التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مارس 29, 2024

“النفوذ الإيراني” من وجهة نظر المنظمة الاستخباراتية الامريكية 

رسم تقرير المجمع الاستخباراتي الأمريكي السّنوي المعروف بـ “تقييم التهديدات العالمية التي تواجه أمريكا”، الصادر يوم الثلاثاء 13 شباط/ فبراير صورة “قاتمة” للتهديدات التي تواجه النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط معتبرا أن ايران أكبر تهديد لهذا النفوذ.

وخصص التقرير، الصادر عن رئيس وكالة الامن القومي الأمريكي، رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية، رئيس مكتب التحقيقات الفدرالية ومدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية خلال جلسة استماع، في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، حيّزا كبيرا لإيران وسياساتها في الشرق الأوسط، واستعرض عدداً من الجوانب الخاصة بالدور الكبير الذي تلعبه طهران في المنطقة يمكن ايجازها بالتالي:

البداية مع ملف الاتفاق النووي الايراني، حيث أعرب التقرير الاستخباراتي الأمريكي عن تأييده لالتزام إيران بالاتفاق النووي المبرم بينها وبين دول 5+1 ، على الرغم من الضّجة الذي يحدثها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاتفاق، وأشار التقرير الى أن الاتفاق النووي قد زاد من شفافية البرنامج النووي الإيراني؛ مبينا “لقد زاد الاتفاق النووي من شفافية النشاطات النووية الإيرانية عن طريق زيادة إمكانية وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى المنشآت النووية الإيرانية ومنح هذه الوكالة الدولية لإمكانات رقابية بموجب البروتوكول الإضافي”.

وفيما يتعلق بدعم حركات المقاومة، أشار التقرير الأمريكي الى أن ايران تواصل دعم المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله)، وتقديم المال والتكنولوجيا والسلاح المتطور لها والتي بدورها تنشر في سوريا وتهدد أمن دول المنطقة لاسيما “إسرائيل” والسعودية بالإضافة الى تهديد المصالح الأمريكية، بحسب زعم التقرير.

وبخصوص الوجود الإيراني في سوريا، يشير التقرير الأمريكي الجديد الى أن طهران تسعى لتعزيز نفوذها في سوريا وترسيخ قدراتها العسكرية فيها، كما تسعى ايران إلى إنشاء قواعد عسكرية دائمة في سوريا، وترغب بالاحتفاظ بشبكة من المقاتلين الأجانب لمواجهة التهديدات المستقبلية ضدها في سوريا. كما تبحث إيران عن اتفاقات اقتصادية مع دمشق في مختلف المجالات، بما في ذلك الاتصالات والتعدين وإصلاح محطات توليد الطاقة، كما اعتبر التقرير الاستخباراتي الأمريكي أن الهجمات الإيرانية الصاروخية الأخيرة على مواقع تنظيم داعش قرب دير الزور والتي جاءت بعد مهاجمة العناصر الإرهابية لمبنى البرلمان الإيراني، ربما تشكل رسالة قوية لأمريكا وحلفائها لرفع مستوى قدراتها العسكرية.

كما لفت التقرير الأمريكي الى مواصلة إيران دعمها لما اسماها “الميليشيات الشيعية” في العراق وقوات الحشد الشعبي التي اعتبرها التقرير أنها تهديدا للجنود الأمريكيين في العراق، معتبرا أن إيران تعمل على توسيع نفوذها في الدول التي تشهد أزمات. وأكد في هذا الصدد أن “إيران ستعمل على توسيع نفوذها الإقليمي وتستغل الحرب ضد داعش لتمتين شراكات وتحويل الانتصارات الميدانية إلى اتفاقات سياسية وأمنية واقتصادية”.

كذلك اعتبرت الاستخبارات الأمريكية في تقريرها المكتوب للكونغرس أن “الخطر سيزداد مع تراجع تهديدات داعش وتصاعد تصريحات مؤيدي إيران الذين طالبوا واشنطن بالانسحاب من العراق بالتزامن مع التوتر بين طهران وواشنطن”.

وبخصوص الوضع اليمني، توقع التقرير استمرار العدوان السعودي على الشعب اليمني في المستقبل المنظور، معتبرا أن حركة أنصار الله والمدعومين من ايران والتحالف الذي تقوده السعودية مازالوا بعيدين عن التوصل الى انهاء الحرب، محذرا من ان تواصل الدعم الإيراني لـ”الحوثيين” في اليمن سيزيد من تصعيد الصراع ويشكل تهديدا خطيرا للشركاء والمصالح الأمريكية في المنطقة.

أما بما يتعلق بالقدرات العسكرية الإيرانية، أشار التقرير الى أن طهران ستتابع تطوير أساليبها وأسلحتها لتهديد المصالح والسفن الأمريكية والدول المجاورة، مشيرا الى أن ايران تواصل تطوير أسلحة حديثة مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ البالستية والبحرية المتقدمة والقاذفات الجوية غير المأهولة والغواصات المتقدمة والطوربيدات والصواريخ المضادة للسفن، وأضاف التقرير ان ايران تمتلك أكبر قوة صاروخية بالستية في الشرق الأوسط بما يمكنها من ضرب أهداف تبعد عن حدودها 2000 كيلومتر”، معتبرا ان تسلم إيران لمنظومة S 300 الروسية خلال العام 2016 جعل منها الدولة المزودة بأكثر منظومات الدفاع الجوي تطورا”.

وفي القسم المتعلق “بالتهديدات السايبرية”، أشار التقرير الاستخباراتي الامريكي الى أن روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية تعد أكبر التهديدات التي تواجه أمريكا في هذا الاطار، وعن تقييم إيران، قال التقرير:” تقييمنا هو أن إيران ستواصل محاولة التسلل إلى الشبكات الأمريكية وشبكات حلفائها”، وأضاف “هدف ايران هو التجسس والانخراط في المكان المناسب للهجمات السايبرية في المستقبل، على الرغم من ان اجهزة الاستخبارات الإيرانية تركز بشكل اكبر على منافسيها في الشرق الاوسط وخصوصا السعودية واسرائيل “.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق