التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 6, 2024

من أجل ديمومة الصحف المستقلة 

عبدالرضا الساعدي

من المعروف أن الجو الديمقراطي في البلد بعد 2003 قد فتح آفاق العمل واسعا للكثير من الصحف المحلية ، منها ما هو مرتبط ارتباطا مباشرا بالجهات الحكومية والأحزاب السياسية التي دخلت العملية السياسية ، وغيرها ممن تشكل النسيج العام لهذا الجو الذي أضحى مفتوحا لممارسة حرية التعبير والأفكار ضمن التوجه الديمقراطي السائد بعد التغيير، وهناك أيضا تلك الصحف التي إجترحت لنفسها خطا مستقلا ، وتعمل ضمن حدود سقفها المهني غير المرتبط بأجندة حزبية أو سياسية معينة ، سوى ارتباطها الصميم بحسها الوطني المشترك وتفاعلها البنّاء مع الآخرين في سبيل حاضر البلد وترجيح كلمة المواطن في الشارع العراقي المليء باحتياجاته وأمانيه من أجل مستقبل مشرق واعد. لكن المعروف أيضا في هذا الجو السائد ، تلك الفروقات في  الوجهتين على مستوى الدعم والتمويل لهذه الصحف ، فالصحف المرتبطة بالجهات الحكومية والسياسية لاتعاني كما هي الصحف المستقلة في هذا الجانب التمويلي ، مما جعل بعضها يحظى بالاستمرارية والتواصل بحكم هذا الدعم المتواصل ، بينما ظلت الصحف المستقلة رهينة العوز المادي الذي يجعلها متلكأة ومتأرجحة الصدور، مما يضطرها للتوقف في أحايين كثيرة لهذا السبب . هذا الفارق بين المستويين يدفعنا اليوم الى اقتراح صيغ بديلة ومنطقية من أجل الحفاظ على وجود هذه الصحف المستقلة وديمومتها في العمل خدمة للصالح العام ، وهي تأتي من باب التمنيات والمطالبة بدعم هذه الصحف بشكل غير مباشر ، من خلال تكافؤ الفرص في توزيع الإعلانات بين الصحف ، سيما وأن معظم هذه الإعلانات تذهب الى تلك الصحف المدعومة أصلا من جهات حكومية أو حزبية معينة ، ولهذا نقترح أن يكون للصحف المستقلة الفرصة أيضا في تلقي هذا الدعم ، ولابأس ان يكون لنقابة الصحفيين العراقيين الدور الفاعل في هذا المجال ، بحيث تاخذ زمام المبادرة في توزيع الإعلانات بشكل متكافيء ومناسب وفق جدول واضح  وبما يحقق العدالة في هذا الجانب ، خدمة للمسيرة الصحفية عموما ، ومن أجل ديمومة الصحف المستقلة الرصينة خاصة ، وأملنا كبير بأهل الشأن في أن يلتفتوا الى هذا الجانب المهم ، كي يبقى للرأي الوطني المستقل حضوره الفاعل والمؤثر في الساحة الإعلامية .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق