التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, أبريل 19, 2024

كيف قرأ الاعلام الإسرائيلي والعربي العدوان الثلاثي على دمشق 

أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على فشل الهجوم الغربي على سوريا، معربة عن خيبة أملها من هذه الضربة الشكلية التي وصفتها بأنها محاولة من الغرب لحفظ ماء الوجه، بينما هللت وسائل الاعلام الخليجية للعدوان وسعت لاظهار دمشق بمظهر المتعدي بدل المعتدى عليه.

حيث رأت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية أن تأثير العدوان الثلاثي على سوريا كان ضئيلاً، وشككت في قدرة هذه الضربة على تشكيل أي خطر على القيادة السورية، سواء من حيث الإمكانات أم من حيث السيطرة الميدانية، ونقلت عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى تأكيدها أن أنظمة الدفاع السورية نجحت في اعتراض عدد من الصواريخ الأمريكية، معترفة أن الجيش السوري تمكّن من الاستعداد المسبق للهجوم.

كما أشار المحلل العسكري بالصحيفة، أليكس فيشمان، إلى أن “الضربة الثلاثية لم تضعف نظام الأسد، وأبقت إسرائيل في نفس المواجهة المتصاعدة مع إيران”، وأضاف فيشمان، إن الهجوم الثلاثي عزز قوة النظام السوري، ولم يعد بإمكان القوات الجوية الإسرائيلية التحليق في سماء “دمشق”، فالهجوم أدّى إلى تأكيد الالتزامات الروسية تجاه نظام الأسد، واليوم يتحدث الروس بالفعل عن بيع أنظمة متقدمة مضادة للطائرات، على غرار طرازي “S-300 وS-400″، معتبراً أن هذه الأنظمة ستعرقل بشكل كبير حرية إسرائيل في التحرك، وهذا سيضع إسرائيل في مأزق كبير.

مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أكد للصحيفة العبرية أنَّ سحب أمريكا لقواتها من سوريا، سيجعل من إسرائيل منفردة في مواجهة ما أسمته “التمدد الإيراني العسكري” في سوريا، وتحديداً قرب الحدود الجنوبية منها، متوقعاً أن تردّ إيران بشكل قوي على الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مطار التيفور وسط سوريا والتي أدّت إلى استشهاد عدد من الإيرانيين.

أما صحيفة معاريف العبرية فنقلت عن الجنرال عميرام ليفين، القائد الأسبق للمنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، خيبة أمل الكيان الإسرائيلي من ضربة “رفع العتب” التي نفذتها أمريكا وفرنسا وبريطانيا ضد سوريا، مؤكداً أن هذه الضربة خدمت الدولة السورية والروس والإيرانيين، وعلى العكس فإنها أضرّت بـ”إسرائيل”، وكان من الأفضل لو أنها لم تتم من الأساس على أن تكون وقعت بهذه الصورة الضعيفة، لأن الرسالة التي تلقاها الأسد من هذه الضربة أنه بإمكانه مواصلة حربه لكن من دون استخدام السلاح الكيماوي.

كذلك أكد الخبير الإسرائيلي في الشؤون الدولية عراد نير، للقناة العاشرة الإسرائيلية، أن الهجمات الأمريكية على سوريا افتقدت للتأثير الحقيقي، وليس لها أي تأثير إيجابي بالنسبة لكيان الاحتلال، معتبراً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح صاحب الكلمة العليا في “الجارة” الشمالية لـ”إسرائيل” بعد أن عزم الرئيس ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا.

في حين اعتبر موقع وللاه الإسرائيلي أن ضربة أمريكية لسوريا بهذا الحجم تعني أن ترامب خضع لضغوط الجنرالات الأمريكيين، واكتفى بضربة رمزية للنظام السوري، ما يعني انتصار المنطق البارد لجنرالات وزارة الدفاع والبنتاغون على الضغوط التي مورست عليهم؛ للرد بصورة كبيرة كما أراد ترامب ذاته، معتبراً أن الإدارة الأمريكية هي المردوعة أكثر من كونها رادعة للأسد وحلفائه، وبعد أن كان القرار الأمريكي بتوجيه ضربات قوية للجيش السوري، جاءت العملية عبر عدة صواريخ محدودة.

رئيس جهاز الموساد الأسبق الجنرال داني ياتوم، أكد أيضاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الضربة الغربية ضد سوريا جاءت رمزية، مشيراً إلى أن “إسرائيل” تعيش وسط أجواء صعبة من دول الإقليم، خاصة بعد أن رضيت واشنطن ألّا تكون في الواجهة واختارت الخروج من المنطقة، ولذلك جاءت ضربتها الأخيرة في سوريا شكلية، وكأنها نقطة في بحر.

القناة الثانية في الكيان الإسرائيلي، رأت أن الهجوم على سوريا قد يمهد الطريق أمام واشنطن للخروج منها، في حين تترك تل أبيب تتعامل وحدها مع تهديدات إيران، ونقلت القناة عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية تخوّفها من أن تكون إحدى نتائج الضربة الأمريكية لسوريا هي أن يتم تقييد حرية حركة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجبهة الشمالية.

أما صحيفة هآرتس فأكدت أن الضربة الغربيّة لسوريّا أصبحت انتصاراً للرئيس السوري بشار الأسد بحسب الرأي العام بالوطن العربي، مشيرة إلى أن تل أبيب خائفة من أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعملية انتقامية ويحدّ من حريّة الطيران الإسرائيليّ في الأجواء السورية، مؤكدة أن ترامب اختار عدم تهديد الرئيس الأسد، والآن انتقلت الكرة إلى ملعب بوتين لكي يقرر فيما إذا كانت وجهته للتصعيد، كما لفتت إلى خشية الاستخبارات العسكريّة في تل أبيب من أن يقدم الإيرانيون على تنفيذ عملية عسكرية ضد “إسرائيل” ردّاً على الهجوم على مطار التيفور الأسبوع الماضي.

اما عربيا فلم فاختلفت قراءة الاعلام السعودي والقطري للعدوان الثلاثي على سوريا عن الاعلام الإسرائيلي من حيث تضخيم أهمية العدوان، بعد أن أعربت الدوحة والرياض وبشكل رسمي دعمهم للعدوان.

واعاد الاعلام السعودي في مجمله الحديث الرسمي السعودي الذي حمل دمشق دور المعتدي بدل الضحية، واعتبرت كل وسائل الاعلام السعودية أن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد “النظام السوري”، كما اعتبرت صحيفة الرياض السعودية أن “النظام السوري” فهم أنه لم يعد سوى عنوان قابل للزوال، أو بمعنى دقيق لم يعد نظام الأسد يشكل معادلة يمكن أن يكون لها الأثر البارز في تغيير مسار الأزمة السورية أو حتى التأثير فيها.

الاعلام القطري وعلى نفس خطى الاعلام السعودي بارك العدوان على سوريا، متهما في الوقت نفسه الحكومة السورية بالمسؤولية عن الهجوم الكيميائية المزعوم، وانشغلت قناة الجزيرة القطرية بتغطية العدوان واستضافت محلليها للحديث عن حجم الضربة وتأثيرها على قوة الجيش السوري.

في حين كان للإعلام المصري موقف مختلف عن الاعلام الخليجي وسمى الحقائق بسمياتها، وابرزت اغلب وسائل الاعلام المصرية مساحة واسعة للحديث عن “العدوان الثلاثي” على سوريا، كما بدأ بعض الاعلامين المصريين حديثهم بالقول:” من القاهرة ..هنا دمشق” للتذكير بالموقف السوري الذي كان داعما لمصر عام 1956 أبان العدوان الثلاثي عليها

وظهر الإعلامي جابر القرموطي، خلال برنامجه على قناة “النهار” يوم الجمعة، مرتدياً قميصاً عليه العلم السوري، مكتوباً عليه “أين الكيماوي في سوريا؟ مؤكداً أن واشنطن تزعم استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية لتكرر سيناريو غزوها للعراق.

وقال أحمد موسى، يوم السبت، إن الضربة العسكرية على سوريا هي موجة أولى قد يعقبها موجات أخرى ضد الشعب السوري، بيمنا قال الإعلامي نشأت الديهي إنه يتم ذبح دمشق على الهواء، مؤكداً تكالب الغرب على سوريا، وترويج الشائعات؛ بهدف إسقاط الدولة السورية، كما فعلوا في العراق.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق