التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

الصواريخ الروسية ضد واشنطن!! 

 

مهدي منصوري

كان خطاب الرئيس الروسي بوتين بالامس بمثابة اطلاق النيران ضد واشنطن التي تدخلت وبصورة مفضوحة في تغيير الاوضاع في اوكرانيا واعتبر ذلك انقلابا على الشرعية ومحذرا  من استمرار هذا الامر الذي سيؤدي الى تمزيق الشعب الروسي. وبنفس الوقت فضح وبوضوح سياسة اميركا في المنطقة والعالم وانها استفردت في قراراتها وذلك من خلال شنها الحروب على كل من العراق وأفغانستان وكذلك اصدار الفوضى الى العالم من خلال الربيع العربي الذي اصبح شتاء.

واثار بوتين موضوعا مهما ينبغي الوقوف بوجه هذه الاتهامات الاميركية وعدم فسح المجال امامها لان تتصرف كما يحلو لها وهو ما اعتبرته اوساط اعلامية وسياسية ان بوتين اراد وبهذه المقولة ان يؤكد للاميركان ان روسيا ليس وحدها في الميدان الدولي وان الاوضاع قد تغيرت عما كان عليه قبل عقد من الزمان. ولذلك فعليها وقبل ان تخطوا أي خطوة ان تضع في حساباتها المتغيرات التي حصلت لدى الشعوب. وحذر وبقوة ان على اميركا ان لاتتعدى الخطوط الحمر لروسيا وانها ستواجه مالم يمكن ان تتصوره.

كما استهزأ بالتهديدات التي يطلقها الاميركيون والغربيون من انهم سيمارسون ضغوط على موسكو فيما اذا استمرت في عملية انضمام القرم اليها بالقول، ان هذه التهديدات ستكون لها تبعات قاسية على الاميركان وانها ستقلب المعادلة وبصورة قد يفقد اميركا هيبتها في العالم.

اذن فان بوتين بالامس قد اخذ يرسل الصواريخ الكلامية البعيدة المدى للاميركان والاوروبيين والتي تحمل اشارات كبيرة ومهمة بان الساحة الدولية اليوم لم تكن مسرحا يلعب به الاميركان وحدهم بل ان هناك قوة اخرى تراقب الوضع عن كثب وستتخذ القرار المناسب وفي الوقت المناسب من اجل ايقاف جماح العنجهية والغطرسة الاحادية في العالم.

وبناء على ما تقدم فان واشنطن اليوم قد اصبحت ليس بتلك الدولة التي تستطيع ان تفعل ما يحلو لها بل عليها ان تضع في حساباتها الكثير من القضايا واهمها ارادة الشعوب التي لايمكن ان يقهرها العدوان والاحتلال والقهر والاستبعاد، وان هذه الشعوب هي التي تستطيع ان ترسم مستقبلها ومصيرها ومن دون الحاجة الى تدخل الغرباء الذين لا يفهمون قيمها.

ان بوتين وبالامس قد وضع النقاط على الحروف وبصورة شفافة بحيث يمكن القول انها الكلمة الشديدة اللهجة ضد اميركا والغربيين مما قد تفتح آفاق جديدة بحيث اعطت للشعوب شحنة كبيرة للتمرد على كل حالات الاستبعاد الاستكباري وهو ما سيضع اميركا في مواجهة مباشرة مع هذه الشعوب.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق