التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, أبريل 19, 2024

الرياضيون العرب ورفض التطبيع الرياضي..هل يركعون في نهاية المطاف للمساومات الإسرائيلية؟ 

لقد قام الكيان الصهيوني بارتكاب الكثير من الجرائم بحق العرب والمسلمين، بلغت درجة الجرائم ضد الإنسانية، والمعضلة التي ينتفض الأحرار ضدها هي الجهود التي تبذلها الصهيونية وتطلب من العرب والمسلمين القبول بتلك الجرائم والمضي قدماً في مسير عملية التطبيع، وبناء علاقات رسمية وغير رسمية، سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واستخباراتية مع الكيان الصهيوني، والتسليم للكيان الصهيوني بحقه في الأرض العربية الفلسطينية، وبحقه في بناء المستوطنات وحقه في تهجير الفلسطينيين وحقه في تدمير القرى والمدن العربية.

وخلال العقود الماضية بذل الكيان الصهيوني الكثير من الجهود لإقناع العديد من دول المنطقة لبناء علاقات اقتصادية وسياسية معه، إلا أن الكثير من الدول العربية لم تقبل ذلك ولم تقبل عمليات التطبيع مع ذلك الكيان الغاصب، ولهذا فلقد لجأ القادة في تل أبيب إلى التركيز على المربعات الأكاديمية والبحثية والتعليمية والرياضية والثقافية والفنية والإعلامية، التي يسهل عبرها الاختراق والتجنيد، والهدف هو كسر الحاجز النفسي من الوجود في نفس المساحة مع العرب والمسلمين، والغاية هي إضفاء الشرعية على وجوده، وبالتالي تسويق نفسه كدولة لها وجود قانوني وفعلي.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن القادة الإسرائيليين حاولوا خلال السنوات القليلة الماضية اختراق العالم العربي والإسلامي من الجانب الرياضي، إلا أن الكثير من الرياضيين العرب والمسلمين رفضوا ذلك التطبيع الرياضي ولم يرضخوا للأطماع الخبيثة الصهيونية، ولذا فإن الكثير من الرياضيين العرب يفضلون الانسحاب بكل شرف وسعادة، وعدم الدخول في مواجهات رياضية مع الفرق أو الأفراد الإسرائيليين حتى لو كلفهم ذلك الغالي والنفيس، ولو فرضت عليهم العقوبات العالية وحتى لو وصل الأمر بهم إلى قطع مسارهم ونشاطهم الرياضي نهائياً.

وفي السياق ذاته، ذكرت بعض الوسائل الإخبارية بأن الملاكمة التونسية “ميساء العباسي”، اختارت الانسحاب من مواجهة منافسة إسرائيلية خلال البطولة الدولية للملاكمة المقامة في روسيا في 31 يوليو الماضي، بعدما أوقعتها القرعة في مواجهة ملاكمة إسرائيلية في منافسات وزن تحت 69 كغم، حيث قررت “ميساء”، عدم خوض النزال، وذلك لأنها ترفض التطبيع مع ممثلي الاحتلال الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال.

ومن جهته، قرر لاعب المنتخب العراقي لرياضة المواي تاي، “علي الكناني”، الانسحاب من بطولة العالم التي أقيمت في تايلاند، بعد أن أوقعته قرعة الدور نصف النهائي للبطولة في مواجهة خصم إسرائيلي واعتبر وزير الرياضة العراقي أن انسحاب اللاعب أمام خصمه الإسرائيلي إنجاز بحدّ ذاته وانتصار للقيم والمبادئ، وأكبر من أي ميدالية أو كأس.

كما انسحب لاعب الفريق السوري من منافسات البطولة الدولية الرابعة المفتوحة للكيك بوكسينغ التي أقيمت في مدينة أنطاليا التركية، رافضاً مواجهة لاعب إسرائيلي في البطولة وقال مدرب اللاعب: “إنه من الطبيعي اتخاذ هذه المواقف من الرياضيين الأحرار، ولا يمكن الالتقاء مع لاعبي الكيان الصهيوني في المنافسات الرياضية”، مضيفاً إن ذلك الموقف هو إجراء طبيعي بالنسبة لنا، ونعبّر فيه عن مبادئنا وإخلاصنا لقضيتنا.

وفي السياق نفسه، أعربت العديد من المصادر الإخبارية بأن بطل لبنان “بسام محمد صفدية” رفض خلال مشاركته مع منتخب لبنان لكرة الطاولة في بطولة البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا، مواجهة لاعب إسرائيلي، أوقعته القرعة في مواجهته، رفضاً للتطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني.

ولفتت تلك المصادر أيضاً إلى أن لاعب الكيك بوكسينغ الأردني “محمد البناط” رفض هو الآخر خوض مباراة أمام لاعب إسرائيلي في مباراة ضمن بطولة تركيا الدولية وأوضح اللاعب الأردني “البنا” الذي اكتفى بالمدالية البرونزية أنه يرفض بشكل قاطع منافسة أي لاعب يمثل “إسرائيل”، في رسالة تضامن واضحة مع الشعب الفلسطيني الذي يفقد خيرة شبابه يومياً بسبب بطش الاحتلال وعنصريته.

كما ذكرت وسائل إعلام مصرية بأن “أحمد عوض” لاعب المنتخب الوطني للجودو، انسحب أمام اللاعب الإسرائيلي، ضمن منافسات بطولة العالم التي أقيمت في النمسا، وأشارت تلك الوسائل الإعلامية إلى أن المقاطعة الرياضية للاعبين العرب بصفة عامة والمصريين بصفة خاصة، تأتي ضمن سياسة المقاطعة التي تفرض على اللاعبين الإسرائيليين.

وفي سياق متصل، شهدت قائمة فريق ستراسبورغ الفرنسي غياب اللاعب الدولي التونسي “معتز الزمزمي”، الذي رفض السفر مع فريقه إلى الأراضي المحتلة لمواجهة فريق مكابي حيفا الإسرائيلي، في إطار الدور التمهيدي الأول للدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”.

ومن جهته رفض لاعب نادي السالمية والمنتخب الكويتي في التنس الأرضي، “عبد الحميد محبوب جمعة”، مواجهة لاعب إسرائيلي في بطولة الفيتشرز العالمية.

وفي هذا السياق، قال نادي السالمية عبر حسابه في “تويتر”، إن لاعبه، انسحب من بطولة “فيتشرز العالمية” بعدما أوقعته القرعة بمواجهة لاعب إسرائيلي، يدعى نوام افيخاي”.

وحظي نجم المنتخب الكويتي للتنس الأرضي بتحية كبيرة من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي لانسحابه من بطولة الفيتشرز العالمية رافضاً مواجهة اللاعب الإسرائيلي.

كما انسحب اللاعب الكويتي “عبد الله العنجري” من بطولة الجوجيستو التي أقيمت في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية، رفضاً لنتائج القرعة ولعدم مواجهة اللاعب الإسرائيلي المشارك في البطولة الدولية ذاتها.

لقد أشاد الكثير من أبناء الشعوب العربية والمحللين السياسيين والمغردين بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، بانسحاب الكثير من اللاعبين العرب واعتبروا كل تلك الانسحابات وكل ذلك الرفض موقفاً عربياً مشرّفاً رافضاً للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق