التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أبريل 25, 2024

الاستغلال السياسي الأقصى لوسائل الإعلام السعودية من كورونا ضد إيران 

شغلت أزمة فيروس كورونا العالمية جميع الحكومات والشعوب والمنظمات الدولية منذ فترة من الزمن. وفي هذا السياق تسعى جميع الحكومات وتبذل قصارى جهدها لمنع أو الحد من انتقال وانتشار الفيروس بشكل أكبر.

هذا وتقوم معظم وسائل الإعلام في العالم بالتركيز على الوقاية وزيادة الوعي العام ، بالإضافة إلى توفير العروض التعليمية ، كما أنها تدمج عملية التنبيه والتحذير في برامجها وسياساتها الإخبارية ، وبالتاكيد يصب هذا النهج في سياق الوقاية وإجراءات الردع ولا يهدف الى خلق القلق أو الخوف أو الضغط أو الاضطراب النفسي الذي يخل بالامن النفسي والحصانة البدنية للأفراد في المجتمع.

وفي هذه الأثناء، حتى الدول التي لا يبدو أن لديها علاقات دبلوماسية جيدة أو على الأقل ليس لديها تاريخًا عميقًا في العلاقات السياسية مع بعضها البعض ، لم تسعى لاستغلال هذه الأزمة واغتنام الفرص السياسية لأهداف انتقامية. هذا الامر ليس مقبولا حتى في أبسط الأشكال والأعراف الدبلوماسية.

ومع ذلك ، يجب أن نقول أن كل شيء مختلف بالنسبة لإيران. فربما ، على الرغم من أنه يمكن ان يشكل أي حدث طبيعي مثل وقوع زلزال أو فيضان ، أعذاراً ووجبات إخبارية دسمة وجيدة لوسائل الإعلام المعارضة بهدف تدمير إيران ، ولكن لم يكن من المتوقع حدوث ذلك مرة أخرى في الازمة الحالية بسبب البعد الإنساني والأخلاقي لهذه الأزمة العالمية.

فقد تم تنظيم السياسة الإعلامية لهذه الوكالات الإخبارية واستثمارها بكافة الطرق الممكنة لتدمير وتشويه صورة إيران. ومع ذلك ، فليس من الإنصاف ان يتم استغلال حدوث كارثة عالمية لا يوجد فيها أي تدخل من أي عامل بشري لتصبح أداة للاستغلال السياسي. ففي الأيام القليلة الماضية ، وللأسف ، استغلت وسائل الإعلام السعودية والكويتية وبعض وسائل الإعلام في المنطقة بشكل كامل انتشار فيروس كورونا بغض النظر عن الأبعاد البشرية والأخلاقية.

وفي هذا الصدد كان دور وسائل الإعلام السعودية والإماراتية أكثر بروزًا من أي دور آخر ، حيث تم تخصيص المقالات والعناوين الرئيسية لاستغلال فيروس كورونا سياسياً والهجوم على طهران في الأيام القليلة الماضية. تأتي جميع هذه الهجمات والحملات بينما فرضت السعودية اليوم عقوبة السجن والغرامة النقدية على من يبث أخبار تتعلق بفيروس كورونا.

الوضع في الإمارات العربية المتحدة ليس أفضل من الوضع في المملكة العربية السعودية ، حيث أن التسريبات الأخيرة التي كشف عنها ناشط إماراتي بارز قد أظهر أن الإمارات نفسها قد تعرضت لفيروس كورونا أكثر من غيرها. وفي هذا الصدد ، قال الناشط الإماراتي البارز “علي الطويل”: “إن عدد الأشخاص المصابين بمرض فيروس كورونا في الإمارات أكثر بعدة مرات من الأرقام الرسمية التي تم الإعلان عنها من قبل الحكومة”. فقد تم إغلاق وتعطيل المدارس ومؤسسات التعليم العالي الحكومية وغير الحكومية والعديد من المؤسسات الأخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة لعدة أسابيع ، مما يشير إلى تفشي مرض كورونا على نطاق واسع في الإمارات.

ومع ذلك ، فإن الوضع غير طبيعي في هذه البلدان ، حيث ان العديد من المتاجر أصبحت خالية من البضائع والناس في حالة قلق وهلع.

النصيحة الموجهة للإعلام الكويتي والسعودي هي الالتزام بالمناهج المهنية والأخلاقية وتثقيف مواطنيهم وتوعيتهم حول التدابير الوقائية ضد فيروس كورونا بدلاً من الالتفات الى إيران واستغلال كورونا سياسياً من أجل افراغ عقدهم السياسية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق