التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

البحث عن الكائن الذي لم يخرج من الحرب 

 

الكويت ـ ثقافة ـ الرأي ـ

افتتح الفنان سنان حسين معرضه العاشر بعنوان (قربان الروح) في قاعة البوشهري في الكويت نهاية الأسبوع الماضي، المعرض الذي ضم عشرات الأعمال الفنية، اشتغل فيه حسين على تكوينات جديدة وبؤر خاصة يتشكل من خلالها الإنسان من أجزاء متطايرة ورؤوس حيوانات لينتج كائناً مختلفاً بعد حروب غيّرت من بنيته وعوالمه المعروفة.

 

يشير سنان حسين؛ في حديث ل”الصباح”، إلى أن الفكرة التي سيطرت على أعماله تمثَّلت بالعالم الذي يتجه نحو الغائب غير المنطقي بحسابات تكاد تتجرد من المعقول، راسماً دورة حياة مليئة بالألم، “لا يوجد سوى فراغ أضع فيه كائناتي غير الحقيقية المغيبة التي رفضتها الأرض، رقص وغناء وعزلة، وكل قربان هو محاولة لمعرفه حقيقة الروح

 

كل قربان هو حقيقة

 

مضيفاً أن الإنسان الحالي لا يدرك حقيقة الوجود، كائن يتصور فقط، ويحلم لوجود الحقيقة، لكن القربان هو الوحيد القادر على إدراكها.. فكل قربان هو حقيقة، والحقيقة هي الحياة الأخرى المتمثلة بالروح التي تبحث عن مكان آمن لتقص حكاية كانت هنا، فكلنا أرواح متمثلة بجسد غير حقيقي.. هذا هو الإنسان، حسب وجهة نظر حسين.

 

ولا يقصد حسين بالمسخ التشوه بمعنى الكلمة، فهناك الكثير من المسوخ في الإنسان الحقيقي، لكنه في الوقت نفسه يملك كل الطاقات ليبلغ الكمال إلا أنه لم يتمكن من ذلك أبداً. “أما كائناتي فهي حقيقة، صبورة، تعيش بدون يدين ولا أرجل، وليس لها كيان سوى أجساد مرتبطة ببعض، تتناسخ في عالم عجائبي، فضلاً عن أن هناك الطفل الذي يكاد يكون البطل الحقيقي في عالمي الخاص، وهو الذي ينتج الكائن الكبير وليس العكس، وهناك الديك دلالة على التكاثر، وهناك المسيطر الذي يقود هذا الكم من المتحولين”. مؤكداً أن ما قدمه من أشكال لم تكن تشويهاً للإنسان وطبيعته، بل هي إعادة خلق لبناء أجساد جديدة ضاق بها العيش بهذا العالم الأرضي، فبنى أجساداً بأشكال جديدة لتتناسخ مع الأشكال الحيوانية التي تنتج؛ بدورها، كائنات جديدة لتتمكن من المحافظة على بقائها على هذه الأرض.

 

إيقاع تعبيري للون

 

من المميز في أعمال حسين اشتغاله الخاص على اللون، فتوزيعه للكتل اللونية جاء بفلسفة تشكلت من خلال وعيه وتجاربه التي امتدت على طول عشرات المعارض، فيرى أن اللون إيقاع تعبيري لا يحتمل الصدفة، لكن وعي الفنان يدركه تماماً حين يشتغل على بياض اللوحة، وهو يختلف باختلاف الكتل ومساحة التوزيع. مبيناً أن بعض الكتل اللونية مرتبطة بالمضمون، وبعضها بالشكل المخزون داخل العقل، فيحدث التعبير المجرد من الشكل إلى اللون ليخلق التوازن الموحد بينهما. لكل لون تعبير، ولكل لون طاقة يفرزها الجسد ابتداء من العقل وصولاً للقلب ولا ينتهي باليد التي تتلمس وترى اللون.

 

ويشير حسين إلى أن التشكيل هو أداة لبناء كتل من القيم الشكلية المخزونة بشكل معرفي، وليس المعنى في الشكل أن تكون له قيم وصفات تشبه الشكل الحقيقي، ويمكن أن يكون مجردا وهو أقرب إلى الحقيقة والكمال من الشكل الحقيقي؛ على حدِّ تعبير حسين، موضحاً: “نحن لا ندرس الكمال عل أساس منطق بناء الكتل والتوزيع، فهو تجرد من العصر الكلاسيكي المتصوف بإدراك قانون النسب الصحيحة المرتبط بالكهنوت. الأدب؛ كذلك؛ شكل أيضاً، لكنه يختلف بالبناء والتكوين لحساب معرفي مستعار عن حقيقة المجتمع

شارك الفنان سنان حسين في واحد وعشرين معرضاً مشتركاً بين الكويت والسعودية وقطر وتركيا وبغداد، في حين أقام عشرة معارض شخصية، منذ العام 2008 وحتى معرضه هذا، هذه المعارض أقيمت في الكويت، الإمارات العربية، الأردن، السعودية، قطر، وأميركا. فضلاً عن حصوله على جائزة البينالي الدولي الثالث للفن العرب المعاصر في الكويت العام2008 .

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق