التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, مايو 14, 2024

المفصل الأمني .. المواجهة والتحديات 

بقلم / عبدالرضا الساعدي
تكشف الأحداث  الأمنية الأخيرة في العراق ، لاسيما بعد دخول داعش الأرهابية إلى مدينة الموصل ، عن مستويات عدة تتعلق بالجوانب الأمنية والسياسية عامة للبلد.
فدخول هذه المجاميع الإرهابية بهذه الطريقة المروعة وما رافقها من أحداث درماتيكية ، يعني ان المنظومة العسكرية والأمنية في بعض المناطق الساخنة بحاجة إلى إعادة نظر وتنظيم بشكل جدي يعيد للبلد هيبته . لاسيما وأن ما حصل يمثل في بعض أوجهه خرقا لوجستيا وأمنيا مدبرا قد خطط له من قبل إرادات داخلية وخارجية.
يشار الى أن مدينة الموصل مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، تشهد منذ، فجر يوم الجمعة 6 حزيران 2014، اشتباكات عنيفة بين عناصر ينتمون لتنظيم “داعش”، الذين انتشروا في مناطق غربي المدينة، وبين القوات الأمنية، سقط في إثرها عشرات القتلى والجرحى بين الطرفين، كما أدت تلك الاشتباكات إلى نزوح جماعي لأهالي المدينة لمناطق أكثر أمنا خارج المحافظة وداخلها
وبحسب الحكومة العراقية وعلى لسان رئيس الوزراء ((
ان ما حصل من أحداث في مدينة الموصل مؤامرة وفقا للمعلومات الأمنية التي وردت إليه اثر انهيار القطعات العسكرية.
مضيفا “لا نريد الخوض في تفاصيل المؤامرة والخدعة التي حصلت في أحداث الموصل ولكن نبحث عن فرض الأمن والقضاء على الإرهابيين، ولابد على الكتل السياسية الظهور بموقف موحد ،، 
وبصرف النظر عن تفاصيل المؤامرة وملامح الخيانة والخدعة التي حدثت ‘ فإن المراقبين والمحللين يرون أن داعش هي أداة لدول لديها مخططات وأطماع في البلد ، وأن احتلال منطقة مهمة وحساسة مثل الموصل يمثل خطوة خطيرة على صعيد تقطيع العراق وتقسيمه وفق أجندة مرسومة لبعض الدول التي ترى أن رجوع العراق إلى الحظيرة الدولية والعربية بوصفه طاقة عسكرية واقتصادية فاعلة ، لن يخدم مصالحها مستقبلا ، ومن بين هذه الدول السعودية وتركيا بشكل خاص.
بعض الخبراء يربطون تصاعد العمليات الإرهابية التي تشترك فيها القاعدة وداعش مع جهات أخرى من البعثيين المرتبطين بالنظام السابق مع غيرهم من الجهات المرتبطة بمشروع تدمير العراق وإعادته إلى حقب الديكتاتورية السابقة ، مع خروج المحتل الأمريكي ، ولهذا لا يستبعدون كثيرا محاولة هؤلاء جميعا إلى إعادة البلد إلى المربع الأول بعد 2003 بما يعني تأجيج الفتن والانقسامات داخل مكونات الشعب الواحد.
ويمكن القول أيضا أن محاولة داعش الأخيرة بدخول الموصل جاء بعد تضييق الخناق عليهم من قبل القوات العراقية في الأنبار ، وقد تمثل هذه المحاولة فرصة يائسة لهم لإشغال الجهد العسكري العراقي في معركة أخرى خارج نطاق تلك المناطق التي حوصروا فيها  .
في الوقت نفسه استنكرت  
الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الأخرى مايحصل وأعلنوا استعدادهم للوقوف الى جانب الحكومة العراقية”، مشيرا الى أن “المجتمع الدولي اثبت بموقفه إنه يقف الى جانب العراق في مواجهة الإرهاب”.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق