التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, أبريل 19, 2024

نظرة على القوة العسكرية للمغرب العربي والجزائر في صراع محتمل 

للجزائر والمغرب العربي تاريخ طويل من العلاقات المتوترة التي تم اتباعها منذ استقلال الجزائر عن فرنسا في عام 1962 تحت تأثير القضايا الإيديولوجية والسياسية وترسيم الحدود والمنافسات الإقليمية. خلال هذا الوقت، انخرط البلدان في حروب قصيرة العمر، وتم إغلاق حدود الجانبين منذ عام 1994. في الآونة الأخيرة، أغلق البلدان حدودهما الجوية في وجه بعضهما البعض.

أنهت الجزائر علاقاتها المحدودة مع الجزائر في 24 اغسطس نتيجة “الأعمال العدائية” من قبل المغرب، مما أنهى التعاون المحدود بين البلدين في مجال الطاقة وخلق مستوى جديد من التوتر في العلاقات الثنائية.

دور الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في تصعيد التوترات الثنائية

على الرغم من الاختلاف والخلافات التقليدية المتجذرة بين الجزائر والمغرب، إلا أن للولايات المتحدة والكيان الصهيوني دورًا لتصعيد التوترات في العديد من الحالات الثنائية. في هذا الصدد، فإن التحرك الأمريكي للاعتراف بوحدة أراضي المغرب العربي بما فيها الصحراء الغربية هو أحد الإجراءات المتخذة في هذا المجال. حيث أعطته الولايات المتحدة للمغرب كحافز للتعاون الأمني ​​والاستخباراتي للملك المغربي محمد السادس مع الكيان الصهيوني وتطبيع العلاقات مع هذا الكيان . اتفاق كان يتعارض مع المصالح الاستراتيجية للجزائر في منطقة شمال شرق إفريقيا، مما رفع التوترات الثنائية إلى مستويات غير مسبوقة في غضون عامين. وفي السياق ذاته، وبعد إعلان المغرب تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في ديسمبر 2020، نددت الجزائر بالخطوة، ووصفتها بأنها مناورة سياسية لزعزعة استقرار المنطقة، واستنكر التحرك الأمريكي لمنح الصحراء الغربية للمغرب كامتياز لتطبيع العلاقات بين البلاد والكيان الصهيوني، وذكر أن تسوية القضايا بين البلدين يجب أن يتم من خلال القانون الدولي. ونشر الجزائر معلومات عن تجسس مغاربة على المسؤولين الجزائريين من قبل التطبيق الصهيوني بيغاسوس، وهو دليل آخر على وجود الكيان الصهيوني في الأزمة بين البلدين.

مقارنة القدرات العسكرية للبلدين

في ما يلي مقارنة للقدرات العسكرية الحالية للبلدين، بغض النظر عن صفقات الأسلحة التي سيتم تسليمها:

يمتلك الجيش الملكي المغربي 310 آلاف فرد في الخدمة الفعلية و150 ألف احتياطي بميزانية عسكرية سنوية تبلغ 4.72 مليار دولار، أو 3.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. يمتلك الجيش الوطني الجزائري 400 ألف جندي في الخدمة الفعلية و272 ألف جندي احتياطي بميزانية عسكرية سنوية تبلغ 9.23 مليار دولار، وهو فارق كبير في حجم وميزانية الجانبين، وبالنظر إلى مساحة الأراضي الجزائرية التي تبلغ 5 أضعاف مساحة الأراضي المغربية، يبدو الاقتصاد الأكبر وعدد السكان الأكبر (بـ 7 ملايين شخص) أمرًا طبيعيًا.

من حيث القوات البرية، يمتلك كلا البلدين معدات عسكرية حديثة في مجال المشاة والدروع والمدفعية. معظم المعدات العسكرية في المغرب صناعة الولايات المتحدة، بينما المعدات العسكرية الرئيسية للجيش الجزائري مصنوعة في روسيا والاتحاد السوفيتي السابق، لكن القضية الرئيسية التي تخل بتوازن القوى بين الجانبين هي الكمية الكبيرة جدا من المعدات العسكرية الجزائرية. الجزائر، على سبيل المثال، لديها حوالي 2200 دبابة قتال رئيسية (بما في ذلك 572 دبابة حديثة من طراز T-90SA وأكثر من 3500 ناقلة جند مدرعة، بما في ذلك الطرز الحديثة مثل BMP-3 وBoxer.

من ناحية أخرى، يمتلك الجيش المغربي حوالي 1200 دبابة ساحة معركة رئيسية، وذلك على الرغم من حقيقة أن البلاد مجهزة، على سبيل المثال، بـ 386 دبابة M1A2 Abrams، والتي تتفوق على T90، إلا أن الكمية الكبيرة من قوات المدرعات على الجانب الآخر سيجعلها تتفوق عليهم.

من حيث المدفعية، يمتلك كلا البلدين حوالي 800 مدفعية من صناعات غربية وشرقية ومدافع ذاتية الدفع، وأحدث الطرازات هي الموجودة لدى القوات البرية الجزائرية، المدفعية الروسيةAkatsiya و Nora B52 المصنوعة في صربيا؛ بينما القوات البرية المغربية تملك مدافع M109 الأمريكية ومهاوتزر قيصر الفرنسية وصواريخ PHL-03 الصينية الصنع الموجهة بالأقمار الصناعية، وهي شديدة الدقة. بالطبع، في هذا الجزء، تتمتع الجزائر بميزة كبيرة على منافستها، لكونها مجهزة بصواريخ أسكندر الباليستية قصيرة المدى روسية الصنع.

في مجال القوة الجوية والدفاع الأرضي، هناك مسافة كبيرة بين الجانبين. تمتلك القوات الجوية الجزائرية حوالي 46 طائرة من طراز 46 MiG-29s و57 Sukhoi 30s و25 Sukhoi 24s، من المحتمل أن تكون هناك أوامر لشراء المزيد من مقاتلات Sukhoi 30 و35 مقاتلة صينية باكستانية من طراز JF-17. ومع ذلك، تمتلك القوات الجوية المغربية حوالي 23 طائرة مقاتلة أمريكية من طراز F-16 و46 طائرة Mirage F-1، وهي أقل شأنا من المنافسة من حيث الكمية والنوعية.

في مجال الدفاع الأرضي، سيكون الاختلاف أكثر حدة؛ حيث يمكن مقارنة قدرات الدفاع الجوي للأراضي الجزائرية بجرأة حتى مع دفاع موسكو عاصمة روسيا! وهو مزيج من أحدث أنظمة الدفاع الروسية بما في ذلك أنظمة S300 و S400 و Pantsir-S و Buk-M2 و Tor-M2 و S350 المصنوعة في روسيا، ونظام الدفاع طويل المدى HQ-9 المصنوع في الصين، بينما تشكل المئات من أنظمة الدفاع قصيرة المدى ومتوسطة المدى السوفيتية الأقدم نظام الدفاع الجوي الأرضي موفرة تفوق جوي ودفاعي كامل على المغرب. من ناحية أخرى، يمتلك الدفاع الجوي للجيش المغربي أيضًا أنظمة حديثة مثل باتريوت وHQ-9، لكن من حيث الكمية، فهو لا يضاهي المنافس.

لكن القادة المغاربة بدأوا بصفقات أسلحة جديدة، لسد الفجوة، بالنظر إلى احتمال نشوب صراع بين البلدين في المستقبل القريب. يعرف القادة المغاربة أنه بالنظر إلى الاختلافات الحادة في حجم القوات والميزانية العسكرية والعمق الاستراتيجي والمؤشرات الاقتصادية، لن تتمكن البلاد من زيادة قواتها بشكل طفيف بما يتماشى مع منافستها؛ لذلك، لن يلجأوا إلى الحرب إلا كملاذ أخير. تحقيقا لهذه الغاية، راقب المخططون العسكريون المغاربة عن كثب معارك العامين الماضيين في الشرق الأوسط والقوقاز وشمال إفريقيا، وأمروا بإجراء صفقات الأسلحة لكسب التفوق الجوي وقمع قوات الدفاع المنافسة من أجل السيطرة على الأجواء. تضمنت الطلبات في البداية عقدًا لشراء 24 طرازًا جديدًا من طراز F16-V أو Viper من الولايات المتحدة، بسبب تركيب رادار مصفوفة ضبابية جديد APG-83 وشراء صواريخ موجهة بالرادار AIM-120 C7 المحدثة على المقاتلات الجديدة، بالنتيجة القوات الجوية للبلاد لديها معدات أفضل من الجزائرية سوخوي 30.

وأيضًا أداء الطائرات المسيرة Bayraktar TB2 القتالية ونظام الحرب الإلكترونية Koral في معارك ليبيا وإدلب وكاراباخ ضد مختلف أنظمة الدفاع الروسية الحديثة مثل Panzer وM2 Tour وBuk M2. تسببت في طلب البلاد 13 طائرة بدون طيار وعدد غير محدد من أنظمة التداخل الإلكتروني من تركيا؛ في غضون ذلك، وبسبب إقامة العلاقات السياسية بين هذا البلد والكيان الصهيوني في العام الماضي، أمر الجيش المغربي أيضًا بعدد غير محدد من طائرات هاروب الانتحارية الإسرائيلية الصنع، والتي تمكنت خلال الحرب بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا، من تدمير عدة وحدات S300 من الجيش الأرمني.

بالنظر إلى أن كلا البلدين لديهما خطوط ساحلية طويلة جدًا، فمن المحتمل أن يحدث جزء من ساحة معركة محتملة في البحر؛ في القطاع البحري، تم تجهيز كلا البلدين بسفن حربية من فئات مختلفة الوزن، بما في ذلك السفن الفرنسية من فئة FREMM للمغرب وسفن فئة MEKO الألمانية للبحرية الجزائرية؛ لكن ميزة خاصة للجزائر هي أنها مجهزة بغواصات روسية من فئة كيلو، مما يمنحها ميزة كبيرة في المعارك تحت سطح الماء بسبب عدم وجود غواصات في الجيش المغربي.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق