التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, مارس 19, 2024

استمرار جرائم آل سعود.. متى يتوقف القمع السعودي للأقليات الشيعية؟ 

كشف الناشط الحقوقي السعودي المعروف على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بـ”الناشط القطيفي” في رسالة نشرها قبل عدة أيام، أن النظام السعودي لا يزال يمارس أعمال العنف والقمع والقتل ضد أبناء الطائفة الشيعية القاطنة في المناطق الشرقية للسعودية، حيث قال: “قتل النظام السعودي منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة أكثر من 128 شخصاً من أبناء الطائفة الشيعية القاطنة في المناطق الشرقية للسعودية”.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشيعة في السعودية تعتبر أقلية مهمة وبارزة حيث يقطن معظمها في المنطقة الشرقية التي تعتبر أكبر منطقة نفطية سعودية، ويتعرّض الشيعة في السعودية بشكل مستمر للتمييز السياسي والثقافي والاقتصادي وتتجاهل هويتهم الشيعية، وبوصفهم أقلية صغيرة لا يمكنهم بأي شكل التمتع بتأثير سياسي كبير في هذا البلد.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية عن أحدث الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية لجرائم النظام السعودي ضد الشيعة السعوديين وهي كالتالي:

41 شخصاً تم إعدامهم في السجن.

29 شخصاً تم إعدامهم أثناء مهاجمة الشرطة السعودية لمنازلهم.

22 شخصاً تم قتلهم أثناء الهجمات التي نفّذتها الشرطة السعودية والتي قامت بإطلاق النار بشكل مباشر على مناطق مختلفة من مدينة “القطيف”.

10 أشخاص تم قتلهم أثناء عمليات التعذيب و10 آخرون أثناء خروجهم في مسيرات سلمية.

10 أشخاص تم اغتيالهم بطرق مختلفة.

كما أن هناك معتقلين في السجون السعودية منذ 2011 ألقي القبض عليهم عقاباً لهم على كونهم شيعة فقط، يبلغ عددهم حوالي 320، بعضهم عليه أحكام بالإعدام وفي انتظار التنفيذ.

وفي هذا الصدد، كشفت العديد من التقارير، أن عدم المساواة والتمييز بين الشيعة عن باقي السعوديين تظهر بشكل واضح، حيث تمتنع الحكومة السعودية بشكل متعمّد عن تقديم إحصائية رسمية عن الأقليات لاسيما الشيعة، حيث إن إحصاء عدد الشيعة في السعودية بشكل دقيق أمر مستحيل إلى حدّ ما، لكن نسبتهم تقدّر بين 5-15 بالمئة من سكان السعودية و33 بالمئة من سكان المنطقة الشرقية، لكن حسب إحصائيات غير رسمية قدّر عدد الشيعة في السعودية بأكثر من مليون و700 ألف شخص حيث يقطن أغلبيتهم في المنطقة الشرقية، ويشكّل الشيعة في القطيف 97 بالمئة، والإحساء 60 بالمئة والدمام مركز الشرقية 20 بالمئة من سكان هذه المناطق هم من الشيعة، كما يسكن الاسماعيليون أيضاً في المناطق الجبلية جنوب غرب السعودية والمتاخمة للحدود اليمنية حيث يعتبرون من الأقليات أيضاً.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن عمليات القمع التي يقوم بها النظام السعودي ضد الشيعة في مدينة “القطيف” قد زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

ومدينة “القطيف” هي مدينة تقع في المنطقة الشرقية من السعودية وتعتبر إحدى المدن التاريخية في البلاد ويمرّ خط أنابيب النفط، الذي يبدأ من منطقة “الظهران”، عبر هذه المدينة، ثم يصل إلى الأردن وسوريا ولبنان.

كما تقع هذه المدينة بالقرب من الخليج الفارسي ولهذا فإنها تشتهر بتربتها الخصبة التي تُنتج الكثير من المحاصيل الزراعية والفاكهة وتشتهر أيضاً بتنوع اللحوم البحرية فيها بما في ذلك الأنواع المختلفة من الأسماك وذلك لأنها تقع على ضفاف الخليج الفارسي.

وللتشيع تاريخ طويل في هذه المدينة الجميلة، حيث إن الاغلبية السكانية فيها هم اليوم من الشيعة وتنتشر في هذه المدينة العديد من المساجد والحسينيات الشيعية بما في ذلك، مسجد الإمام “علي” (ع)، وحسينية “باب الحوائج” و”الملتقى الحسيني”.

كما أن الموقع الاستراتيجي لهذه المدينة الشرقية ووجود الكثير من الآبار النفطية فيها، قد جعل السعودية تهتم بها بشكل كبير، إلا أن الحكومة السعودية لم تقدّم الكثير من الخدمات العامة لسكان هذه المدينة الغنية بالنفط.

وفي المقابل، كان الوضع الاقتصادي الهش والضعيف لأبناء الطائفة الشيعية، عاملاً رئيساً في إثارة الاحتجاجات الشعبية في هذه المدينة. وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الإخبارية، بأنه ليس للشيعة أي دور في الشؤون السياسية، بل أيضاً في الشؤون الاقتصادية، وليس لديهم الفرص الكافية لتحسين أوضاعهم المعيشية أو شغل وظائف مهمة في الحكومة.

الجدير بالذكر هنا أن منظمات حقوقية أصدرت تقارير ترصد معاناة المواطنين الشيعة في السعودية من سياسات القمع والإقصاء وتقيد حرية التعبير والمعتقد، ففي تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، صدر مباشرة عقب “ثورة حنين” في 2011، قالت إن شيعة السعودية يعانون تمييزاً يصل إلى الاضطهاد على أساس طائفي، لدرجة أن الإفصاح عن المعتقد الشيعي قد يُؤدي إلى الاحتجاز أو السجن.

وأضافت المنظمة الحقوقية إن “التمييز الرسمي ضد الشيعة يتضمّن الممارسة الدينية، والتربية، والمنظومة العدلية، فيما يعمد المسؤولون الحكوميون إلى إقصاء الشيعة من بعض الوظائف العامة والرفض العلني لمذهبهم”.

وعلى الرغم من أن مدينة “القطيف” تُعدّ واحدة من أغنى المناطق في السعودية بسبب مواردها النفطية الهائلة، إلا أن هذه المدينة الواقعة شرق السعودية كانت دائماً تتعرّض للتهميش والتمييز بسبب سكانها الشيعة، وهذا هو السبب في أن هذه المدينة شهدت خلال السنوات الماضية ولا تزال تشهد العديد من الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية ضد النظام الحاكم.

ولقد لاقت الاحتجاجات في القطيف والإحساء الرفض والقمع في الماضي عدة مرات لاسيما بعد عام 1979 بسرعة وبشكل وحشي، وكان آخرها عندما شهدت هجوم القوات السعودية في عام 2009 على الحجاج الشيعة في المدينة ومظاهرات مارس 2011 في القطيف.

وفي الختام يمكن القول بأنه مما لا شك فيه أن أهم هدف للحكومة السعودية و”محمد بن سلمان” من زيادة الضغط على الشيعة بشكل عام وشيعة القطيف بشكل خاص، هو القضاء على الأسس التي تؤدي إلى زيادة قدرة حركات الاحتجاج الشيعية ضد العائلة الفاسدة في السعودية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق