- وكالة الرأي الدولية - https://www.alrai-iq.com -

” الحب في زمن الطنطل ” المجموعة القصصية الجديدة الساخرة للغضبان

ثقافة – الرأي –
صدرت الان في المكتبات المجموعة القصصية المعنونة بالحب في زمن الطنطل للسيناريست والقاص ، ضاري الغضبان ، والمجموعة من اثنتي عشرةَ قصة قصيرة ، تدور في واقع العراق الحديث خصوصاً بعد التغيير في العام 2003 وكيف أن بعض الأحداث تمتد عميقة في العقود الأخيرة وتلقي بظلالها لاحقا.

قال صاحب الاصدار ” الغضبان ” بان مجموعته تبدأ بقصة (!) ، وكيف تراقب علامة التعجب العلاقة بين عِالم الاجتماع والواعظ ؟ وما الذي يجري لمدمني المدينة التائهين بين رجل الدين وبين عالم الاجتماع ؟ وكيف أن السياسي الصاعد يستغل الموقف لصالحه ، ومن ثم يوجه المدمنين كما يشاء ، ثم قصة ـ مقطع عرضي للريف ـ يخوض فيها واقع الريف العراقي الحالي وسط الجفاف بشقية البيئي والفكري،وماهية الصراع بين ورثة الشيخ الحقيقي المغدور وبين الشيخ التسعيني الغادر، وكيف يكون الفلاح البسيط ضحية دون أن يعلم .

وتابع ، بان في قصة التجربة الروسية ، يطلع من خلال صديقه الاشتراكي ، على تجربة حدثت في موسكو ، إذ تقوم أستاذة لغة بحملة تصويب الأخطاء اللغوية على أسماء المكاتب والشركات هناك ، مما يشجع الراوي وصديقه على إعادة التجربة في مدينة عراقية ، لكنهم يلاقون معارضة شعبية وحتى رسمية صادمة ، مشيرا إلى أن في القصة القصيرة المُعنونة دَين ، نجد عائلة تحترف العيش من خلال الإستقراض الدائم ، حتى يكون مصيرهم الغريب بالعيش على حافة الحضارة ويكون للكلاب دور في نهاية الحكاية الساخرة .

واضاف ، بان قصة ” فقدان قمر ” سخر من الجمهور التائه خلف شخوص كارتونية اتخذها المجتمع رموزا مُطاعة ! ويكون البطل في القصة، شاعر قصيدة النثر الذي يكشف الحقيقة للمعلم المتقاعد المحتار ، وان في قصة( قداحة ) سخر أيضا من فقدان ثروات هائلة من الغاز تُحرق بينما تُستورد القداحات بالعملة الصعبة ، وكيف يتحول حلم الراوي إلى كابوس كون القداحة الرخيصة الفارغة منسية وعاجزة عن الحرق .

واضاف الغضبان ايضا ، بان القصة القصيرة التي أخذت المجموعة اسمها منها ( الحب في زمن الطنطل ) نجد الراوي يبحث عن حبيبة صباه والتي حُرم منها أيام الدكتاتورية وهاجرت مع ذويها وكيف رجعت بعد التغيير ، أنقاض امرأة تؤمن بالخرافة ( الطنطل ) ولكن إبنتها تكمل دور الحبيبة القديمة الجديدة بتناغم مذهل .

واسترسل ، بان في قصة سجائر، اختصر حكاية تدخين جاره الغريبة ، كذلك الغرابة الساخرة تحل في قصة( تابو تابوت) وكيف أن التابوت الرخيص يذهب للمقبرة بينما التابوت الأنيق يكون مخزنا لتهريب المخدرات قرب الحدود ، وفي عنوان لافت وغريب نجد قصة بعنوان (طاط طوط طيط) وهي أصوات زمور ( هورنات) السيارات وتوظيف الأمر على فخ تضعه زوجة لزوجها ، مبينا ، بانه سخر من الرصيد الأولمبي للعراق من خلال في قصته القصيرة ـ بيضة الديك ـ وهي إشارة للميدالية الأولمبية الوحيدة للبلاد والتي نالها رباع بصري قبل أكثر من نصف قرن ، وكيف يخوض المسؤولون الجهلة بتجربة الفوز بعدد من الميداليات بطريقة مُستهلكة.

واوضح ” الغضبان ” بانه ختم المجموعة بقصته القصيرة ـ ديموقراطية الغابة ـ وهي سُخرية مباشرة من تجربة التعددية لمجتمع يسود به التخلف ، الى درجة وصول أشخاص برؤى قبيلة الى المجلس النيابي ولكنهم يهتمون بالقشور في تضمين لتجربة انتخابات في الغابة يترشح بها الحمار ويفوز ، لافتا ، المجموعة القصصية من مائة وعشر صفحات من الحجم المتوسط وتضمنت الصفحات لوحات معبرة للفنانة الشابة مروه محمد ،كذلك لوحة الغلاف لنفس الفنانة.انتهى
حيدر السعد