التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 6, 2024

رياح وسفن ! 

بمجرد إعلان مجلس الوزراء وموافقته من حيث المبدأ ، تحويل بعض المدن العراقية إلى محافظات ، انطلقت بعض التصريحات المعترضة من هنا وهناك ، بينما هدد بعضهم بتحويل محافظاتهم إلى أقاليم ، وآخرون انفتحت شهيتهم للمطالبة بتحويل بعض النواحي إلى أقضية ، وبعض الأقضية إلى محافظات أيضا.. هكذا هو الحال العراقي سياسيا ،لأن الأمر أكبر من أن يكون إداريا وتنظيميا ، أو بدوافع للبناء والإعمار والتطوير.
كل ذلك يحدث مع اقتراب موعد الإنتخابات النيابية في نيسان المقبل ، وكأن استحداث مدن أو محافظات هو خارج السياق الحكومي والدستوري للبلاد ، مع أن العملية طبيعية لأن
‘‘موضوع تشكيل المحافظات الجديدة قانوني ودستوري وليس من حق أحد الاعتراض عليه ، وأن هناك حاجة لتحويل أقضية لمحافظات لأمور كثيرة ،ولكننا لن نستعجل بهذا الموضوع إلا بعد دراسة وتأنٍ وسياقات قانونية تحمي سيادة العراق ووحدته فلا ضير بأن تكون لدينا أكثر من محافظة تشكل”_ بحسب  كلمة رئيس الوزراء الأسبوعية مؤخرا_ ..
أين المشكلة إذن؟
كما أسلفنا فإن الوضع السياسي في البلد قد انعكس سلبا على واقع الناس .. الناس الذين ضحّوا بكل شيء كي تنجح العملية السياسية، وتنجح الإنتخابات السابقة وساهموا مساهمة فعالة وحقيقية في رسم صورة لشعب حضاري أبيّ وغيور ، تلقّى الخيبة مضاعفة بفضل هؤلاء المتناحرين المتصارعين حتى على تحويل مدينة إلى قضاء أو قضاء إلى محافظة !!
مالفائدة من الدستور والقوانين والحكومات إذن ؟
مالفائدة في مجلس النواب ؟
مالفائدة من الإنتخابات أصلا ؟
إذا كانت رياح السياسيين تمضي بما لاتشتهي سفن الشعب ومراكبه .
نقول للحكومة والبرلمان والأحزاب وكل المشتركين في العملية السياسية ، لاتفقدوا وعيكم هكذا فتجعلوا من عملية الإنتخابات نقمة على هذا الشعب الراقي الجميل ، بل ارجعوا إلى صوابكم ، وتذكروا أنكم خرجتم من رحم هذه الأرض الطيبة وأهلها الكرام ، وتذكروا مخافة الله الذي هو أكبر منكم ومن غيركم ، وهو أحكم الحاكمين .. وتذكروا أن تصبحوا يوما الريح التي تشتهي لها سفن شعبكم ، لا الريح التي تقلب حياتهم رأسا على عقب.
 
 
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق