التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مارس 28, 2024

الأزمة .. ومسرح البهلوان ! 

الأزمة .. ومسرح البهلوان !

نعم ..غرقت بغداد مؤخرا ، بفضل المطر الغزير ، وبفضل تراخي المسؤولين وعجزهم المستمر وصراعهم العقيم فيما بينهم ، خارج مصلحة المواطن والوطن ، والنتيجة كما ترونها لا تسرّ أحدا سوى أعداء البلد دون استثناء.
لكن المضحك المبكي أن بعض هؤلاء المسؤولين المستغرقين في نومهم العميق ، استفاقوا فجأة بعد ( خراب البصرة ) _ كما يقال _ ، ليشمّروا عن  سواعدهم وسراويلهم وسط الفيضانات والأوحال، وسط سخط الناس وتذمرهم ، لا لشيء سوى أنها مناسبة لالتقاط الصور والاستعراض أمام الناس المنكوبة ، وكأنهم جاءوا كمخلّصين ومؤازرين لهذا الشعب .. ولما لا والانتخابات قادمة ؟!
هكذا وصلت الحال ببعضهم ، استغلال الأزمات لدعايات شخصية وحزبية وسياسية ، وكأن معاناة الناس لعبة انتخابية لا أكثر .. وهكذا هي عقلية المسؤول البهلوان الآن الذي يتاجر في الأزمات لكي يقدم عروضا خاصة به ولا تعني المشكلة الحقيقية من قريب  أو بعيد.
ونقول أيضا ،ليس الشعب مغفلا إلى هذا الحد كي يصدق هذه العروض البهلوانية من هؤلاء ، فأين كنتم قبل الخراب ؟ وأين هي غيرتكم قبل هذا ؟
المضحك في الأمر، أن الاستغفال وصل حدا بإحدى (المسؤولات ) أن تستعرض نفسها وهي تحمل ( ماسحة ) البيت لكي تنقذنا من الكارثة !!!
نقول لكل البهلوانيين في البلد ، كفّوا عن المتاجرة بحياة وراحة الناس .. فالذي لم يعرْ اهتماما  بالناس وهم غارقين بدمائهم ، لن يأبه لهم في غرقهم بالأمطار والأوحال.. ولكن نضيف أيضا لكل الآخرين ، تعلموا من الأزمات كيف تكونوا قريبين دائما من معاناتنا ، في السرّاء والضرّاء ، فربما تضربكم هذه الشدائد غدا ، وعندها ستكونون بحاجة إلى منقذ ، وليس سوى الشعب كأصدق منقذ في هذا الوطن.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق