التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

أميركا وخلق الذرائع !! 

 

مهدي منصوري

خلال تجربته عقد من الزمان تمكن العالم من ادراك ان  اميركا وفيما اذا ارادت ان تفرض بعض ارادتها على الدول فانها تسعى الى خلق الذرائع من اجل الوصول الى هدفها مطبقة بذلك القاعدة الميكافيلية التي تقول ان “الغاية تبرر الوسيلة” ولايمكن لذاكرة الشعوب ان تنسى كيف استخدمت التكنولوجيا من اجل ايهام العالم اجمع من ان نظام صدام يملك اسلحة الدمار الشامل والذي يشكل تهدبد للعالم اجمع بحيث اقنعت الدول بهذه الذريعة وقامت بغزو العراق وتبين بعد حين ان لا اسلحة دمار شامل ولاغيرها من الذرائع ولكن السبب الاساسي هو محاولة السيطرة على منابع النفط في هذا البلد.

وعلى نفس المنوال ما حدث عند غزو افغانستان اذ  ادعت كذبا وزورا انها اصبحت ملاذا للارهابيين خاصة زعيمهم بن لادن وهكذا دواليك في كل تصرفاتها الهوجاء.

وهذه الصورة لم تتغير لدى الادارة الاميركية بل هي تحاول بين فترة واخرى خلق الذرائع في البلدان الاخرى من اجل تنفيذ مخططاتها الاجرامية الا ان محاولاتها دائما تبوء بالفشل او ان مواقف الشعوب المعادية لسياستها تفشل كل مشاريعها، واليوم وبعد ان اشعلت نار الفتنة في سوريا من خلال دعمها للارهابيين والقتلة وتجمعهم من مختلف البلدان لتحقيق هدف اسقاط النظام السوري ولكن وبعد الصمود الرائع للشعب والجيش السوري وتمكنهم من دحر الارهاب وبصورة مخزية بحيث لم يبق امامهم سوى طريق واحد لانه اما العودة الى البلدان التي جاؤا منها او يلاقون حتفهم أجسادا هامدة، هذه الانتصارات للجيش السوري اقلقت واشنطن بالدرجة الاولى و بالاضافة الى الدول التي دفعت بهؤلاء الارهابيين الى التجمع هناك، ولذلك جاءت بالامس تصريحات وزير الداخلية الاميركي والتي اثارت جدلا بين الاوساط الاعلامية والتي قال فيها ان “سوريا باتت معسكرا تدريبيا للارهابيين في العالم” مضيفا “انها وبذلك اخذت تتفوق على المنطقة القبلية الحدودية بين باكستان وافغانستان”، ويعكس هذا الاعلان من قبل الداخلية الاميركية في الاذهان نفس الصورة التي اعتمد عليها وزير الخارجية لحكومة بوش كولن باول عندما عرض الصور عن تحركات العجلات العراقية وهي تحمل الصواريخ النووية.

ولابد لنا من القول ان ليس اميركا وحدها بل كل الدول التي دعمت الارهاب والارهابيين في سوريا تعيش حالة من القلق الكبير وحق لها ذلك لان وكما اسلفنا ان الواقع على الارض السورية قد جاء عكس ما كان يتوقعون وان اهدافهم الاجرامية قد تحطمت، بسبب ان هؤلاء المرتزقة لايفهمون سوى لغة القتل والتدمير وان عادوا فانهم سيشكلون عبئا كبيرا على امن هذه البلدان، ولذلك وكما تساءلت بعض المصادر الاعلامية والسياسية من ان: هل وراء تصريح وزير الداخلية الاميركي هذا امر ما تريد ان تنفذه اميركا ضد سوريا بحيث تدفع  عنها كما تدعي  الخطر الذي يمثله هؤلاء الارهابيين،  خاصة بعد ان فشلت في السابق من الحصول  على قرار يتيح  لها التدخل العسكري في سوريا بسبب الموقف الروسي الصلب؟.

وهل وجدت اميركا اليوم في الحالة الاوكرانية فرصة مناسبة  خاصة بعد انشغال الروس فيها لان تحقق اهدافها في سوريا؟

وكل هذه التساؤلات  قد اجابت عليها وبوضوح المعارك الدائرة اليوم في الغوطة الشرقية اذ وبعد ان جمعت واشنطن الارهابيين ودربتهم من اجل ان يفتحوا الجبهة الجنوبية للضغط على الحكومة السورية وتهديد دمشق، الا ان الضربة الماحقة والتي لم يكن يتوقعونها والتي قضت على اعدادا كبيرة من المجاميع الارهابية وتمكنت من اعتقال الكثير منهم بحيث وصفت واشنطن  والدول التي كانت تعول  عن هذه المعركة والتي اعتبرتها الفاصلة امام الفشل الذريع بل اوقعها في حالة من الاحباط الكبير بحيث لايمكن ان يفكروا ثانية في اتخاذ مثل هذه الخطوة.

ومن هنا بدأ واضحا القلق الاميركي من وجود الارهابيين على الارض السورية. ولذلك فان النار التي اشعلتها واشنطن لابد ان تكتوى بنارها يوما ما وانها ليست بعيدة عنها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق