- وكالة الرأي الدولية - https://www.alrai-iq.com -

البلد حين يفرغ من مبدعيه!

تخيلوا الأرض بلا مبدعين .. كيف سيكون شكلها ؟
تخيلوا العالم بلا كتابة وبلا كتاب ..
بلا صورة شعرية ، وبلا حكايات للأطفال ، أو رسوم ولوحات ومباهج فنية أو أدبية ..
تخيلوا العالم بلا خيال ! كيف سيكون شكله ؟
تخيلوا البلد حين يفرغ من مبدعيه .. ليلجأوا الى بلدان أخرى ، بحثا عن سكن أو فسحة يسمونها ( وطن ) . نعم لقد حصل هذا فعلا، طيلة عقود من الزمن ، ولأسباب شتى
المبدع عندنا هو من فئة ( الفقراء ) أيضا ، وتلك مفارقة كبيرة ، وهو الذي يصنع الحياة والأماكن والأوطان ، لكنه بلا (أرض ) تؤويه ، أي بلا ( وطن ) !.
يحدق المبدع في أرض وطنه الفسيحة ، ويستغرب حين تضيق به ، فلا يجد له فيها موطيء قدم ..
ويتجول ببصره وخياله، فيحلم أن له فيها مدنا وأماكن تليق به ، وملاذا بطعم الأرض، فيقيم فيها كإنسان أولا وكمبدع ثانيا ..
يكفيه أن يستعرض هويته للعالم البعيد عنا ، فيستشعر بمكانته الحقيقية أمام الأغراب ، ويضيعها هنا أمام أهله وأمام من يدير شؤون بلاده !
لماذا ؟ وألف لماذا ؟؟؟
تخيلوا العراق بلا مبدعين ، كما ينبغي ان تتخيلوه بلا أنهار وشمس ونخيل ..
قطعة أرض لكل مبدع في وطنه ، لن ينقص من طول الأرض الفارغة ومن عرضها ..
فسحة صغيرة لأناس يبتكرون يوميا نوافذ للهواء والحياة والجمال ، ستزيد من سعة الوطن ، لكي لاتضيق به ، مستقبلا ، منافذ الضوء والتنفس وجسور صباحات جديدة ، وصدق من قال : ( الفقر في الوطن غربة ) ، كما أن المبدع في الوطن ، بلا سكن ، غربة لنا جميعا  .