التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مارس 28, 2024

من هي “وضحة”.. أخطر إرهابيات داعش ومن كبار قادة (الحسبة) 

وضحة” واحدة من اخطر إرهابيات داعش ومن كبار قادة (الحسبة) ‏لها 7 أبناء انتموا جميعاً لكيان داعش الإرهابي ثم قتلوا كلهم في المعارك مع القوات ‏العراقية، وزوجها إرهابي محكوم بالإعدام لإدانته بقتل 9 جنود ‏عراقيين أمام منزله.

لم يكن في حسابات (وضحة) أن ينتهي مطاف رحلتها الطويلة مع العنف والإرهاب عبر لقطة ‏تلفزيونية، ففي خضم معارك تحرير نينوى من عصابات داعش الارهابية، وتحديداً في شهر ‏تموز من عام 2017 وأثناء تحرير أحد أحياء الجانب الأيمن من مدينة الموصل خرجت ‌‏(وضحة) مع العديد من أهالي الحي لائذة بالقوات الأمنية من هول سطوة داعش لتسلم لأول ‏نقطة عسكرية صادفتها طفلتين لم تبلغ أكبرهما من العمر سبعة أعوام متذرعة بأنهما ‏إيزيديتان احتفظت بهما طيلة فترة احتلال داعش للموصل، لتتلاشى بخطىً متسارعة بين ‏جموع الأهالي في تصور منها أنها نفذت بجلدها وسلمت من العقاب.‏

ولم يدر بخلدها أن تسليمها للفتاتين وثقته كاميرا قناة الموصلية الفضائية لتعرضه شاشتها على ‏مشاهديها في مساء اليوم ذاته، في مشهد شكل صدمة لمئات الناس الذين يعرفون الواقع ‏الإجرامي لها لتنهال شهاداتهم الى القوات الأمنية بعد مشاهدتهم لذلك المقطع التلفزيوني!.‏

ثلاثة أيام كانت كفيلة بإلقاء القبض على (وضحة) التي حاولت مراراً التملص من إفادات ‏الشهود بعدم اعترافها بأنها واحدة من اخطر إرهابيات داعش ومن كبار قادة (الحسبة) فيه، لكن ‏توالي اقوال الشهود العيان وشكاوى العديد منهم بحق أفعالها أثبت التهمة عليها مزيلاً الغطاء ‏عن حقائق خطيرة جسدت واقعها الإرهابي الضحل.‏

اعتراف منقوض

تملصت (وضحة) من الاعتراف لمن حقق معها بدءاً من مديرية استخبارات ومكافحة ارهاب ‏‏صلاح الدين ومن بعدهم قاضي التحقيق في محكمة استئناف صلاح الدين، لكنها لم تنكر أن ‏لها سبعة أبناء انتموا جميعاً لكيان داعش الإرهابي ثم قتلوا كلهم في المعارك مع القوات ‏الأمنية، كما لم تنكر أن لها زوجا إرهابيا محكوما بالإعدام جراء إدانته بقتل تسعة جنود ‏عراقيين قرب باب منزله في عام 2006 وفق إفادات العديد من الشهود العيان من أهالي ‏المنطقة.‏

‏أما عن الطفلتين الايزيديتين اللتين كانتا بحوزتها فقد اعترفت بأن احد أبنائها أودعهن لديها ‏بعد أن (ربحهما) بالـ (القرعة) التي أجراها أعضاء التنظيم للظفر بالأطفال الايزيديين بعد ‏احتلالهم لقضاء سنجار!.‏

توالت الإفادات المطابقة لعدد ليس بالقليل من أبناء قرية هيجل كبير (السلمان) التابعة لقضاء ‏الشرقاط في محافظة صلاح الدين والتي ادانت (وضحة) فكانت شهاداتهم التي كشفت الحقيقة.‏

ماض مع الإرهاب

بدأ انكشاف حقيقة الميول الإجرامية لـ(وضحة) عند أهالي المنطقة التي تسكن فيها حين قام ‏زوجها الإرهابي (المحكوم قضائياً بالإعدام) بأسر تسعة من الجنود العراقيين ثم إعدامهم رمياً ‏بالرصاص أمام باب منزلهم لتخرج منه مزغردة على جثث الشهداء. وبعد استيلاء داعش ‏الارهابي على قريتهم الواقعة في الساحل الأيسر من قضاء الشرقاط في شهر حزيران من عام ‌‏2014 لم تُخفِ (وضحة) انضمامها لهذا التنظيم الإرهابي، حيث أصبحت مسؤولة عما يعرف ‏بـ(الحسبة) ومنها بدأت تمارس سطوتها على أهالي المنطقة التي تسكن فيها متسلحة بذلك ‏الشأن الذي منحه داعش إياها.‏

لم تمضِ أيام قلائل من سيطرة التنظيم حتى خرجت (وضحة) الى الشارع بهيئة جديدة فاجأت ‏بها كل من شاهدها، كانت حاملة جهاز اتصال (موتوريلا) متحزمة بمسدس تحمل باليد ‏الأخرى بندقية (جي سي) عاصبة رأسها بشريط يحمل شعار (داعش) حيث كانت تتجول بهذا ‏الوضع أمام أنظار الملأ وهي تهتف مطالبة بـ(قتل المرتدين) طالبة أمام الناس من أحد ‏الإرهابيين الأخذ بثأر زوجها.‏

كان وجود الطفلتين الايزيديتين وغيرهن من السبايا في منزل (وضحة) معروفاً للجميع ولم ‏تنكر ذلك، اذ صرحت للعديد من الناس بأنهن غنائم حرب ظفر بهما ابنها، حيث أكد أهالي ‏المنطقة بشهاداتهم ان الطفلتين في أوائل أيام وجودهما في بيتها كانتا قد حاولتا الفرار بشكل ‏غير مدروس لصغر سنهما لكن ما لبثت أن امسكت بهما وسط الشارع وأمام أنظار المارة بعد ‏أن ارتعدت فرائص الطفلتين وشلت حركتهما جراء إطلاقها للرصاص فوق رأسيهما لتمسكهما ‏منهالة عليهن بالضرب المبرح بـالـ (خيزرانة) وتدخلهما الى المنزل.

مع توالي الأيام أصبحت دار (وضحة) مقراً لما يعرف بالتنظيم والبيعة حيث كانت أوُلى ‏قراراتها أن منعت أهالي الحي (جيرانها تحديداً) من الصعود الى سطوح منازلهم منازلهم سعياً منها لتلافي ‏اطلاعهم على ما يدور في منزلها متوعدة من يعتلي سطح منزله بالويل والثبور.‏

من ضمن إفادات أهالي الحي أن أحد ابناء (وضحة) كان قد حضر الى منزلهم ذات يوم ممسكاً ‏بشخصين البسهما الزي البرتقالي ثم قام بإطلاق الرصاص عليهما لتخرج أمه (وضحة) من ‏المنزل مزغردة تتقافز على جثتي الضحيتين لتقول هاتفة بأعلى صوتها (هذا مصير كل من ‏يداوم بالحكومة الرافضية) في مشهد أعاد ما قامت به في عام 2006.‏

اراد وساطتها لتحرير والده فكان ردها عليه…‏

من جانبه، أفاد المشتكي (ق.ج) بأن تنظيم داعش الارهابي قام باختطاف والده في بداية ‏استيلائه على المنطقة فما كان منه الا التوجه لوضحة (بحكم الجيرة) آملا وساطتها لاطلاق ‏التنظيم لسراحه، وحين دخوله لدارها شاهدها بكامل زيها (الداعشي) وقد ردت على طلبه ‏بالقول (والدك مرتد ويجب قتله)!.‏

دخول المشتكي (ق.ج) الى دار وضحة فتح للحقائق أبواباً أخرى، حيث ذكر بأنه شاهد العديد ‏من السبايا الايزيديات في منزلها وليس اثنتين فقط مثلما اعترفت، عززت تلك الحقيقة بشهادة ‌‏(ق.م) و (س.أ) اللذين أكدا مشاهدتهما لـ(وضحة) أثناء بيعها إحدى السبايا الايزيديات ‏للإرهابي (حسين نرجس) مسؤول أمنية داعش لقاء مبلغ قدره ألف وخمسمائة دولار أمريكي. ‏

مفخخة أيضا

ومع توالي الشكاوى والشهادات حضر (ز.خ) مشتكياً على (وضحة) من تهديد سابق له حدث ‏بعد إلقاء القوات الأمنية القبض على زوجها الارهابي (فتحي)، طالبة منه أن يغير شهادته التي ‏تدين زوجها عن قضية قتله للجنود التسعة، وبعد عدم رضوخه لتهديدها استهدفت سيارة ‏مفخخة منزله اسفر عن استشهاد زوجته وابنته. غادر على اثرها المنطقة قبل أيام قلائل من ‏استيلاء داعش عليها.‏

قصاص العدالة

مع كل ما تقدم ثبت للمحكمة أن (وضحة) من العناصر البارزة في عصابة داعش الإرهابية ‏حيث كانت تعمل في (الحسبة) وتحمل السلاح لتجابه به الدولة كما ان طباعها تتسم بالقسوة ‏التي تسود سلوك مجرمي القاعدة وداعش.‏

كما ثبت بالأدلة القاطعة احتفاظها في بيتها بسبايا من الطائفة الايزيدية قامت مراراً بالاعتداء ‏عليهن بالضرب، إضافة الى ترويجها للأفكار الارهابية وتهديدها المستمر لاهالي منطقتها، ‏كما لم تغب عن العدالة واقعة حضورها لإعدام اثنين من المجني عليهم أمام باب دارها من ‏قبل ابنها الارهابي (مروان) وزغردت على جثتي الضحيتين، مع اثبات ان دارها كان مقرا من ‏مقرات التنظيم في الشرقاط.‏

لتكون تلك الوقائع أدلة كافية لادانة المتهمة ومقنعة لتجريمها من قبل المحكمة وفق المادة ‏الرابعة/1 وبدلالة المادة الثانية/1 و 3 من قانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005 ليحكم ‏على (وضحة) بالاعدام شنقاً حتى الموت.‏

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق