بعيدا عن الاسئلة المعقدة التي شغلت النخب في البحث عن اجابات لها في شتى المجالات الروحية او المادية التي تخص مصائر البشر … فان هناك اسئلة يومية لا يمكن الاستغناء عنها اسئلة تخص وسائل ديمومة – و ادامة – الحياة ذاتها وهو المجال الذي تعمل عبره الصحافة كأداة اتصال بين الناس ولكن بالحدود التي يتعلم فيها الناس كيف يتقدمون الى الامام .. ومثال كهف افلاطون قد يبدو درسا للنخب و لأصحاب الاختصاصات النادرة ولكنه في الواقع من اكثر الدروس شعبية و بساطة و سلاسة لانه لا يتحدث الا عن ( عميان ) في كهف وهم يتحدثون عن ظلام كي يثار السؤال التالي : هل يختارون حركة الضوء – الشمس – هي تشرق ام وهي تميل الى الغروب ..؟!
وما دام الانسان يمتلك بصيصا من الامل فالشعوب ليست عمياء كما في كهف افلاطون ولهذا مكث اسم الفيلسوف اليوناني – وهو تلميذ سقراط العظيم – متداولا بين الناس لان ( الامل ) هو جزء من الارادة التي هي ليست عمياء تماما..
ولنأخذ امثلة من القرن الماضي تروي قصة تحولات الشعوب من البؤس و الفاقة الى ارادة التحول و الشروع ببناء انظمة لا تذهب الشعوب ضحية لها الى الابد ..
ولدينا العديد من المشاهد التي تصور المجاعات التي حدثت في بلدان كالاتحاد السوفيتي و الصين و الهند في عشرينيات القرن الماضي في اعقاب الحرب العالمية الاولى .. حيث الناس يموتون من الجوع و جثثهم تترك في الشوارع ..
ماذا حدث ….؟ كي تتحول هذه البلدان الى شعوب تصدر للعام بضائعها و فائض انتجاها بعد ان قلبت التخلف الى تقدم و المجاعة الى ثروات و وفرة و قلبت الفساد الى انظمة وضعت حداً للموت اليومي لسكانها …؟
لديكم الاجابات ..!
ومثال اخر للشعوب التي تعرضت للدمار – شبه التام – كاليابان و المانيا و ايطاليا في اعقاب الحرب العالمية الثانية على سبيل المثال كي نعرف كيف حولت – هذه البلدان – الخراب الذي حل بها وكيف حولت هزيمتها الى مشاريع بناء جعلت منها بين الامم تجارب سمحت لها الا تستجدي غذائها من الاخرين بل ان تتفوق في مجالات العلوم و المخترعات و مراكز البحث بعد ان سنت قوانين تحرم اغتيال العقل و الطاقات و تجرم الفساد و التلاعب بمصائر الملايين ..
كيف حدث ذلك …؟
لديكم الاجابات …!
اما الشعوب التي تمتلك موارد الحياة كاملة الطبيعية و البشرية و الحضارية فلا نعرف لماذا نجدها لا تمتلك مثل هذه ( الارادة ) بل و كأنها لا تعمل الا ضد التاريخ و لا تنقصنا الوثائق هنا فهي شاهدة – بالارقام – حول الخسائر بالارواح و الممتلكات و الموارد … كي تحافظ هذه الشعوب – للاسف – على تراجعها وهدر مواردها و اضاعة مستقبلها لانها لا تريد ان تغادر هذا الكهف بينما الشمس لا تنتظر من يكتشفها ! وهي تشرق في كل يوم !
د . ماجد اسد
07822700044- 07703444510
[email protected]