التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أبريل 28, 2024

ما هو موقف “اسرائيل” الحقيقي من الازمة السورية؟ 

متابعه / الرأي
اكد مركز “كارنيغي” الاميركي للدراسات والابحاث ان الموقف الواقعي وليس الرسمي لـ”اسرائيل” هو بقاء طرفي النزاع في سوريا بحيث يكون “الاسد” قويا بمقدار ان يحافظ على استقرار الحدود وضعيفا الى درجة لا يشكل خطرا عليها.
وأجرى مركز “كارنيغي” البحثي مقابلة حول متابعة الكيان الصهيوني للأزمة السورية وموقفه منها، مع رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب والخبير في الشؤون السورية، البروفسور “إيال زيسر” حيث قال: ان الموقف الواقعي وليس الرسمي لـ”اسرائيل” هو بقاء طرفي النزاع في سوريا بحيث يكون “الاسد” قويا بمقدار ان يحافظ على استقرار الحدود وضعيفا الى درجة الا يشكل خطرا عليها.
ويوضح زيسر ان هناك من يريد بقاء (الرئيس) بشار الاسد، وهناك من يريدون تنحيه. وكل فريق ينظر إلى الأمور انطلاقا من رؤيته لمصلحة الكيان الإسرائيلي.
فالذين يريدون بقاءه في الحكم يرون أن المصلحة هي في أنه يحافظ على الحدود مع “إسرائيل” هادئة، بينما يرى الفريق الآخر، الذي يريد سقوطه، أن سوريا هي جزء من الحلف بين إيران وحزب الله، وسقوط بشار سيضعف هذا الحلف. وهناك من يرى أنه من الناحية الواقعية، ليس ثمة ما يمكن لـ”إسرائيل” أن تفعله ولذلك عليها أن تقف جانبا وتراقب التطورات.
وردا على سؤال مضمونه ما هو رايكم بشان مستجدات الساحة السورية يقول زيسر: لا شك ان النظام السوري كان ناجحا في تعامله مع الحرب الاهلية على مر السنوات الثلاث الماضية. ورغم انه تكبد اضرارا بسبب الحرب، الا ان انقسام المتمردين يجعلهم عاجزين عن حسم المعركة.
* من هي الجهة التي ستستنزف وتستسلم اولا؟
ويرى هذا المحلل السياسي ان الحرب شهدت تغييرا ملموسا كان لصالح النظام بعد معركة القصير في يونيو 2013. وبعد الاتفاق الروسي الاميركي في سبتمبر 2013 حول تدمير الكيمياوي السوري، تحسن وضع النظام اكثر فاكثر. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو من هي الجهة التي ستستنزف قواها اولا وتستسلم؟ ومن الذي سينهار اولا النظام ام المتمردون؟.
وحول السياسة الاسرائيلية بشان سوريا منذ عام 2011 يقول زيسر: في البداية كانت “اسرائيل” ترغب ببقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة، لانها كانت تعتقد بانه عدو معروف وانه قلق من الاضطرابات الحدودية. بعد ذلك توصل المسؤولون الاسرائيليون الى ان الاسد قد انتهى. ولكن بعد ذلك انتبهوا الى تواجد عناصر القاعدة مثل جبهة النصرة في سوريا.
* الحرب في سوريا تصب في مصلحة الكيان الصهيوني
ويقول هذا المحلل السياسي ان الموقف الواقعي وليس الرسمي للكيان الصهيوني هو بقاء طرفي النزاع، لان استمرار النزاع بينهما يصب في مصلحته ويقول: ان “اسرئيل” تتطلع الى بقاء الاسد على اساس ان يكون قويا لدرجة ضمان استقرار الحدود وضعيفا لدرجة انه لا يشكل خطرا عليها. طبعا هناك من يفكر في الداخل باسقاط الاسد على المدى البعيد. ويعتقد هؤلاء ان المسالة الاهم في هذا البين هي موضوع حزب الله وايران، لان انهيار الاسد سيوجه ضربة كبيرة لهذا المحور.
* الكيان الصهيوني لن يخوض حربا مع سوريا ابدا
ويرى زيسر ان احتمال اندلاع حرب بين الكيان الصهيوني وسوريا ضئيل جدا ما لم يكن الرئيس السوري باديا ويتساءل، لماذا يجب ان يقوم بمثل هذه الخطوة؟. ورغم ذلك فان قرر الاسد مهاجمة “اسرائيل” بسبب غاراتها السابقة فانها ستتورط في نزاع اقليمي مع المتشددين في حدودها او حربا جزئية مع الاسد. لكن جميع الاسرائيليين متفقون على نقطة واحدة وهي ضرورة عدم خوض اي حرب مع سوريا.
* على الكيان الصهيوني ان يعترف بايران النووية
وفي خصوص الاتفاق النووي بين ايران واميركا وتاثيره على الازمة في الكيان الصهيوني وسوريا قال زيسر في مقابلته ان هذا الاتفاق مؤشر واضح على عدم رغبة اميركا والغرب ككل بالتدخل في النزاعات الاقليمية بالشرق الاوسط.
ويتابع: كما ان من المهم ان تتعود على حقيقة ان ايران ستتحول قوة نووية او انها ستحصل في الامد القريب على القدرات النووية .. والان حان دور “اسرائيل” لكي تتخذ قرارها في مفترق الطرق هذا : هل ستقوم بمبادرتها لوحدها، ام انها ستتأقلم مع الاجواء الجديدة.
وردا على سؤال حول تصريحات الجنرال يارغولان في مارس 2013 حول ايجاد منطقة عازلة في مرتفعات الجولان راى زيرس ان ايجاد مثل هذه المنطقة سيعني تواجد “اسرائيل” في سوريا وبالتالي فتح جبهة جديدة مثل جبهة جنوب لبنان وسيناء مصر. ولذلك فان افضل اجراء يتمثل في الدفاع عن الحدود دون التواجد في الاراضي السورية.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق