التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

بغداد ومؤتمر الارهاب الدولي!! 

 

مهدي منصوري

اصبح الارهاب المنظم والمدعوم ظاهرة خطيرة اقلق المجتمعات خاصة لانه لم ولن يستثني أحدا، بل يطال النسل والحرث ولايفهم سوى لغة القتل. خاصة وان هذا الارهاب قد وجد من يحتضنه ويقدم له الدعم اللازم لوجستيا وبشريا من خلال غدق الاموال الطائلة لا من اجل تحقيق هدف معين بل يقع ضمن اطار صراع المصالح القائم اليوم في العالم. وقد اصبح الارهاب سلاحا ماضيا وبديلا لشن الحروب التي كانت تقوم بها بعض الدول المستكبرة ضد بعض البلدان  لتحقق مصالحها كما حدث في العراق وافغانستان ومن هنا وجدوا في الارهاب خير بديل الذي يدفع عن جنودهم القتل والذي سبب مشكلة اجتماعية حادة في مجتمعاتهم،  وكذلك وسيلة مهمة في تمزيق الشعوب وزرع الرعب فيها لتنفتح لهم مساحة كبيرة يدخلون منها لتحقيق مطامعهم.

ومن المهم ان نشير في هذا المجال ان هذا الارهاب الذي ارادوا له ان ينحصر في منطقة محددة وهي بلدان الشرق الاوسط والتي هي محط أنظار المستكبرين خاصة واشنطن التي قد تكون هي الدولة الاولى المؤسسة لهذا النوع من التصرفات وذلك من خلال تحشيد وتجنيد  طالبان في باكستان ودفعهم الى الذهاب الى افغانستان بذريعة اخراج  الدب الروسي من هذا البلد. وكذلك من خلال اللعبة  المفضوحة التي تمثلت تفجيرات 11 سبتمبر. ولايمكن ان نغفل ان واشنطن قد اخذت من الارهاب خير وسيلة او ذريعة لان تتدخل بصورة مباشرة او غير مباشرة في الدول تحت عنوان مكافحة الارهاب بحيث اصبحت المواجهة في بعض البلدان بين الحكومات والشعوب  المطالبة بالحرية والديمقراطية واطلاق صفة الارهاب عليهم من اجل القضاء على أي  معارضة داخلية.

وكذلك وما نجده اليوم من احداث دامية تجري على الارض العراقية والسورية على الخصوص والاثار الدامية والمؤلمة التي نشهدها كل يوم في هذين البلدين، بحيث اخذت تحصد ارواح الابرياء وتحطم البنى التحتية وتضع البلاد في اتون حرب  داخلية لاطائل ولا هدف من ورائها سوى القتل ولاغير، وبنفس الوقت لابد من ان نشير ان هذا الارهاب الذي اريد له ان يصيب بعض الدول دون غيرها نجد انه قد خرج من عقاله واخذ يتمدد  بحيث وصلت شرارته الى الدول الداعمة بصورة واخرى،  مما شكل قلقا اكبر لهم ولذلك دعا هذه الدول التي اكتوت بنار الارهاب والتي تنتظره على الطريق الى البحث في كيفية كبح جماح هذا اللون من السلوك الذي يخالف ابسط القواعد  الانسانية والاخلاقية، ولذلك فان بغداد اليوم على موعد مع مؤتمر دولي  تحضره اكثر من 50 دولة مع بعض المنظمات الدولية والانسانية من اجل بحث ودراسة هذه الظاهرة الغريبة والدخيلة  على مجتمعاتنا والتي تخالف ابسط الاعتقادات التي تؤمن به شعوب هذه المنطقة.

ولذلك فان مؤتمر كهذا رغم قصره لابد ان يضع النقاط  على الحروف  وان يكشف وبصورة شفافة عن الاسس التي  قام عليها وكيفية ايجاد السبل  الى مكافحته وتجفيف منابعه وبصورة نهائية  من اجل ان تعيش الشعوب حياة آمنة ومستقرة بعيدة عن حالة القلق والإرعاب المفروضة عليها اقليميا ودوليا.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق