التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مارس 29, 2024

آخر تطورات الانتخابات العراقية 

ساعات قليلة تفصلنا عن النتائج الرسمية للانتخابات العراقية، ساعات قليلة وسيطوي خلالها الشعب العراقي صفحة دامية عاشها خلال السنوات الماضية من تاريخه السياسي المعاصر، فبعد 7 سنوات على الانسحاب الأمريكي وبعد هزيمة “داعش” العام الماضي، شارك العراقيون يوم أمس بنسبة 44% بحسب آخر التقديرات الرسمية في انتخاب ممثليهم في المجلس البرلماني، وتشير آخر النتائج غير الرسمية إلى تصدّر تحالفات “النصر” و”دولة القانون” و”الفتح” للانتخابات العراقية بفارق كبير عن ملاحقيهم من القوائم الأخرى، وفي ظل غياب النتائج، يترقّب العالم بقلق، ما ستؤول إليه نتيجة الانتخابات والتي سينتخب على أساسها رئيس الوزراء المقبل للعراق، ما سيرسم معالم المرحلة المقبلة في العراق لفترة غير قصيرة من الزمن.

النتائج حتى الساعة

وبحسب الماكينات الانتخابية للوائح المشاركة بالانتخابات في العاصمة العراقية بغداد والبصرة وواسط وديالى وصلاح الدين وبابل وذي قار، فإن قائمة الفتح حلّت أولاً في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، تلاها ائتلاف دولة القانون، النصر، سائرون، والحكمة، أما في مدينة الرصافة أظهرت النتائج الأولية تصدّر قائمة سائرون المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ثم تبعها كلٌّ من الفتح، النصر، القانون والحكمة.

وتشهد مدينة البصرة معركة انتخابية محتدمة بين جميع الأطراف حيث تشير آخر النتائج إلى تصدّر تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، والذي انضوت تحته أغلب فصائل الحشد الشعبي، فيما جاء النصر بزعامة حيدر العبادي رئيس الوزراء في المركز الثاني تلاها كل من ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، ثم سائرون، والحكمة.

أما في مدينة واسط فلم تختلف المعركة الديمقراطية عمّا سبق حيث جاء تحالف سائرون أولاً، ثم الفتح، النصر، دولة القانون، الحكمة، أما في بابل فقد تصدّرت قائمة الفتح، ثم تبعها كلٌّ من تحالف سائرون، النصر، الحكمة، دولة القانون.

النتائج أظهرت تصدّر قائمة النصر بزعامة العبادي في ديالى، ثم جاء من بعدها تحالف سائرون، الفتح، دولة القانون، الحكمة، في حين حلّت قائمة الفتح أولاً في صلاح الدين تلتها قائمة النصر، حزب الجماهير الوطنية، تيار الحكمة، تحالف سائرون، دولة القانون، كما شهدت محافظة ذي قار، فوز تحالف الفتح، ثم من بعده تيار الحكمة، وائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، ثم تحالف سائرون والنصر، وحركة إرادة برئاسة حنان الفتلاوي.

ملاحظات حول الانتخابات العراقية:

جاءت نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية متدنية جداً، ولم يتوقع الأقل تشاؤماً ذلك رغم إجرائها في ظروف أمنية جيدة، حيث أتت نسبة المشاركة 44 بالمئة أي أقل من نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة والتي بلغت 60 بالمئة رغم الظروف الأمنية الصعبة التي جرت فيها، وفي ظل وجود تنظيم “داعش” الإرهابي، وجاءت أبرز الملاحظات الدولية على الشكل التالي:

1-أعطال في أجهزة البصمة، ما أخّر عمليات افتتاح الصناديق وعمليات الاقتراع حيث اضطر المسؤولون إلى تبديل الأجهزة ما عطّل القلم إلى ساعات عديدة.

2-عدم كفاءة موظفي صناديق الاقتراع حيث كانت تنقصهم المعرفة بإجراءات المفوضية ومنها المساعدة بالتصويت.

3-لوحظ بعض حالات التوتر العنفي بين أنصار الكتل السياسية خارج مراكز الاقتراع، ما أدّى إلى وقف سير العملية في بعض المراكز لعدة ساعات.

4-تكرر وبشكل كبير عدم استطاعة بعض الناخبين الادلاء بأصواتهم نتيجة تحديث بطاقة الناخب وعدم استلام بطاقة الناخب البايومترية.

5-تدخّل بعض موظفي المفوضية وممثلي الكيانات السياسية في رغبة ورأي الناخب لتوجيهه إلى الإدلاء بصوته إلى كتل سياسية معينة.

6-ضعف معرفة الناخب بالإجراءات الجديدة وأنه يتم الختم على التسلسلات ما أدّى إلى نسبة كبيرة من الأصوات الباطلة.

7-والأكثر أهمية هو فرض منع التجوال للعراقيين الأمر الذي قلّل بشكل كبير من مشاركة الناخبين في الانتخابات.

مشكلات في كركوك

كما شهدت كركوك والمناطق الكردية عملية اقتراع شابها الكثير من العقبات، حيث دعا محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري الرئاسات العراقية الثلاث للتدخل العاجل، ونقلِ صناديق الاقتراع إلى بغداد في أسرع وقت، واعتماد العدّ والفرز اليدوي بعدما تأكد من وجود خلل في عملية الاقتراع الإلكتروني، ما سيؤثر على نتيجة الاقتراع، قائلاً إن “هناك مؤشرات أولية لنتائج الانتخابات توضّح أنها غير منطقية، ويجب اعتماد العدّ والفرز بالمركز الوطني في بغداد، والمسارعة في نقل صناديق الاقتراع إلى المفوضية”.

ختاماً، لم يبقَ الكثير حتى صدور نتائج الانتخابات العراقية حيث قالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إنه تم فرز أكثر من 90 بالمئة من أوراق المقترعين حتى الآن، وإلى صدور النتائج يحاول الأمريكي الحفاظ على وجوده في العراق لمنع ما يسميه “دخول العراق بالمطلق في الفلك الإيراني” وذلك بالتأثير على سير العملية الانتخابية تحت عنوان الأمن، بينما يعيش الطرف المقابل (الحشد الشعبي) أريحية وقدرة على المناورة أكبر مما كان لديهم عام 2014.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق