التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, أبريل 26, 2024

دراسة: من تجرى لهم جراحات زرع الكلى غالباً ما يترددون كثيراً 

في الليلة السابقة للعملية الجراحية التي كان من المقرر أن تجرى لرونالد هيريك لاستئصال كليته كي يهبها لشقيقه التوأم تلقى ملحوظة من توأمه الذي تتوقف حياته على هذه العملية.

فقد كتب شقيقه ريتشارد هيريك: “اخرج من هنا وتوجه الى المنزل”، لكن رونالد هيريك رد : “إنني هنا وسأظل كذلك”، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء “رويترز”.

بلغت المحادثة بين التوأمين ذروتها باجراء أول عملية ناجحة طويلة الأمد لزراعة عضو بشري عام 1954.

ورغم أن هذه الجراحة جرت منذ ستين عاماً، فقد أوضحت نتائج دراسة جديدة أن نفس دواعي القلق التي ربما كانت قد دفعت ريتشارد هيريك كي يحث توأمه على ترك المستشفى لا تزال تنتاب من تجري لهم عملية زرع الكلى اليوم.

وقالت كاميليا هانسون وزملاؤها في دورية متخصصة للأخبار الخاصة بزرع الاعضاء، إن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة بالكلى تستبد بهم المخاوف من التداعيات التي قد يواجهها المتبرعون المحتملون على المدى الطويل ويشعرون بين الحين والآخر بأن هذه الهبة التي تتضمن التضحية بالنفس لا تستحق هذا العناء.

وأضافت: “بعض الناس لا يفضلون أن يكونوا على جانب الأخذ ولا يحبون أن يطلبوا صنيعاً”.

وقالت هانسون وهي باحثة تسعى للحصول على درجة الدكتوراة في الصحة العامة من جامعة “سيدني” بأستراليا: “تبين دراستنا في حقيقة الأمر أن هناك طائفة كبيرة من الحواجز العاطفية لاسيما الشعور بالذنب ما يمنع شخصاً ما من أن يطلب وربما أن يقبل كلية”.

وطالعت هانسون 39 دراسة من 13 بلداً تضمنت نحو 1800 مريض يعانون من أمراض مزمنة بالكلى وحددت موضوعات بحثية تقف حائلاً دون التوصل لمتبرعين بالكلى على قيد الحياة.

وعلاوة على الشعور بالذنب فإن المرضى يتملكهم القلق من تهديد صحة المتبرعين بالخطر أو أن يسببوا لهم المشاق أو أن يشعر المتبرعون بالندم أو الشعور الجارف بالامتنان.

وقال مريض أمريكي: “بوسعي أن أتقدم وأن أعرض على أي شخص آخر كلية لكن أن أطلب من أحد، ليس بوسعي أن أفعل ذلك”.

وقال آخر “حتى لا أطلب وتنجرح مشاعري فإنني لا أطلب”.

وأوضح جون روبرتس جراح زراعة الأعضاء، أن مرضاه غالباً ما يترددون في أن يطلبوا من أقاربهم ممن قد تكون لديهم الرغبة في التبرع.

وقالت الدراسة إن زرع الكلى من متبرعين أحياء يوفر النتائج المثلى لبقاء المتلقين على قيد الحياة.

وعلاوة على ذلك، فإن نقص عدد حالات التبرع بالكلى من المتوفين يؤدي الى إطالة طوابير الانتظار.

وقال روبرتس: “كثيراً ما يود الأبناء التبرع فيما لا يفضل الآباء ذلك، وينتهى الأمر بأن يتوفى الوالدان على أجهزة الغسيل الكلوي” مضيفاً: “اعتقد في واقع الأمر أن خوف الوالدين من أن تحدث مضاعفات لأبنائهم وألا يستطيعوا العمل وألا يكون لديهم تأمين صحي”.

ويرى روبرتس أنه يتعين على الحكومات توفير تأمين صحي مدى الحياة للمتبرعين بالكلى كحافز لهم.

وفي عام 1954، عندما كان رونالد هيريك يتأهب للتبرع بكليته سأل الأطباء إن كان بمقدورهم أن يتحملوا مسؤولية رعايته صحياً بقية حياته، فقال له أحدهم إنه لا يستطيع لكنه طمأنه بأن الفريق الطبي يشعر بالمسؤولية المهنية نحو العناية به.

وعاش ريتشارد هيريك ثماني سنوات بكلية شقيقه التوأم فيما توفي رونالد هيريك عام 2010 عن 79 عاماً.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق