- وكالة الرأي الدولية - https://www.alrai-iq.com -

مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: إثارة قضايا خاطئة عن إيران ستحول الانتباه عن التهديد الرئيسي وهو الکيان الإسرائيلي

بدأت الدورة الثالثة لمؤتمر الشرق الأوسط الخالي من أسلحة الدمار الشامل أعمالها في نيويورك، بکلمة لممثل لبنان في الأمم المتحدة كرئيس للمؤتمر ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في هذا الاجتماع، شرح المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، آراء ورؤی جمهورية إيران الإسلامية بشأن الموضوع الرئيسي للمؤتمر.

وفي إشارة إلى عضوية إيران في الأنظمة الدولية لأسلحة الدمار الشامل، شدد على سياسة إيران المستمرة بشأن التدمير الكامل والنهائي لأسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الاقتراح الرسمي بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط عام 1974.

وأعرب السفير الإيراني عن أمله في أن تتبنى الدول الأعضاء الأخرى في المؤتمر مثل هذه السياسة الثابتة، والامتناع عن اتباع أي سياسة أخرى من شأنها أن تؤثر سلباً على إقامة مثل هذه المنطقة.

وأوضح إيرواني أنه تماشياً مع هذه السياسة الثابتة، يجب على جميع الدول الأعضاء الدخول في معاهدة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل على قدم المساواة، ولهذا الغرض، من الضروري ضمان العضوية وتنفيذ المعاهدات الأخرى من قبل جميع دول المنطقة، قبل الانتهاء من هذه المعاهدة.

كما أعرب عن استياء إيران العميق من الفشلين المتتاليين لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في عامي 2015 و 2022، وأيضاً فشل المؤتمر الاستعراضي الرابع لاتفاقية الأسلحة الكيميائية عام 2018، وقال إن هذه الإخفاقات تظهر أن عملية إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، والتي كان من الممكن أن تدعمها هذه المؤتمرات، لم تتعزز.

وأكد إيرواني أن العملية الحالية التي بدأت تحت إشراف الأمم المتحدة، لن تحل محل عملية معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية بأي شكل من الأشكال؛ لأن هاتين العمليتين مكملتان لبعضهما البعض وليستا بديلتين عن بعضهما البعض.

وقال الدبلوماسي الإيراني الكبير، إن عدم مشاركة “إسرائيل”، بدعم من أمريكا، في المؤتمر هو أهم عقبة أمام إقامة مثل هذه المنطقة في الشرق الأوسط. وأضاف: “وفي مثل هذه الظروف، فإن الطريقة الأولى لإزالة هذه العقبات هي انضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر الانتشار النووي كدولة غير نووية، وقبول عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة لجميع أنشطتها النووية، ونتوقع من المجتمع الدولي أن يضغط على الطرفين للتخلي عن مواقفهما غير البناءة.”

وفي إشارة إلى انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات غير القانونية، إلى جانب إحجام الحكومة الأمريكية الحالية عن العودة إلى الاتفاق النووي، أكد سفير إيران لدى الأمم المتحدة أن إيران ملتزمة بتعهداتها، وأن وفودها تتنقل بين طهران وفيينا لحل القضايا المتبقية.

كما خاطب إيرواني بعض المتحدثين الذين أثاروا قضايا تتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة وأنشطة إيران النووية وقضايا أخرى، وقال: إن إثارة الادعاءات الكاذبة حول القضايا النووية الإيرانية، لن يساعد فقط أولئك الذين يدلون بهذه المزاعم، بل سيحول الانتباه أيضًا عن التهديد الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط الخالية من أسلحة الدمار الشامل، وهو الکيان الصهيوني.

وبالنسبة للدول الغربية النووية التي توجه اتهامات لا أساس لها ضد إيران، أعلن المندوب الدائم لجمهورية إيران الإسلامية أنه “لا ينبغي لهذه البلدان أن تستغل الفرصة الممنوحة لها كعضو مراقب في المؤتمر، بل ينبغي أن تعالج المطالب الرئيسية لدول المنطقة منها، وهي منح ضمانات أمنية سلبية.”

وأضاف إيرواني إن “هذه الدول نفسها، من خلال تعزيز ترساناتها النووية ومساعدة الکيان الإسرائيلي على نشر أسلحة الدمار الشامل، تنتهك التزاماتها القانونية الملزمة ولا تجرؤ على انتقاد عدم مشاركة الولايات المتحدة والکيان الإسرائيلي في المؤتمر.”

وفي الختام، أشار ممثل إيران إلى استعداد بلاده للعب الدور اللازم في صياغة المعاهدة، وأكد أنه “لأسباب مختلفة من الضروري التركيز على الأسلحة النووية أولاً، وبعد تحديد مهمة هذا الجانب من المعاهدة، يجب أيضًا النظر في الأبعاد الأخرى. وفي هذا الصدد، يمكن للجان عمل المؤتمر إثارة ومتابعة المناقشات اللازمة من خلال التركيز على القضايا الفنية.”

جدير بالذكر أن الاجتماع المذكور هو الاجتماع السنوي الثالث لمؤتمر الشرق الأوسط الخالي من أسلحة الدمار الشامل، والذي يعقد كل عام لمدة أسبوع، والغرض منه إبرام معاهدة لإنشاء شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل. وستناقش الدول المشاركة في الاجتماع السنوي سبل تحقيق هذا الهدف، استكمالاً للمؤتمرات السابقة.
المصدر/ الوقت