التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة .. تداعيات وتساؤلات في الحدث الفرنسي اليوم 

تقرير / عبدالرضا الساعدي

عاشت فرنسا خلال الأيام الأخيرة عددا من الأعمال والهجمات الإرهابية خلفت 17 قتيلا و20 جريحا.
وشهدت يوم الجمعة 9 كانون الثاني يوما عصيبا انتهى بقضاء القوات الفرنسية الخاصة على ثلاثة إرهابيين: الأخوان سعيد ورشيد كواشي، منفذا الاعتداء على مجلة شارلي أيبدو”، وحميدي كوليبالي، الذي قتل شرطية في مونروج جنوب غرب باريس.
ومع استنكارنا الشديد للعمل الإرهابي ، يشير العديد من المتابعين والمحللين إن ما جرى هو موضوع تراكمي ولم ينتج من اليوم ، سببه كثرة السياسات الغربية الخاطئة والتوجهات الإعلامية المقصودة المسيئة للمعتقدات والرموز الدينية ومن ضمنها الإساءات المتكررة للرسول الأعظم محمد ( ص ) ، مما يؤدي بنا إلى العديد من التساؤلات واستبيان الإشكالات التي تخص هذا الحدث وتداعياته ، منطلقين من الحالة العراقية المبتلية بالإرهاب منذ 2003 ولحد اللحظة.

image

وفي تضامن غير مسبوق مع فرنسا بعد هذه الهجمات ، انضم عشرات من الزعماء الأجانب من ضمنهم رئيس الحكومة الإسرائيلية ناتنياهو كما تضامن مسلمون إلى مئات الآلاف من الفرنسيين في مسيرة بباريس وسط إجراءات أمنية مشددة .
وتم نشر نحو 2200 من أفراد الأمن لحماية المسيرة من أي مهاجمين محتملين وتمركز قناصة على أسطح المباني في حين اختلط رجال شرطة بالزي المدني بالحشود
وتم تفتيش نظام الصرف الصحي في المدينة قبل المسيرة ومن المقرر إغلاق محطات قطارات الأنفاق حول مسار المسيرة.
هذه الحدث برغم كل شيء  يطرح بشكل جلي المعايير المزدوجة للغرب وفي مقدمتها فرنسا وأمريكا وحلفاؤها ، حيث الإرهاب مدان بحزم حين يمس دولهم ، بينما هو مدعوم في دول أخرى مثل سوريا ومسكوت عنه طيلة 15 عاما في العراق ، حيث يذهب المئات بل الآلاف من الضحايا يوميا ، من دون تضامن ووقفة ومساندة جدية وواضحة من قبل زعماء
العالم وإعلامهم وشعوبهم ، مثلما حصل في فرنسا اليوم ؟ لماذا؟ ثم ماذا يعني مشاركة ناتنياهو المجرم في هذه الوقفة التضامنية وهو الذي لا يحتاج تاريخه الإجرامي والدموي إلى تعريف وكذلك دعمه وصناعته للإرهاب في العراق وسوريا .
image
وبينما تصاعدت تصريحات منفعلة ومتشددة من بعض الجهات الإعلامية الفرنسية طالبت فيها بضرورة محاسبة كل المسلمين على تلك العمليات التي قام بها الإرهابيون ، على هامش إدانتهم للجرائم الإرهابية التي وقعت أخيرًا في باريس !!!،
وصف رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني الأحداث الأخيرة في فرنسا بأنها “إرهابية وجنونية”، وشدد على أنه “ناتجة عن سلوك الغرب في سوريا“.
وقال لاريجاني خلال اختتام مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران إن “ما جرى في فرنسا يدل على أن مساعدة الإرهابيين وتقديم السلاح لهم في سورية كان خطأ“.
وأضاف أن “الغرب بدلاً من أن يقدم فهماً صحيحاً لما يجري ويعتذر عن دعم الإرهاب لتخريب سوريا، نراه يستكبر ويطلق الشعارات المعادية للإسلام”، وقال “أنتم لا تدركون بأنكم تتلاعبون بمشاعر المسلمين”، وتساءل “وما علاقة هذين الشخصين الإرهابيين بالإسلام؟  إنكم تهينون الإسلام“.
واتهم لاريجاني دولاً في المنطقة من دون أن يسميها بأنها “شكلت أيادي غربية لمد الإرهابيين بالسلاح”، وأضاف متسائلاً “لماذا لا تمتلكون الفهم الصحيح؟ ما هذه الأولويات التي تتبعونها ؟”، وقال “إنكم غير قادرين على توظيف مصادركم بشكل سليم لذا تقدمون النفط بثمن بخس إلى الغرب كي يستفيد منه“.
وفي سياق التحليلات المرافقة لما جرى في فرنسا مؤخرا ،أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن الاعتداء الإرهابي على مقر صحيفة شارلي أيبدو وسط باريس مرتبط بشكل أو بآخر بالممارسات الاستعمارية لفرنسا.
وأوضح فيسك خلال مقال في صحيفة الاندبندنت البريطانية أن حقبة الاحتلال الفرنسي للجزائر شهدت أعمالا وحشية ارتكبتها القوات الفرنسية بحق الجزائريين الذين ضحوا بأكثر من مليون شهيد خلال نضالهم لتحقيق استقلال بلادهم مشيرا إلى أن ما يحدث في الحاضر مرتبط بما حدث في الماضي.
وفي ذات السياق وما سيرافقها من تداعيات ، فإن “ما حدث في فرنسا ستكون له تداعياته على صعيد تقييم السياسة الفرنسية الخارجية وعلى الصعيد الداخل الفرنسي“. بينما عبر بعض النواب العراقيين عن تخوفهم من أن العرب المسلمين المقيمين في فرنسا سيتأثرون سلبا بعد الاعتداء الإرهابي على مجلة { شارلي إيبدو} الجمعة الماضية.
وأكدوا  أن الاعتداء الإرهابي على مجلة { شارلي أيبدو} في فرنسا سيؤثر سلبا على وجود العرب المسلمين المقيمين فيها“. 
ويرى آخرون أن ما حدث في فرنسا مخطط لتشويه صورة الإسلام لدى الغرب، مشيرا الى ان أمريكا لها الدور الكبير في تشويه صورة الإسلام وابتدأتها بصناعة القاعدة مرورا بداعش لتشويه الصورة الناصعة للإسلام وإيصال رسالة الى العالم بأن الإسلام صورته القتل والذبح والإرهاب. وإن هناك مؤامرة تشن على الاسلام لاسيما على العراق حيث اليوم داعش تمارس أساليب بشعة من القتل والذبح والتهجير باسم الإسلام وترفع راية “لا اله إلا الله” وبالتالي يعطون لهذا التنظيم الصفة الإجرامية”.
image
وفي معلومة جديدة وليست مستغربة أعلن موقع “انترناشونال بيزنس تايمز” الأمريكي، أن الموساد الإسرائيلي هو المسؤول عن اقتحام مقر مجلة “شارلي أيبدو” وقتل 12 شخصًا بالمجلة من بينهم 4 رسامين كاريكاتير.
وذكر الموقع الأمريكي، أن الموساد أراد الانتقام من تصويت البرلمان الفرنسي لصالح فلسطين، بالإضافة إلى تصويتها لصالح المشروع الفلسطيني في الأمم المتحدة، فقام الموساد بالهجوم على مقر المجلة لإلصاق التهمة بالمسلمين.
وأكد الموقع أن الموساد استأجر مسلمين من أصول عربية لتنفيذ الهجوم، لزيادة العداء ضد المسلمين في العالم. في حين قال صحفي ومحلل سياسي فرنسي في تسجيل صوتي عن عدم تصديقه للحكاية الرسمية الفرنسية حول الأحداث الأخيرة التي راح ضحيتها عشرون شخصا , , وقال أن الحكاية الرسمية  عارية من كل مصداقية.
وانتهى في تحليله الى أن القصة كلها عبارة عن مؤامرة مدبرة من طرف السلطة الفرنسية.
من جهته ، أكد رئيس كتلة الصادقون النيابية حسن سالم، أننا نخشى على الجالية المسلمة وخصوصا العراقية من المضايقات من قبل السلطة الفرنسية بعد الأحداث الأخيرة في فرنسا وبعد اكتشاف الجناة العربيان المسلمان المتطرفان ، مطالباً الخارجية العراقية بتحصين الجالية في فرنسا ووضع تدابير وخطط لتلافي تعرض جاليتنا هناك الى المضايقات.
في الوقت الذي دانت فيه وزارة الخارجية العراقية الهجوم على مقر مجلة فرنسية وسط باريس ومقتل عدد من إعلامييها  ، مشيرة إلى ضرورة توحيد الموقف من الإرهاب في سوح المواجهة والتصدي في العراق وفرنسا وفي دول العالم الأخرى، كما أنها تؤكد على ضرورة معالجة الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة الشاذة ونزع فتيلها حتى تغلق كل الذرائع والمبررات التي يشتبه بها الآخرون “. 
أما عن الوضع الأمني في فرنسا ، و برغم كل الإجراءات الأمنية والاحترازية المتشددة ، فإنه أصبح سيئا ، كما أن صناعة الإرهاب في رأينا ، والتي تبناها الغرب بقيادة أمريكا لأغراض سياسية وإستراتيجية لخدمة الكيان الصهيوني ، قد أنتجت بضاعة قذرة مثل داعش وأخواتها ، هذه البضاعة قد ردّت إليهم ، وما يحدث في باريس هو خير دليل على ما نقول.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق