التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, أبريل 26, 2024

وثائق بنما تكشف المستور عن الأسر الحاكمة في دول مجلس التعاون 

كشف النقاب مؤخراً على مستندات جديدة لما بات يعرف بفضائح “وثائق بنما”، والتي مايزال ينشر منها ملايين الوثائق التي سربها مكتب المحاماة البنمي “موساك فونسيكا” ، وتعتبر المعلومات التي تتناقلها وسائل الإعلام العالمية عن هذا الموضوع جزءا من التحقيقات التي يباشرها الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين وصحيفة “زوددويتشه تسايتونغ” الألمانية حول الحسابات البنكية الخارجية لبعض رؤساء الدول والسياسيين وبعض الشخصيات العالمية الأخرى.

التحقيق أشرف عليه اتحاد دولي يضم أكثر من 100 مؤسسة صحفية، بعد أن حصل على الوثائق من الصحيفة الألمانية. الاتحاد الدولي وزع الوثائق على 370 صحفيا من أكثر من 70 بلدا، من أجل التحقيق فيها، في عمل استمر نحو عام كامل. عدد الوثائق السرية المسربة 11,5 مليون وثيقة. تاريخها يرجع إلى ما يقرُب من 40 عامًا. تتضمّن معلومات حول أكثر من 214 ألف شركة خارجية. الوثائق لها صلة بأشخاص في أكثر من 200 بلدًا وإقليمًا. تكشف عن تورط 143 سياسيا بأعمال غير قانونية مثل التهرب الضريبي، وتبييض أموال عبر شركات عابرة للحدود، بينهم 12 من قادة العالم الحاليين والسابقين. تضم مستندات توثّق تحويلات بنكيّة سرية مع شركات وهمية بقيمة 2 مليار دولار.وتحمل التحقيقات اسم “وثائق بنما”، وتضم أكثر من 11 مليون وثيقة مسربة من شركة “موساك فونسيكا” البنمية للخدمات القانونية وتشير في محتواها إلى أسماء شخصيات رياضية وسياسية وفنية ورجال أعمال أيضاً بالاضافة الى تداول عدد من أسماء الأمراء في دول مجلس التعاون ولا سيما الأسرة الحاكمة في السعودية وقطر… فمن هي تلك الأسماء ؟

ذكرت الوثائق أن للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز دوراً كبيراُ في شركتين مسجلتين في “جزر العذراء البريطانية”. حصلت الشركتان على قرضين بقيمة 36 مليون دولار عام 2009 لشراء شقق فاخرة في لندن ويخت و ذكرت أن القرضين “لهما صلة” به وبممتلكاته، وكشفت الوثائق أنه وعبر سلسلة من الشركات الوهمية في جزر العذراء البريطانية، أخرج الملك سلمان، عبر شركات خارجية، عددًا من الرهون العقارية لمنازل فاخرة في لندن (تبلغ قيمتها على الأقل 34 مليون دولار)، بالإضافة إلى امتلاك “يخت فاخر بطول ملعب كرة قدم”.

ولي العهد السعودي لم يكن خارج السرب أيضاً، اذ كشفت التسريبات أن بنك “يو بي إس” السويسري استخدم شركات في الخارج لفتح حسابات بنكية خاصة بالأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي ووزير الداخلية، وأوضحت التسريبات أن البنك لسويسري اشترى، في 1 أكتوبر 2007، شركتين بنميتين من شركة “موساك فونيسكا”، وبعد يومين من شراء تلك الشركات قال البنك االسويسري إنه فتح حسابا بنكي لإحداهما كانت على درجة كبيرة من الاستعجال، وفي ذات اليوم الذي تم فيه فتح تلك الحسابات حصل الأمير السعودي على توكيل لكلاهما يتضمن الحسابات البنكية في بنك “يو بي إس” السويسري، في مارس/آذار 2014، تم إغلاق حساب الشركة وتعطيل نشاطها بعد ذلك بشهر.

وفيما يخص الأسرة القطرية ، فقد قالت “تسريبات بنما” إن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أصبح أميرًا لدولة قطر — الغنية بالنفط — عام 1995، بعد عزل والده في انقلاب غير دموي، ثم تخلى عن السلطة عام 2013، لصالح نجله، وفي مارس 2014 — بعد أقل من عام على تركه السلطة — تلقت شركة “موساك فونيسكا” — شركة الخدمات القانونية العالمية — أرسل محامي أمير قطر السابق الذي يقيم في لوكسمبرغ مبوعثًا إلى لشركة يعرض عليها شراء شركة جاهزة للعمل من الشركات المسجلة في جزر العذراء البريطانية، موضحًا أنها ستفتح حسابًا في بنك لوكسمبرغ وسيكون لها نسبة في شركات بجنوب أفريقيا.

ووفقًا لمحامي أمير قطر السابق فإن الأمير امتلك بعد سبتمبر/أيلول 2013، النسبة الأكبر في عدد من الشركات وفي بنك الصين بلوكسمبرغ، وكشفت الوثائق أن حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق، يدير شركة خاصة به تمتلك يختا سياحيا قيمته 300 مليون دولار في جزر العذراء البريطانية.

ولفتت التسريبات إلى أن بن جاسم الذي تولى منصب وزير خارجية قطر منذ 1992 حتى 2013، ورئيسًا لوزرائها في الفترة من 2007 حتى 2013، وأنه كان يشغل أيضًا رئيس هيئة الاستثمار القطرية التي تعد واحدة من أغنى صناديق الثروة السيادية في العالم.

وفي 2002، امتلك بن جاسم شركة في جزر العذراء و3 أخرى في جزر الباهاما، لكنه حل تلك الشركات بعد عدة أعوام، وبدأ في عام 2011 استثمارات جديدة بمشاركة أمير قطر السابق في لوكسمبرغ.

أما في الامارات فلم تكن الفضائح أقل جدلاً، فقد امتلك الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات 30 شركة على الأقل مسجلة في جزر العذراء. ومن خلالها امتلك عقارات سكنية وتجارية في مناطق غالية في لندن، وتبلغ قيمتها على الأقل 1.7 مليار دولار. وقد مول الشيخ شراءه من خلال قروض من فرع لندن لبنك أبوظبي والبنك الملكي الاسكتلندي.

وفي داخل قاعدة البيانات الخاصة بموسكا فونسيكا التي تم اختراقها شركات بيريتش فيرجيم والتي تعمل على شراء المباني الفاخرة وممتلكات أخرى يستفيد منها الشيخ خليفة، وتمتلك هذه الشركة ما يقرب من 30 شركة أخرى تدير عمليات تجارية وسكنية في مناطق باهظة الثمن مثل كينسينجتون وماي فير والتي تساوي ما يقرب من 1.7 مليار دولار، وكان رئيس الامارات قد قام بعمليات الاستحواذ من خلال قروض من بنك أبو ظبي الوطني فرع لندن وبنك أوف سكوتلاند.

وحتى عام 2007 زودت موساك فونسيكا شركات عملت كمدير لشركة الشيخ خليفة. وفي ديسمبر 2015 تحولت كل الأسهم تقريبًا لإدارة موساك فونسيكا من خلال هياكل الثقة، ولكن المستفيد بقى كما هو الشيخ وزوجته وابنه وابنته. في 2011 كتبت شركة المحاماة موساك فونسيكا ترددها الدائم في إشهار شخصيته في التعاملات وتوفير المعلومات حول هويته.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق