التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

طهران و “الحكماء” رؤية واحدة 

الزيارة  الحالية لوفد مجموعة “الحكماء” التي يترأسها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان لطهران في ضوء التطورات الراهنة اقليميا ودوليا، لدليل على تفهم هذه المجموعة لدور ايران المؤثر والفاعل في قضايا المنطقة والاستقرار العالمي وكذلك مؤشر قوي على ان ايران تمتلك موقعا استراتيجيا لا يمكن تجاوزها في حل  المشاكل والازمات الحالية.

وزيارة الوفود الاجنبية الى طهران التي ازدادت هذه الايام بشكل ملحوظ جعلتها محطة دبلوماسية فعالة لايمكن انكار دورها وهذا دليل واضح  على انه لا يمكن الاستغناء عنها في حل قضايا الاقليمية والدولية. 

فمجموعة “الحكماء” التي اسسها الراحل نلسون مانديلا والتي تضم في صفوفها مجموعة من القادة العالميين تعمل من اجل السلام وحقوق الانسان وتقدم المبادرات في هذا المجال  خدمة منها للسلام العالمي. وبالطبع ان هذه المجموعة كما تزعم انها صوت مستقل لا تعبر عن امة معينة او حكومة  او مؤسسة وتلتزم بالترويج للمبادئ التي تهم الانسانية جمعاء.

ووفد مجموعة “الحكماء” الذي التقى  في هذه الزيارة كبار المسؤولين  في البلاد حمل معه ملفات الارهاب والسلام العالمي والازمة السورية والبرنامج النووي الايراني اسهاما من المجموعة للعب دور في التسريع بهذه الملفات وقد رحبت طهران بهذه الجهود الايجابية وابدت استعدادها للتعاون في حل هذه القضايا التي تخدم السلام الاقليمي والدولي مع التأكيد على ان القوى العالمية الظالمة كان لها دور مؤثر في انتشار الارهاب والعنف في المنطقة.

الرئيس روحاني الذي استقبل وفد مجموعة “الحكماء” اكد بالمناسبة ان ايران لا تريد اكثر من حقوقها النووية  المنصوص عليها في معاهدة “ان بي تي” ولو توفرت الارادة لدى الطرف الاخر فانها مستعدة للتوصل الى اتفاق نهائي وشامل وفي فترة قصيرة”.

الرئيس روحاني الذي شدد على مكافحة جذور العنف والارهاب والتطرف في العالم دعا في نفس الوقت الى توحيد الجهود لوقف نزيف الدم وانهاء الحرب في سوريا وانقاذ شعبها من المعاناة التي يواجهها يوميا.

كوفي انان الذي يترأس وفد مجموعة “الحكماء” اشاد بدوره بوجهات نظر الرئيس روحاني لحل الازمة السورية وكذلك بدور ايران الاستراتيجي في تطورات وامن المنطقة داعيا مجلس الامن والامم المتحدة ودول الجوار السوري، الى الاضطلاع بدور حيوي في هذه القضية للوصول الى  حل سياسي لذلك.

طهران التي اعلنت موقفها المبدئي والثابت لحل الازمة السورية منذ ايامها الاولى، لازالت راسخة على قناعتها بان الحل الوحيد هو من خلال الحوار السياسي بين الحكومة والمعارضة بعيدا عن كل تدخل اجنبي، تؤكد ثانية بأن  الشعب السوري هو وحده من يقرر مصيره وينتخب رئيسه، وتشد على كل يد مخلصة تسعى لهذا الهدف الانساني الذي يضع حدا لمأساة الشعب السوري وارسال المساعدات اليه لكن قبل ذلك لابد من الضغط بوقف ارسال السلاح والمال الى المجموعات  المسلحة والارهابيين من جانب بعض دول  المنطقة وكلما تباطأت هذه الجهود فان نزيف الدم سيستمر وان الشعب السوري هو وحدة من يدفع الثمن، لكن على الدول المعينة التي سمحت وبعضها ارسلت وشجعت الارهابيين للذهاب الى سوريا ان تتيقن بان النيران ستصلها وتحرق اصابعها وهذه السنة الحياة التي  لا تبديل لها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق