ورشة عمل للحفاظ على مخطوطات النجف النادرة 

( الرأي)

أعلنت وزارة الثقافة العراقية، إطلاقها دورات تدريبية بمشاركة خبراء من منظمة اليونيسكو للأرتقاءبأساليب خزن المخطوطات في النجف،مبينة أن نحو 90 بالمائة من “النفائس المعرفية” بالمحافظة معرضة للتلف من جراء إهمالها في زمن النظام السابق .

وقال منسق الوزارة، رشيد جبار، إن “الوزارة استعانت بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، لإقامة دورات متخصصة بصيانة المخطوطات التي تضمها خزائن مكتبات النجف العامة والخاصة، وترميمها”، مشيراً إلى أن “ذلك “يأتي ضمن البرنامج التنفيذي الموقع بين الحكومة العراقية ممثلة بوزارة الثقافة والمنظمة، للحفاظ على تراث مدينة النجف وتعزيز حضورها الدولي.

وأضاف جبار، أن “البرنامج يتألف من عدة فقرات بضمنها إقامة دورات لصيانة المخطوطات النجفيةوحفظها”، مبيناً أن “أول هذه الورش التدريبية تقام حالياً في مكتبة الإمام علي العامة، المعروفة بأسممكتبة الأميني نسبة للعلامة الشيخ عبد الحسين الاميني صاحب كتاب الغدير، حيث يقوم فريق دولي متخصص بتدريب 27 شخصاً يعملون في مجال حفظ المخطوطات.

وأوضح منسق وزارة الثقافة، أن “خبيرين متخصصين من منظمة اليونيسكو، أحدهما إيطالي الجنسية، يدعى ماركو ديبلا، والآخر يوناني يدعى نيكولاس ساريز، يقومان بالتدريب على ثلاث مراحل”، لافتاً إلى أن “المرحلة الأولى من التدريب التي تقام حالياً وعلى مدى اسبوعين، والثانية تقام خلال أيلول المقبل لمدة ثلاثة أسابيع، في حين تقام المرحلة الثالثة والأخيرة خلال كانون الأول المقبل وتمتد على مدى ثلاثةاسابيع أيضاً

وذكر جبار، أن هذه “الدورات تهدف إلى انقاذ الخزين الكبير من المخطوطات النجفية ونفائس الكتب، من التلف والدمار”، مستدركاً أن “ما نسبته 90 بالمائة من تلك الكنوز المعرفية تعرض للتلف خلال مدة حكم النظام السابق بسبب ظروف الخزن السيئة والإهمال ما حدا بوزارة الثقافة الاستعانة بخبراء دوليين متخصصين في مجال حفظ المخطوطات وترميمها حفاظاً على تراث النجف المعرفي الذي لا يقدر بثمن.

من جانبه قال مسؤول الدورة، الخبير الدولي ماركو ديبلا، إن “مكتبات النجف تحتوي على مخطوطات نفيسة حفظت منذ عشرات السنين بطريقة لم تكن سيئة”، مضيفاً أن “الدورة تقام للتعريف بالأساليب السليمة لحفظ المخطوطات والحد من تضررها”.

على صعيد متصل قال، مدير شعبة المخطوطات في مكتبة الأميني، حسين جهاد، إن “المكتبة تعد من أقدم المكتبات وأكبرها في مدينة النجف لما تضمه من تراث معرفي”، مبيناً أنها “تأسست على يد الشيخ عبد الحسين الأميني صاحب كتاب الغدير عام 1953 ميلادية، وتضم أكثر من 100 ألف عنوان من الكتب المطبوعة وأكثر من خمسة آلاف عنوان من الكتب المخطوطة، فضلا عن عدد من النوادر، ومنها نسخة القرآن الكريم المنسوبة للإمام علي (ع) حيث خطت بيده الكريمة في المدينة المنورة سنة 40 للهجرة.