التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

لا تكونوا شوفينيين..!! 

عدنان الفضلي

لا يمكن أبداً ان نصف حادث مقتل الزميل والصديق الإعلامي الدكتور محمد بديوي الشمري بغير الإجرامي، وليس هناك انسان شريف ووطني لم يشعر بألم حاد وغضب شديد على من ارتكب هذه الحادثة بهذه الرعونة والطيش والبشاعة، وليس فينا من لا يطالب وبشدة بأن ينال هذا القاتل أقصى عقوبة ليكون عبرة لغيره ممن لا يعيرون للأنسانية حقاً، ويظنون انهم فوق القانون.

نعم أنا مثلكم تماماً أشعر بالغصة والوجع مذ سمعت بخبر استشهاد الزميل الشمري، فبيننا علاقة قديمة وزمالة حقيقية كوننا كنا نعمل معاً في مطبوع صحفي كنا نديره، وانا مثلكم تماماً لا أقبل ان تنتزع حياة إنسان مهما كانت صفته او جنسيته او هويته او قوميته او دينه او مذهبه، بمثل هذه الطريقة الرعناء التي أقدم عليها الضابط في الفوج الرئاسي،لكني حتماً لست ضد كل من نظر للحادثة من غير نافذة الإنسانية، وأقصد الذين حولوا الموضوع وأخرجوه من من خانة الجريمة الجنائية الى خانة الجريمة السياسية، فهذا التحويل أفقد الموضوع قيمته واعتباراته، وخصوصاً من جانب بعض السياسيين الذين وجدوا في الحادثة فرصة للمزايدة الوطنية، فصار يطلق العنان لفمه عبر تصريحات شوفينية خالية من البعد الإنساني، وكذلك أشعر بالأسف وأنا اقرأ وأسمع وأرى تصريحات لمثقفين عراقيين يطالبون فيها بقتل الكرد وتهجيرهم من بغداد، كرد فعل عقابي على حادثة مقتل الزميل الشمري، وهي تصريحات فيها كثير من الشوفينية الداعية للعنف.

نعم المجرم كردي.. لكنه في نفس الوقت عراقي أرتكب جريمة شنيعة يستحق عليها عقاباً شديداً، لكن هذا يعني ان نضع جميع الكرد في خانة الإجرام، ونطالب بقتلهم وقطع رقابهم أو تهجيرهم من العاصمة بغداد، فالكرد ليسوا جميعاً قتلة ومجرمين وليسوا جميعاً طيبين،وكذلك باقي أطياف الشعب العراقي ليسوا جميهم طيبين او مجرمين جميعاً، وماحدث مع محمد بديوي سبق وان حدث مع آلاف العراقيين، وعلى يد بعض المنتمين لأطياف أخرى أرتكبت جرائم مشابهة، فهل نطالب بقتل جميع الأطياف العراقية.

التضامن مع إلشهيد الزميل محمد بديوي يجب ان يكون درساً لنا في الوحدة الوطنية، فالذين إستنكروا وحضروا الى مكان الحادث والذين شاركوا في تشييع جنازته، لم يكونوا من طائفة واحدة ، بل كان العراق كله بكرده وعربه وتركمانه ومسيحييه وصابئته وبسنته وشيعته مشاركاً في التشييع المهيب الذي أقيم في العزيزية والجامعة المستنصرية والجادرية، ومادام القاتل قد صار بيد القضاء فما علينا سوى الضغط على الجهات القضائية للإسراع بمحاكمة المجرم علناً ليحصل على جزاء ما اقترفت يده من فعل إجرامي خطير، لتنام عين الشمري وتستقر روحه بسلام ويخف حجم الوجع في قلوب أهله ومحبيه

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق