التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 5, 2024

معبد {الكرنك}.أطلال تبوح بأسرار الحضارة الفرعونية 

( الرأي)

تماثيل وأسوار منيعة صمدت بوجه آلاف السنين، تسرد قصة الحضارة الفرعونية التي لما تزل حكاياتها مطمورة تحت أطنان من التراب، أعمدة ضخمة نقشت عليها عبارات دينية واعظة، ومسلاّت عالية حملت دساتير الفراعنة، كل ذلك ظاهر للعيان بعد ما يقارب الـ2000 عام قبل الميلاد في معبد “الكرنك” الذي يقع قرب نهر النيل الخالد في محافظة الأقصر ” 670 كم” جنوبي القاهرة، والتي كانت تسمى حينذاك مدينة الشمس او”طيبة” عاصمة الفراعنة ومركز حكمهم القوي.
أكبر المعابد
كانت بين جدران “الكرنك” التي تضوع منها عطور الفراعنة، وتتوشمبرسوم عديدة تحتفظ خطوطها الواضحة بتزلفهم للكهنة سعيا منهم للخلود، وتحتشد داخل فناءات المعبد الكبير أماكن التعميد وطرائقتسنم الفرعون حكم الرعية.

ومعبد الكرنك كما يخبرنا المرشد السياحي المرافق لنا هو بالحقيقة مجموعة معابد ويعد الأكبر في كل أرجاء مصر وتعرّض لأكثر من زلزال وغزوات أودت بمعالمه الثمينة التي كانت ستبوح لنا بالكثير من الأسرار، لكن مع كل هذا تبقى معابد الكرنك هي الشاهد الأكبر على حضارة الامبراطورية الفرعونية التي تفاجئ العلماء بين الفينة والأخرى باكتشافات جديدة تنسخ ما قبلها من معلومات، وما زال باطن الأرض في مصر يستهوي البعثات الاستكشافية وأشهر العلماء، لتمدّ العالم الحديث بإرث حضارة كبيرة وكنوز نفيسة مدفونة قرب مومياوات لم تكتشف بعد.
قصر الخورنق
اختلف الآثاريون في أصل تسمية معبد “الكرنك” فمنهم من أرجعهاالى عدة مصادر فرعونية ومنهم من رجح المصادر العربية، إذ أرجعوا مفردة الكرنك الى كلمة “الخورنق” وهو قصر النعمان بن المنذر ملك الحيرة الشهير الذي شيده قرب النجف الأشرف، ووجدوا في أصل الكلمة تشابها كبيرا بحسب نطقها عند المصريين، بينما أرجع البعض أصلها الى معنى “قرية محصنة” التي تستخدم حتى الآن في السودان حينما يطلقون اسم الكرنك على قراهم المحصنة.
البحيرة المقدسة

تتوسط المعبد بركة ماء بمساحة 40 × 80 مترا مربعا يطلق عليها البحيرة المقدسة، بنيت في عهد الفرعون تحتمس الثالث، كانت تستخدم للتطهر والتعميد قبل طقوس العبادة وفي الاحتفالات الدينية التي كان يحضرها الإله آمون رع، كما ترتبط هذه البحيرة عبر قناة مع نهر النيل لرفد البحيرة بالمياه من جهة ولقياس مناسيب النهر من جهة أخرى، إذ كان الفراعنة يقدسون النيل، وذهب بهم الأمر الى نذر عروس له كل عام ترضية لهذا النهر الذي وهب لهم أكبر مدنهم المأهولة بالسكان.
يذكر أن معبد الكرنك دخل موسوعة “غينس” الشهيرة هذا العام، وعدّ أكبر قاعة أثرية في العالم فضلا عن إعجاز معماري لا يضاهى، كما يتمتع هذا المعبد بوجود معرض الصوت والصورة بلغات عدّة تبين أهم الأحداث والطقوس التي كانت تمارس فيه، ويستقطب الكرنك مئات السائحين شهريا رغم انخفاض معدل السياحة في مصر نتيجة الأحداث الأمنية المتردية، لكن يبقى لأعمدة الكرنك وجدرانه الموغلة بالتاريخ، طعم العصور الغابرة المثيرة للمعرفة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق