التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, أبريل 24, 2024

ماذا قدم الغرب لـ”لبنان”؟ وما المانع من أن يتّجه شرقاً 

لا احد يعلم لماذا كل هذا العناد من قبل بعض الأطراف اللبنانية لوضع العصي في الدولايب وحرمان لبنان من أن يخفف من وطأة أزمته الاقتصادية من خلال بناء جسور تواصل مع دول الشرق التي تستطيع من دون مبالغة ان تساعد لبنان للخروج من أزمته، والغريب أن دول الشرق تفتح ذراعيها للبنان وتقول أنها مستعدة لتوقيع عقود مع لبنان خارج اطار الدولار وتعقيداته، ولكن يبدو ان الثقل الأمريكي منع ما يحصل وربما خشية البعض من غضب واشنطن عليهم، ولكن أليس على اللبنانيين ايجاد حل لهذه الأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم وتدفع الناس للانتحار بشكل يومي، هل هذه المرحلة تتطلب حلاً للخروج من الوضع المتأزم أم العناد وعدم الخروج من دائرة الانتماءات الحزبية والسياسية، أيهما أفضل؟.

رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب يتجه نحو توقيع عقود مع الصين وغيرها من الدول الشرقية ولكن هناك من لا يريد ان تتجه البلاد شرقاً، والسؤال ماذا قدم الغرب وماذا يقدم للبنان؟، أعطونا الحل، أليس الغرب وتحديدا أمريكا وهي من اطبقت الخناق على لبنان وهي من تجوّع الشعب اللبناني، ماذا قدمت امريكا للبنان سوى زرع الفتنة والتحريض على اللبنانيين كما فعلت السفيرة شيا، هل أنقذت إفلاس البنوك، هل ضخت امولاً في هذه البنوك، هل ساعدت لبنان في الاقتراض من البنك الدولي؟، لم تفعل اي شيء سوى الاستمتاع في معاناة اللبنانيين ومنعهم من اقامة اي علاقات مع اي دول أخرى، لماذا يعتقد البعض أن أمريكا فقط هي الحل؟، ماذا عن الصين التي قدّمت خدمات كبيرة للعديد من دول اوروبا وأخرجتها من محنتها.

وفي هذا الاطار لفت ​وزير الخارجية​ السابق ​عدنان منصور​ في حديث تلفزيوني الى أنه “وفي حال أراد ​لبنان​ أن يتوجّه الى الشرق و​الصين​ هو أمر طبيعي ومن حقّ لبنان أن يذهب باتجاهه”، مؤكداً أنه “لو أرادت ​أمريكا أن تساعد لبنان لاستطاعت ذلك عبر حلفائها ولكن في الواقع هي تريد تأليب الرأي العام الداخلي”، مشدداً على أن “الصين ساعدت في نهضة عشرات الدول في ​إفريقيا​ أو آسيا”، متسائلاً “لماذا أحرّم على نفسي التعامل مع الصين في حين أنّ أمريكا لديها علاقات مع معها”، مضيفاً: “لدى ​الحكومة اللبنانية​ الجرأة في كسر القيد والقول إنها تريد مع دول جديدة”.

وأشار الى أننا “لو قبلنا العرض الايراني في مجال ​الكهرباء​ لكانت خلال ستة أشهر أمنت الكهرباء أربعة وعشرين على أربعة عشرين مقابل ​الليرة​ أو السلح أو ربما تأجيل الدفع ولبنان رفض هذا الواقع”.

إيران فتحت ذراعيها للبنان على مدى العقود الماضية، ولكن السفير اللبناني السابق في طهران ووزير الخارجية اللبناني الاسبق عدنان منصور كان شاهدا على عدم جدية البعض في التعاون مع إيران لاعتبارات سياسية معينة، والدليل ان ايران الان تقدم عروض مميزة للبنان ولكن هناك جهات لا تريد أن يتم هذا الامر حتى لو جاع كل الشعب اللبناني، وماذا يهم هؤلاء وهم يجلسون في قصورهم ودولارتهم في البنوك الاوروبية والامريكية، وكلما ارتفع سعر الدولار كانت الامور لمصلحتهم.

ايران تقدمت مجدداً بعرض لتزويد لبنان بالنفط ومشتقاته، هو الأول والأخير، فعلى مدار خمسة وعشرين عاماً، كانت العروض الإيرانية، تنهال على لبنان، من دون قيد أو شرط، من أجل المشاركة في عملية تطوير بناه التحتية، وما يحتاجه لتفعيل قطاعاته الإنتاجية والخدمية والصحية، في مختلف المجالات.

ورغم كلّ العروض، وما تحمله من تسهيلات للجانب اللبناني، ومن مزايا وحوافز تسيل لعاب كلّ من بحاجة اليها، ويحرص على مصلحة بلده.

السفير منصور أشار الة ان موقف إيران لجهة دعم لبنان على مختلف الصعد، كان واضحاً وثابتاً. ففي عام 2001، قام وزير الاقتصاد اللبناني الراحل باسل فليحان بزيارة رسمية الى طهران، للمشاركة في اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة. وقد جرى أثناؤها، لقاء مع نائب رئيس الجمهورية الإيرانية، الدكتور حسن حبيبي، وكنت حاضراً الاجتماع، أكد خلاله حسن حبيبي، على تصميم القادة الإيرانيين، على تعميق وتطوير العلاقات مع لبنان. وقال إنّ هناك إمكانات كبيرة جداً لتطوير التعاون بين البلدين. من جانبه أكد الوزير فليحان على استعداد لبنان لتطوير علاقاته مع طهران في مجالات الاقتصاد والتجارة والنقل.

وقبل انتهاء عام 2003، والدخول في عام 2004، ليكون قد مرّ ثلاث سنوات على عدم انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة، التي يرأس الجانب اللبناني منها وزير الاقتصاد، اجتمعت أثناء إجازتي في بيروت، بالوزير فليحان، ولفتّ نظره إلى ضرورة عقد اجتماع اللجنة، وذلك بناء على رغبة الإيرانيين، والتزاماً أيضاً، بنصوص الاتفاقات الموقعة بين الجانبين. كان جواب الوزير الراحل مفاجئاً لي عندما قال: ليس لدينا شيء لنبحثه. على التوّ استأذنت من الوزير ممتعضاً من جوابه، وقلت له: معالي الوزير عندما يكون لديكم شيء لبحثه، رجاء أبلغونا عنه! ثم انصرفت.

وأضاف منصور: “أقول لكلّ الذين يقفون اليوم، عائقاً في وجه العروض الإيرانية، أياً كانت حججهم الواهية والمراوغة والمنافقة: كفى… كفى… أنتم لا تريدون مصلحة بلدكم وشعبكم! أنتم تتمادون في غيّكم، وحقدكم، وخبثكم، وفسادكم. لم يعد يتحمّل البلد المزيد من الانهيار، إكراماً لإهمالكم، وخنوعكم، وحساباتكم الضيّقة وارتهانكم لأسيادك”.

هناك عرض إيرانيّ مغرٍ، يجب الدفاع عنه والأخذ به، وإذا كان هناك من عرض مماثل، يأتي أيضاً من غير إيران، وبالمزايا نفسها، فأهلاً وسهلاً به.

العرض الإيراني هو اليوم، برسم كلّ مَن يدّعي حرصه على معيشة وحاجات اللبنانيين وخدماتهم. وعليه حسم الأمر الآن قبل الغد. فإما ان نكون في دولة محترمة، تحترم نفسها، وتحترم اتفاقياتها، وإما أن نكون في جمهورية، كسائر جمهوريات الموز، التي شهدتها دول القارّة الأميركية، لا حول ولا قوة لها، تنتظر ما يمليه عليها اليانكي.

المطلوب اليوم من كلّ الحريصين على معيشة وحياة الناس، وقفة حاسمة، وإنْ أدّى ذلك الى قلب الطاولة على رؤوس البغاة، أياً كانت التداعيات المرّة. فما الذي يبقى بعد ذلك لوطن، تمارس فيه الطبقة السائدة هذه السياسات الوقحة، وعندما يجوع الشعب، ويحتضر المواطن!

السفير منصور تحدث ايضا عن تدخل السفيرة الأمريكية بالشأن الداخلي اللبناني بما يخالف المواثيق الدولية واتفاقية فيينا، وأشار الى أنه “منذ أول يوم لوصول ​السفيرة الأمريكية الى لبنان أي منذ 3 أشهر، وتصريحاتها متواصلة والتركيز على الوضع الداخلي وتحميل ​الفساد​ والانهيار الاقتصادي والمالي وكل الظروف الى جهة واحدة، وهذا عمل خبيث لأن الوضع اللبناني الحالي هو وضع معاناة للشعب اللبناني كافة وهناك حركة في الداخل وعلى امتداد المساحة الجغرافية هناك اتفاق على أن الواقع الاقتصادي غير مقبول وهناك فقدان للسياسات الجدية. ولكن كسفير معتمد في لبنان وتحميل المسؤولية لجهة واحدة غايته تقليب الرأي العام”، مشددا على أن “العقوبات التي تفرضها ​الولايات المتحدة ليست لمساعدة لبنان كما اعتبرت السفيرة. فهل المساعدة تكون بالعقوبات؟”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق