية تخص مستقبلهم و مصائرهم وهي نتيجة لسياسات وضعت الجميع على الحافة او فوق البركان !
   وليس لدي المتابع المستقل الا ان يعيد قراءة شعارات وعناوين و خطابات و كلمات رموز الماضي او من اتخذ موقعا في ادارة هذا البلد او ذاك خلال القرن الاخير ونصفه الاخير تحديدا و يقارنها بالخطابات السائدة اليوم او التي تبدو جديدة فأذا كان المواطن في الغالب غير مهتم بما يجري من تعديلات كبرى في السياسات و تطبيقاتها كصراع الحضارات او الحروب من اجل الموارد و الوجاهة او بأسم الحرية و الشفافية و الديمقراطية النبيلة .. الخ . على الصعيد العالمي و تأثيراته في سياسات القادة العرب فأن المواطن بما الت اليه حياته اليومية و بالدرجة الاولى شعال المزيد من الحروب بين الجماعات و الكتل و الطوائف و الثقافات .. الخ على نحو لم يؤد بحس النتائج الا الى انزال المزيد من الخسائر في الارواح و في الممتلكات و في اقامة جدران عازلة جديدة بينها و تنفيذ مشروعات الهجرة بمختلف تنويعاتها و مبرراتها .. الخ لان هذا المواطن الذي لم يكن يمتلك حرية انتخاب قيادته يدرك اليوم ان اشعال نيران الفتن الطائفية ستكون نهاية سعيدة لبرامج لا تجعل منه الا ضحية طوال الوقت نهايات اسهم مرغما بصنعها .
   على ان حروب الطوائف و المذاهب و الكتل و الايدلوجيات و الثقافات لم تبلغ ذروتها اي انهاك الجميع حد الموت كي نستمع الى زعماء جدد يتحدثون بأسم المثل العليا و بأسم (الكرامة) و ( العزة ) و ( الشرف ) دون اغفال سج اوامر غير قابلة للمناقشة لانها صادرة عن الذات الالهية !
سبحان الله …؟؟
   ذلك لان اعادة قراءة اكداس المواعض القديمة لا يعيد للذهن الا مشهدا واحدا ان وعاظ السلطة اليوم لا يسعون الى تعزيز الحروب والى تقسيم المقسم عبر سفك دماء الابرياء و تدمير ما تبقى من الممتلكات فحسب بل الى هدم الانسان و تركه يعيش في الظلمات وهو لا يمتلك الا ان يخوض حروبا زائفة يذهب ضحيتها الجميع !
alkalimaalhura@gmail.com
07703444510

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق