التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, أبريل 16, 2024

ما بعد خطاب السيد نصرالله حتما ليس كما قبله 

من يتابع خطابات سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يدرك تماما ان خطابه في يوم الشهيد، كان تأسيسيا في الحسم والحزم للمرحلة المقبلة.. فزمن “تدليع” و”تغنيج” الساسة اللبنانيين، ولى، لان (الادامية) لا تنفع معهم، والتواضع في هذا البلد قد يُفهم على انه ضعف. بمعنى اخر، “ما فيك تعطيهم وجه” على قاعدة “اذا انت اكرمت الكريم ملكته.. وان انت اكرمت الليئم تمردا”.

موقف سماحة السيد ليس مرتبطا، بقضية تشكيل الحكومة، ولا هو صادر عن لحظة انفعال اوغضب من عدم توزير سني من قوى الثامن من اذار، بل صادر عن استشرافه للمرحلة المقبلة للمنطقة وما يخطط لها، اذ انه لم يعد بالامكان، التعامل مع الوضع الداخلي اللبناني، بالتراخي مع ساسة تتحكم بهم اهواء المناصب والزعامة وجهاز الريموت كونترول الخارجي، في ظل الهجمة الاميركية الاسرائيلية السعودية على المنطقة، بما تحمله من مشاريع تطبيعية تأمرية على القضية الفلسطينية ولبنان ومحور المقاومة والجمهورية الاسلامية واليمن وغيره…

بالنسبة لحزب الله المرحلة حساسة جدا ومفصلية، تتطلب الحسم على المستويين الداخلي والخارجي، فلا يمكن التسامح والسماح بتسلل خيوط الفتنة المذهبية الى الداخل اللبناني، من جديد، بعد البيانات التي صدرت بايحاءات من بعض زعماء تابعين للسعودية، فهذا خطر على لبنان قبل اي جهة اخرى، وهو يهدد الوحدة الوطنية، ويشرع الباب امام الاسرائيلي لاستغلال الفرصة، للتخريب والاستهداف وصولا الى الاعتداء والعدوان. وهذا ايضا يفتح الباب امام السعودية لاستخدام اوراقها وادواتها، في زعزعة الامن والاستقرار عبر اسلوبها الوحيد والذي لا تعرف غيره، وهو اسلوب الفتن المذهبية والتحريض الطائفي. فمن يذيب ابن دينه ومذهبه وقومه ووطنه بالاحماض ويلقيه في مياه الصرف الصحي. ومن يحتجز حلفيفه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ومن يرتكب المجازر بحق اطفال وشعب اليمن، ولائحة مجازره وجرائمه تطول.. لا يتورع عن فعل اي شيء، من اجل تحقيق اهدافه.

لذا فان السيد، وجه خطابه، وللمرة الاولى بالاسماء، وليد جنبلاط والقوات اللبنانية وسعد الحريري ( حلفاء السعودية في لبنان)، بانه عليهم الالتفات الى الواقع بموضوعية ودراية بعيدا عن الحسابات الخاطئة والمغلوطة، والالتفات الى مصلحة الوطن والوحدة الوطنية، وابعاد ” الانتانات” عن الذبذبات المشوشة، التي لا تخدم لبنان واهله ولا مصحلتهم هم انفسهم. فالسعودية لا تريد خير لاحد، الا لاسرائيل واميركا.

على مستوى المنطقة، ركز سماحته على نقطة هامة، وهي ان الاصطفافات في الاقليمي، باتت علنية وواضحة، فكما قال سماحته فان “التطبيع الحالي يضع حداً للنفاق العربي ويسقط اقنعة المخادعين والمنافقين” و”الاعلان عن التطبيع يسقط كل الاقنعة لتنكشف الوجوه وتتحدد المواقف والمعسكرات بوضوح” و” ترامب دعا الى وقف الحرب في اليمن خلال شهر، لكن لماذا ليس الان او فورا” ، ليس الان، حتى يعطي مهلة وفرصة لتحالف العدوان السعودي الاماراتي، لتصعيد العدوان العسكري على الساحل الغربي اليمني ، في محاولة لتحقيق انجاز عسكري ما ، على حساب الشعب اليمني، لاستخدامه ورقة قوة وضغط على اليمنيين في اي مفاوضات محتملة بعد شهر…

وحتى لا يستغل الاسرائيلي اوضاع المنطقة (ازمة تشكيل الحكومة في لبنان، وفرصة الحظر على ايران، وتصعيد الوضع الميداني في اليمن، ..الخ) ويقوم بعدوان ما على لبنان، لطمس مجازر السعودية الوحشية في اليمن والجريمة المهولة بحق الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، انقاذا لحليفه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فان السيد نصر الله، حذر العدو الاسرائيلي من مغبة اي عدوان على لبنان، لانه سيواجه بالرد حتما حتما حتما، وكررها ثلاثا.

ما بعد خطاب السيد حتما حتما حتما ليس كما قبله، فالاوضاع الداخلية اللبنانية وخاصة الاقتصادية، لا تحتمل تأزيما، واوضاع المنطقة محمولة على قطار سريع، يجب ضبط فرامله قبل ان يهوي بها في مكان مجهول.

د. حكم امهز

المصدر: العالم

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق