- وكالة الرأي الدولية - https://www.alrai-iq.com -

حينما يصبح قانون “مكافحة الارهاب” انتهاكا للقانون بحد ذاته!

 يبدو أن سياسة التفرد بالحكم التي انتهجها النظام المصري الجديد وعلى رأسه السيسي لا زالت تتوالى فصولا. فتحت مسميات مختلفة تسعى الحکومة المصرية الى تشديد القبضة الامنية على الواقع المصري، ومن هذه المسميات “مكافحة الارهاب” الذي يفتك بمصر منذ أشهر. فقد يعتقد البعض أن قانون “مكافحة الارهاب” الذي اقره السيسي مؤخرا يأتي في السياق الطبيعي للعمليات العسكرية والامنية التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية ضد مجموعات تكفيرية في سيناء. الا أن المتابع للشأن المصري يعلم أن هذا القانون وبما يختزله من حد للحريات لم يأت ضمن السياق الطبيعي المفترض له. 

 

وبالعودة الى القانون الآنف الذكر فهو مشروع قديم كان يحاول نظام حسني مبارك التسويق له ولكن خوفا من معارضة داخلية ومواقف خارجية منددة به لم يصل المشروع الى خواتيمه. وبعيد استلام السيسي الحكم في مصر عاد المشروع الى الواجهة. ورغم التشكيك الذي كان يحيط بالمشروع حول امكانية اقراره والمصادقة عليه وسط رفض داخلي كبير لبنوده وعدم وجود برلمان يستطيع سن قوانين بهذا الحجم، الا أن النظام المصري وعلى رأسه السيسي (الذي يختزل السلطة التشريعية بشخصه) فاجأ الجميع مؤخرا بالمصادقة على القانون. 

 

وقد تضمن القانون ٥٤ مادة جاء في أهمها:

واشنطن تندد بالقانون.. حقيقة الموقف الامريكي!

أتى على لسان المتحدث باسم الخارجية الامريكية “جون كيربي” بان امريكا تندد “بتشديد قانون مكافحة الارهاب” كما أعرب عن الخوف من تأثير القانون الجديد على حقوق الانسان والحريات الاساسية. وللوقوف على حقيقة الموقف الامريكي لا بد من التذكير بصفقات الاسلحة بين البلدين. حيث ومنذ أشهر قليلة أعلن أوباما عن نية واشنطن تسليم مصر طائرات F١٦ المقاتلة ودبابات ابرامز بالاضافة الى صواريخ البوينج هاربون المضادة للسفن. هذا بالاضافة الى المعونة العسكرية التي تقدمها امريكا سنويا لمصر والتي تتضمن اسلحة ثقيلة ومتوسطة ورشاشة وحسب ما ذكر أوباما فانه سيطلب من الكونغرس تزويد مصر بمعونة عسكرية بقيمة ١.٣ مليار دولار. وهذا ما يؤكد أن واشنطن لا تخالف القرار المصري الاخير بشأن مكافحة الارهاب وانما وعلى عادتها ومن اجل الاستهلاك الاعلامي واستقطابا للرأي العام العالمي والعربي لا بد من التنديد بالقانون المصري الجديد. كيف لا؟ وامريكا هي حامية الديمقراطية والحرية في العالم.

وفي خلاصة المشهد يظهر أن هذا القانون سيكون المدخل للنظام المصري وتحت عنوان “مكافحة الارهاب” لممارسة ارهاب الدولة وسياسة كم الافواه وبغطاء دولي امريكي، مما ينذر بمرحلة جديدة من القبضة الامنية، اسوأ من سابقاتها تلوح امام أعين الشعب المصري.

المصدر / الوقت