التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 17, 2024

تقارب حماس من ایران و إعادة فتح الأبواب المغلقة 

الجميع يريد اسقاط حماس هذه حقيقية باتت محسوسة على أرض الواقع، هذه القاعدة بنيت عليها الكثير من السيناريوهات، مشاريع بدائتها دولة الإحتلال الإسرائيلي، وتمر عبر أروقة اجهزة التنسيق الأمني، وتشترك بها مصر و وصولاً لبعض دول الخليج الفارسي.

فلم  يكن جزافا ” الشکر الذي وجهته حماس لايران عبر القيادة العسکرية و الساسية معا” علی الرغم من الاختلافات الداخلية داخل الحركة. انما جاء محصلة لقرائتها المحسوبة لما يدور في عالمنا العربي والمنطقة وخاصة” بعد التطورات التي حدثت في بعض بلدان المنطقة. قراءة اتت نتيجة ما آلت اليه الأمور في کل من سوريا ومصر وغيرها. بالإضافة الى العزلة العربية قبل الفلسطينية, عندها وجدت نفسها فقط مع محور المقاومة التي ترعاه ايران رغم الخلاف الواقع والناتج عن الأزمة السورية. اذا” لا فرق بين أن ترد حماس على الطلب السعودي أم لا, فما قيل قد قيل وإن أتى متاخرا”, فالصدى الذي أوجده شکر حماس لإيران اتى اکله سريعا وذلك عبر الردود التي وردت على صفحات التواصل الاجتماعي او عبر التصريحات التي تعبر عن مکنونات اصحابها من عدم الرغبة لوجود علاقة ترابط شيعية سنية قبل اي علاقة اخرى حتى لو استفاد منها المسلمون. فالعلاقة بين الرياض ومن ترعاهم قائمة على مصلحتها فقط حتى ولو مع الکيان الاسرائيلي, ففي تقرير قال دوري غولد المستشار السياسي لبنيامين نتنياهو” إن السعودية و”إسرائيل” تعاونتا منذ عشرات السنين في مواجهة تهديدات مشتركة، مشيراً إلى أن التقاء المصالح بين الجانبين يمكن أن يسوي مواطن الخلاف التاريخية بين الجانبين .

ففي الاونة الاخيرة شرعت السعودية في إدارة ظهرها لجماعة الإخوان المسلمين التي إستمرت على مدى ٦٠ عاماً تحظى بالدعم السعودي, ادارة كانت لها اسبابها من وصول الاخوان الى الحكم في مصر والتنامي الکبير لهم في العالم العربي  وخوف السعودية من ازمة قد تطيح بالعائلة الحاكمة كل ذلك أدى ايضا” الى انعكاسا” و تحولا” جديدا” في السياسة السعودية على العلاقة بينها وبين حركة حماس، حيث قلصت السلطات السعودية بشكل واضح من هامش المرونة المتاح للجماعات التي كانت تحول الأموال للحركة .

فالسعودية وغيرها من دول الخليج الفارسي او الدول العربية عامة” لا تريد تقاربا “شيعيا”سنيا” بالاصل فکيف اذا کان شيعيا اخوانيا بامتياز لكي تبقى السعودية  هي حجر الرحى  التي تدور في فلکه کل المنظمات السنية التي تعمل السعودية  على الاستفادة  منها في کثير من المواقع التي کانوا يقدمون فيها خدمات للسعودية من اجل مصالحهم ومشاريعهم الخاصة .

 فالسعودية لا تريد هذا التقارب لاسباب عدة منها ان تبقى المسيطرة على مفاصل الجماعات الإسلامية و ردا” علی خسارتها لبعض ملفاتها في اليمن وسوريا واخيرا “الأرق الذي يحدثه الملف النووي الايراني والمباحثات حوله بين ايران والغرب .

 اما ايران فسعت منذ البداية الى إنشاء علاقة جيدة مع کافة المنظمات الاسلامية مع وجود الخلافات العقائدية وذلك لاسباب عدة: اولها کسر المقولة القائلة ان ايران الشيعية تدعم فقط الشيعة, ثانيا “امتصاص النقد السني لها بعد احداث سوريا وأخيرا ايجاد طرف سني تقيم معه علاقات من استجلاب جماعات اخرى سنية محايدة . وعليه تكون ايران قد سعت  معنويا على الاقل، في ابقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع حماس وتقديم لها مساعدات مالية، والشيء نفسه فعله حزب الله وليس سورية. بعد أن كان لافتا ان السيد حسن نصر الله لم ينطق بكلمة نقد واحدة ولو خفيفة لحركة حماس وموقفها، وهذا هو الفرق الشاسع في بعد النظر والصبر وكظم الغيظ.

اما بالنسبة لحماس  فلها حساباتها الخاصة  التي حتمت عليها الوقوع في الحضن الايراني بعد سوء التقدير الاكبر الذي ارتكبته برأي الكثيرين، وهو خطأ أدى بسقوطها في مصيدة الاستقطاب الطائفي في المنطقة الذي رعته وضخمته وحرضت عليه بعض الدول الخليجية. حيث قدمت حماس الانتماء الطائفي الايديولوجي (حركة الاخوان) على المظلة الاسلامية الاوسع والاشمل وعدم وقوفها بحكم كونها حركة مقاومة، على مسافة واحدة مع جميع الطوائف والاعراف، فجاءت النتيجة حصارا خانقا من مصر المشير عبد الفتاح السيسي واسرائيل معا، وتجفيف موارد الدعم المادي والعسكري، وانقساما في الحركة نفسها ومكتبها السياسي وقاعدتها التنظيمية ثم بين قيادتها السياسية وجناحها العسكري، وهو انقسام ظهر الى العلن رغم كل محاولات اخفائه.

والجدير بالذكر أن قبول حماس للدعم الإيراني فتح عليها أبواب النقد والهجوم من بعض الحركات السلفية والقوى السياسية، وذلك بدعوى فتح أبواب للتشيع بين الفلسطينيين وتوغل إيران في المنطقة أكثر وأكثر، إلا أن الحركة تدافع عن نفسها بأن قبولها الدعم الإيراني لم يكن على حساب توجهاتها ومبادئها، بدليل عدم دعمها لنظام الأسد في سوريا وخروج قيادتها من دمشق، حتى وإن ذهب ذلك بالدعم الإيراني على أساس مبدأ “من دعمنا في حق لا ندعمه في باطل”، وأن غزة هي المنطقة الوحيدة بالشرق الأوسط التي لا يوجد بها حسينيات شيعية، بينما السعودية مثلًا ثلث سكانها شيعية، وبها مناطق خاصة للحسينيات في المنطقة الشرقية.

 إذا” الدرس الذي يجب ان تستوعبه حركة “حماس″ جيدا كحركة مقاومة مسلحة يجب ان تظل فوق جميع الاستقطابات الطائفية والعرقية، وان تراهن دائما على محور الممانعة والمقاومة، وان لا تقع في “الخطأ” الذي وقع فيه الرئيس ياسر عرفات عندما صدق وعود “محور الاعتدال” التي لم تقد الا الى خيبة الامل وقتل وتجميد القضية الفلسطينية, اقتحام الاقصى وربما تقسيمه قريبا، وتعزيز الاحتلال الاسرائيلي.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق