التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مارس 28, 2024

كابوس “إس – 300” والهجمة الإعلامية الصهيونية 

بعد الهجوم الصاروخي الأمريكي الفرنسي البريطاني على سوريا قبل نحو أسبوعين أعلنت روسيا إمكانية نصب منظومة صواريخ من طراز “إس – 300” للدفاع عن الأجواء والأراضي السورية.

وقالت الخارجية الروسية في بيان “ليس هناك أي اتفاقات تقيّدنا بشأن توريد منظومات صواريخ “إس-300″ لسوريا، مؤكدة أن هذه المنظومات هي أسلحة دفاعية يمكن توريدها إلى أي دولة أخرى في حال التوقيع على اتفاق مناسب”.

وبيّن وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف ” أن الضربة الأمريكية ضد سوريا ألغت التزاماتنا تجاه الشركاء الغربيين ويمكننا الآن تزويد سوريا بمنظومات “إس-300”.

وأثارت هذه التصريحات قلق قادة الكيان الإسرائيلي، فيما توقّع العديد من المراقبين بأن يؤدي نصب صواريخ “إس – 300” في سوريا إلى حصول مواجهات عسكرية بين موسكو وتل أبيب في المستقبل.

وحسب القناة العبرية الثانية فإن مسؤولي وزارة الحرب الإسرائيلية يخشون من أن تؤدي الضربات الأمريكية البريطانية الفرنسية التي شنّت على مواقع سوريّة إلى إسراع روسيا بتزويد دمشق بمنظومة “إس – 300 “، معتبرين أن ذلك سيترك “إسرائيل” وحدها في مواجهة إيران ومحور المقاومة وسيجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي العمل في المنطقة.

في هذا السياق اقترح رئيس معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب “عاموس يادلين” تدمير صواريخ “إس-300” فور وصولها إلى سوريا، فيما قال وزير الحرب الإسرائيلي “أفيغدرو ليبرمان” في تصريحات لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن تل أبيب ستردّ على أنظمة الدفاع الجوي الروسية إذا استخدمتها سوريا ضد المقاتلات الإسرائيلية.

وكانت موسكو قد حذّرت في وقت سابق من العواقب الوخيمة لأي هجوم إسرائيلي قد يستهدف الأنظمة الدفاعية الروسية في سوريا ومن بينها منظومة “إس – 300”.

ووصف المسؤولون الروس مثل هذا الهجوم بأنه يمثل تهديداً لأمن بلادهم، مشددين على أن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا الأمر في حال وقوعه.

الدوافع الخفيّة للكيان الصهيوني لخلق أزمة جديدة في سوريا

يعتقد المراقبون بأن التصريحات الإسرائيلية بشأن إمكانية مهاجمة المنظومات الدفاعية الروسية في سوريا ومن بينها منظومة “إس – 300” لا ترقى إلى مستوى التهديد العملي، بل هي تهدف في الحقيقة إلى إقناع أمريكا بإبقاء قواتها العسكرية في سوريا بحجة وجود تهديدات تستهدف “الأمن الإسرائيلي” من المحتمل أن تنطلق من الأراضي السورية.

ويرى هؤلاء المراقبون بأن التبريرات التي يتذرّع بها الكيان الصهيوني لإقناع واشنطن وحلفائها الغربيين بإبقاء قواتهم في سوريا تهدف في الأساس لمواجهة روسيا ومحور المقاومة المدعوم بقوة من قبل إيران والذي يتصدى للمشروع الصهيوأمريكي الرامي إلى تمزيق المنطقة والعبث بمقدراتها وبمصيرها.

في هذا السياق التقى وزير الحرب الصهيوني “أفيغدور ليبرمان” بنظيره الأمريكي “جيمس ماتيس” ومستشار الأمن القومي الأمريكي “جون بولتن” في واشنطن قبل أيام لحثّ الأخيرة على عدم سحب قواتها من سوريا بذريعة وجود تهديد روسي قد يستهدف “أمن” الكيان الصهيوني انطلاقاً من الأراضي السورية.

وسعى ليبرمان في هذه اللقاءات أيضاً إلى حثّ المسؤولين الأمريكيين على الأخذ بعين الاعتبار إمكانية اندلاع حرب في أي وقت بين الكيان الإسرائيلي من جهة، وإيران وحزب الله في لبنان من جهة أخرى، نظراً لتوتر الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية في سوريا وفي عموم المنطقة.

وجاءت هذه اللقاءات في أعقاب زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال “جوزيف فوتيل” إلى الأراضي المحتلة بدعوة من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال “غادي ايزنكوت” والتي أخفق فيها “فوتيل” بإقناع القادة الصهاينة بضرورة سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وتجدر الإشارة إلى أن مصادر ميدانية مطّلعة ذكرت في وقت سابق أن العسكريين السوريين من ضباط الدفاع الجوي استكملوا تدريباتهم التقنية لإدارة واستخدام منظومة “إس – 300” المتطورة، وأضافت المصادر إن قرار موسكو تسليم الجيش السوري هذه المنظومة قد جرى اتخاذه قبل الهجوم الأمريكي الفرنسي البريطاني في 14 أبريل الحالي ضمن خطة روسيّة لدعم منظومة الدفاع الجويّة السورية، مبينة أن هذا الهجوم قد سرّع من إجراءات نقل الـ “إس – 300” لتكون بحوزة الجيش السوري.

وفي حينها أعلنت هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الروسية أن قوات الدفاع الجويّ السوري نجحت بتدمير نحو 70 صاروخاً من أصل أكثر من 100 صاروخ غربي أطلق على سوريا أثناء العدوان الثلاثي.

وفي حال أُضيفت منظومة “إس – 300” لبقية المنظومات الصاروخية التي تمتلكها دمشق فإنه سيصبح بالإمكان اعتراض أي هجوم صاروخي واسع على الأراضي السورية، ومن أبرز هذه المنظومات يمكن الإشارة إلى “البانتسير، و الباتشورا، و البوك” التي كانت فعّالة في اعتراض الصواريخ الغربية التي استخدمت في العدوان الأخير على سوريا.

وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية قد أكدت أنه في حال حصلت دمشق على نظام الدفاع الصاروخي “إس – 300” فإنه سيكون بمقدورها إسقاط المقاتلات الإسرائيلية قبل دخولها الأراضي السورية.

وتعدّ منظومة “إس – 300” أكثر تطوراً مقارنة بكل الأنظمة الصاروخية المضادة للطائرات الموجودة لدى سوريا، حيث باستطاعتها إسقاط صواريخ باليستية على مدى يزيد عن 150 كم، وليس فقط الطائرات.

وتنبغي الإشارة كذلك إلى أن رئيس مديرية العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية الفريق أول “سيرغي رودسكوي” قال عقب الاستهداف الصاروخي لسوريا إن بلاده رفضت قبل بضع سنوات تزويد دمشق بصواريخ “إس-300″ بسبب الطلب المُلح من بعض الدول الغربية، لكن ما حصل جعل موسكو تعيد النظر في هذه المسألة ليس فقط فيما يتعلق بسوريا بل بالنسبة للدول الأخرى أيضاً”.

وتُجهز منظومة “إس-300” الروسية بـ 3 أنواع من الصواريخ يصل مدى أحدها الأقصى إلى 47 كم، ويصل مدى الصاروخين الآخرين إلى 75 كم، و150 كم على التوالي، بينما يمكن لأي منها إسقاط أهداف في مدى قصير يصل إلى 25 كم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق