التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 6, 2024

متي سيرد حزب الله علي الحرب السعودية؟! 

بقلم مروة ابو محمد* كاتبة لبنانية

تحليل: منذ تحرير الجنوب علي يد المقاومة الاسلامية عام 2000 اصبح القرار الامريكي – الصهيوني نزع سلاح حزب الله وتجريد العرب من قوتهم الوحيدة التي اذاقت العدو الغاصب للقدس مرارة الهزيمة. 

وللاسف الشديد اصبح هذا الهدف الصهيو ـ اميركي غاية لدي بعض الانظمة العربية وبعض الكيانات اللبنانية التابعة لتلك الانظمة…

حينها في 2000 لم تكن الاوضاع تسمح بالافصاح عن هذا الهدف بسبب اجواءالتقارب الايراني – السعودي والسوري – السعودي، والتقارب القطري مع محور المقاومة وغيرها من الاسباب المتعلقة بالرأي العام العربي والاسلامي.

لكن الاحداث التي شهدها العالم والمنطقة كشف عن حقيقة نوايا من كانوا يتسترون بالاعتدال في الاقليم وسلطة الدولة في الداخل اللبناني.. فهذه السعودية وأذنابها تبدأ حرباً مذهبية علي خلفية الغزو الاميركي للعراق والذي ادي الي ظهور الشيعة كمكون اساسي في المعادلة العراقية.. حرب سفكت فيها مئات الآلاف من الدماء…ثم تأتي مواقفها من العدوان الصهيوني علي لبنان عام 2006 والعدوان علي غزة 2008 – 2009.. والمؤامرة التي نفذتها احزابها في لبنان في الخامس من مايو/ايار عام 2007 والتي اقتضت رد السابع من ايار المعروف…

وآخر ما قامت به السعودية هو دخولها المباشر علي خط الاغتيالات والتفجيرات التي استهدفت معاقل حزب الله وقياداته وسفارة الجمهورية الاسلامية في بيروت والامن داخل ايران، وان كان العالم لم ينس متفجرتها الشهيرة في بئر العبد عام 1985 بالتعاون مع السي اي ايه لاغتيال المرجع المرحوم السيد محمد حسين فضل الله، الذي كان يوصف حينها بالمرشد الروحي للمقاومة الاسلامية.

كما انها (اي السعودية) واخواتها الخليجيات ادرجت الحزب علي قائمة “الارهاب”!! استكمالاً لما قامت به اميركا وحليفاتها الاوروبيات، وهي تتحدث كل يوم عن ضرب مصالحه في البلدان الخليجية…

والسؤال الاساس الذي لابد من الاجابة عليه، هو: اذا كان الحزب مستهدفاً بهذا الحجم.. واذا كانت السعودية هي من تقف وراء العديد مما يتعرض له الحزب، فلماذا لا يرد الحزب … واين وكيف سيرد؟

وفي الاجابة علي هذا السؤال يستذكرني تحليل ايراني في كيفية الرد علي مواقف بعض الانظمة الاقليمية تجاه ايران والهجوم الاعلامي والحصار الاقتصادي والاستفزازات المذهبية والسياسية والمؤامرات الامنية التي تعرضت لها ايران على يديهم…

كان التحليل يقول ان هؤلاء سيهرولون نحونا اذا ما حلت العقدة الاساسية، لابد ان نتفاوض مع “الختيار!!”عندها سيأتي الصغار بأنفسهم… والحقيقة هذا ما حصل بعد الاتفاق النووي!!

في المقاربة اللبنانية وما يتعلق بحزب الله، سيكون هذا التحليل مفيداً ايضاً وستطبق نفس المعادلة بنحو آخر.. فبما ان الهدف من هذه الاعمال هو جر المقاومة الي نزاعات جانبية والهاءها عن العدو الرئيس وبالتالي نزح سلاحها لمصلحة الكيان الاسرائيلي… فمن العقل والحكمة ان لا ينجر الحزب الي ردود الافعال والاعمال الجزئية الصغيرة التي تضر بالاستراتيجية والخطوط العريضة…

وان اهم رد علي السعودية وأذنابها هو افشال مشروعهم في سوريا وفي البحرين وفي اليمن… وبعبارة اخري شل قدراتهم علي المناورة وحشرهم في الزاوية واسقاط جميع الاوراق من ايديهم.

وبما ان جمهور المقاومة ايضاً مستهدف نفسياً بهذه الاعمال الاجرامية فلابد من ان يعي هذا الجمهور(وهو واع بحمد الله) ان الرد بالمثل ليس دائماً هو الرد الامثل… هناك رد أهم سيدمر المؤامرة السعودية من الداخل وفي الاقليم… وهو تدمير مشروعها التكفيري وافشال مخططاتها في محاولة القفز على القرار العربي وحواضره التاريخية وضرب استقرار بلدان المنطقة عن طريق الارهاب.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق