التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, أبريل 26, 2024

لابد لمصر من الاستقرار!! 

مهدي منصوري

الاحداث المتتالية في مصر بعد 30 يوليو والتي أخذت بعدا وصورة واحدة بحيث تنذر هذا البلد من الوقوع في مخاطر كبيرة خاصة وان ما نشاهده من عملية الكر والفر بين الحكومة والاخوان خاصة بعد ان وضعت الحكومة الاخيرة في دائرة الارهاب  بحيث لم نر سوى استخدام اسلوب  المواجهة المسلحة  وكأن  ابواب الحلول الاخرى قد اغلقت.

ولا نعتقد ان الشعب المصري الذي قام بثورته في 25 يونيو والتي ازالت سلطة مبارك وقراراته التي وضعت المصريين في سجن كبير ، وبذلك تخلصوا من الحالة الخانقة التي كانوا فيها لينقلوا الى آفاق الحرية والديمقراطية والتي تعطي الحق للشعب في اختيار من يحكمه او يدير شؤونه ان يرى مرة اخرى مثل تلك الاجواء .

الا ان الاحداث المتوالية والتي أعقبت انتخاب مرسي والتي جاءت بصورة مخيبة لامال الثوار بحيث فرض واقعا ما كان له ان يحدث الا وهي ايجاد حالة الرفض الشعبي واعلان الغضب من اجل تعديل المسار والعودة بالبلاد الى اجواء ثورة 25 يونيو ولكن وللاسلف الشديد ولما احيلت الامور الى الجيش نجد ان الاسلوب الذي تم التعامل به من قبل الجيش  باصدار القرارات  التي تذكرنا بالنظام السابق والتي بالطبع ان مثل هذه القرارات تواجه بالرفض من قبل الثوار.

واليوم والجميع شاهد الصورة في مصر والتي لا تعكس حقيقة الثورة وطموحاتها مما يمكن القول ان لغة العقل  قد غابت وسيطرت لغة العسكر والتي لا تعرف سوى الرصاص وقنابل المسيلة للدموع والتي راح ضحيتها عدد من الابرياء من ابناء هذا الشعب.

لذا نجد ان على القوى السياسية المصرية والتي لها دور فاعل في الثورة ان تتفادى وتدعو الى لقاء تشاوري او أي اسلوب اخر من اجل العودة الى طاولة الحوار وحل الازمة القائمة باسلوب سياسي بحيث يدفع عن الشعب المصري المزيد من اراقة الدماء.

ولابد ان نذكر ان هذا الامر قد يمكن ان يوصل كل من الحكومة ومتظاهري الاخوان الى خريطة طريق جديدة يمكن من خلالها العودة الى الحياة الديمقراطية والتي تجري فصولها  من خلال الاستفتاء على الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية وغيرها من الاساليب الديمقراطية الاخرى.

وبنفس الوقت لابد ان يعي كل من الاطراف  المتصارعة ان تفتح اذنيها للطرف الاخر، والا فان استخدام الاسلوب الامني او طريقة واحدة لمعالجة الاوضاع القائمة قد لا تصل الى الحل  المطلوب مما سيفقد مصر قدرتها ووضعها التي يجب  ان تكون عليه في المنطقة.

وطبيعي جدا ان الوضع الحالي لا يمكن ان يسر أي حريص على هذا البلد بل انه يصب في النهاية في صالح الصهاينة  بالدرجة الاولى وكذلك الارهاب الدولي الذي  يتحين الفرص بالمنطقة.

لذلك فعلى سياسي ومثقفي مصر ونخبه الواعية ان لا يتركوا الاوضاع تسير نحو التدهور، ولابد من التفكير الجدي في اعادة الهدوء والاستقرارالى هذا البلد وبأي صيغة كانت وان يكون الحكم النهائي هو صندوق الاقتراع الذي يمكن ان يحقق طموحات ابناء الثورة وكل ابناء الشعب المصري.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق