التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, أبريل 26, 2024

بين نمطين من الأمية ! 

بقلم : عبدالرضا الساعدي
في الوقت الذي ننبّه ونشكو من نسبة الأمية المتزايدة في البلد ، لكي نخفف من حدتها وانتشارها بين الأوساط الشعبية ، ونعني أمية القراءة والكتابة ، تصدمنا في الوقت عينه (أمية ) بعض السياسيين والمسؤولين في الدولة .. أمية من نوع آخر، أخطر بكثير من الجهل بالقراءة والكتابة ،وربما يكون من الصعوبة بمكان أن تجد لها حلا من خارج الذات والنفس. فإذا كان الشخص الأمي في القراءة والكتابة يحتاج إلى ألف باء اللغة لكي يبدأ التعلّم ، فإن بعض المسؤولين والسياسيين يحتاجون إلى ألف باء السلوك والضمير والوجدان الإنساني والوطني لكي يبدؤوا تعلّم خدمة الوطن و الشعب.
ولو أجرينا مسحا شاملا لعدد القضايا والمشاكل المهملة والمعلّقة أو المؤجلة التي تخص مصالح الناس في بلدي، بدءا من مجلس النواب ،وانتهاءً بمجالس ومكاتب أو دوائر ووزارات الدولة المختلفة ، لتأكد لنا خطورة (الأمية ) السياسية والحزبية التي تتعامل بجهل مع مصالح الناس ، و صحة فرضيتنا بأن بعض هؤلاء المتعلمين يحتاج أن يتعلم خدمة البلد عبر خدمة الشعب ، بكل صدق ومحبة ومسوؤلية وإنجاز .
ولهذا لا يتم التغيير في البلد بوجود هذين النمطين من الأمية ، ولكن الأخطر بينهما _ بتقديرنا _ هو النوع الثاني ، لأن الأمية التقليدية يمكن معالجتها بأساليب واضحة ووسائل مدروسة ومعروفة ، بينما أمية السياسيين والمسؤولين
فتحتاج تغييرا صعبا من داخل النفس أشبه بثورة على الذات الفاسدة والعاطلة عن فعل الخير للآخرين .. فالتعلم بالنسبة لهؤلاء يعني أن يغيروا ما بأنفسهم ، وصدق الله العلي العظيم حين قال :
 ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)).
 
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق