التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مارس 29, 2024

هزائم السعودية الاستراتيجية في ضوء التطورات اليمينة الاخيرة 

هزيمة تلو الاخرى، عبارة ترافق السعودية مؤخراً ولايبدو أن تتركها وشأنها مستقبلاً في ظل سيطرة الامراء قليلو الخبرة دفة السلطة في الاسرة الحاكمة.

وقد أخطأت السعودية التقدير هذه المرة ايضاً لتدفع الرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح” نحو الموت، اذ يجب إضافة هزيمة السعودية هذه الى سلسلة من الهزائم الاقليمية الى سجل السعودية الحافل بالهزائم التي تكبدتها خلال الاشهر الاخيرة ومن ابرزها الخلافات المتفاقمة في العلاقات مع قطر والانتصارات المحققة على صعيد جبهة المقاومة في سوريا والعراق، وموضوع استقالة “الحريري” الابن، والفشل الذريع في المحاولة الانقلابية على انصار الله في اليمن من خلال تحريض الرئيس اليمني المقتول علي عبدالله صالح.

ولم تحقق الخلافات بين السعودية وقطر وفرض عقوبات اقتصادية على هذا البلد أي شىء يذكر والدوحة لم تستسلم لها؛ فيما لم تتمكن الرياض من ارضاخ الدوحة وهذه الازمة لاتزال قائمة بين البلدين، كما لم تثمر وساطة الكويت عن اي شىء، وتحولت بارقة الامل لتسوية هذا الخلاف في “اجتماع الكويت” المقبل الى يأس مع انتشار نبأ عدم مشاركة زعماء خليجيون في هذا الاجتماع.

ولاينحصر تدخل السعودية في شؤون الدول الاخرى والمنطقة بقطر فحسب بل كانت السعودية تنوي اسقاط النظام السوري مستخدمة آلاف الارهابيين، واُجبرت بعد 6 اعوام من الحرب المدمرة في هذا البلد الى تغيير موقفها والبحث عن تسوية سياسية لحل الازمة السورية.

وفي لبنان، اجبرت السعودية سعد الحريري رئيس الحكومة اللبناني الذي حظي بموافقة جميع التيارات اللبنانية، على الاستقالة، لعلها تتمكن من تحريض الشعب اللبناني ضد حزب الله والانتقام منه ولكن النتيجة جاءت عكسية، حتى أن حلفاء السعودية في لبنان استاؤوا كثيرا من خطوتها تلك ومن قيام الرياض بالتضحية في اقرب حلفائها، وفقدوا ثقتهم بهذا البلد.

وفي تطورات اليمن الاخيرة، فقد بدأت السعودية منذ قرابة عامين ونصف حرباً على الشعب اليمني بزعم اعادة “الحكومة الشرعية” الى اليمن دون ان تحقق أية نتائج من وراء هذه الحرب رغم تشكيلها تحالفاً عسكرياً ضم العديد من الدول.

والجميع يعلم أن العلاقة كانت متأزمة بين السعودية وعلي عبدالله صالح بسبب الحرب والصراع في اليمن، وكانت وسائل الاعلام السعودية تصفه “بالديكتاتور والمخلوع”، كما حاول النظام السعودي خلال هذه المدة اغتياله عدة مرات لكنه مني بالفشل.

لكن الاعلام السعودي يقف اليوم وفي خضام التطورات الاخيرة الى جانب صالح حيث تصدرت اخبار الاشتباكات بين عدد من اعضاء حزب المؤتمر الشعبي بقيادة صالح مع انصارالله، صحف السعودية ونشراتها الاخبارية وكانت تقود العملية الاعلامية بشكل وكأن اليمن على وشك الخروج من سيادة انصارالله.

صالح الذي كان في الامس القريب عدوا للسعودية تحول فجأة الى منقذ لليمن، وعمدت الرياض لتصفه “زعيم الانتفاضة على انصارالله”، لعلهم يتمكنوا من السيطرة على صنعاء عبر الصراع الداخلي وفي ظل فشلها في تحقيق مآربها هذه عبر عدوانها طويل الامد ضد اليمن المظلوم.

مقتل علي عبدالله صالح الذي استهدف استقرار وأمن اليمن الداخلي، بدد الأحلام السعودية لضرب التلاحم بين انصار الله ومكونات الشعب اليمني بمن فيهم اعضاء حزب المؤتمر الشعبي، وجعل محاولات الرياض في هذا السياق على مهب الرياح.

بالتأكيد ان السعودية ومن خلفها الامارات لن تدعا اليمن وشانه بعد هذه الهزيمة، فكنا قد شاهدنا خلال الايام الاخيرة تصعيدا في القصف الجوي وتحليق للطائرات السعودية فوق سماء صنعاء بشكل مكثف واستهداف المراكز العسكرية والمدينة باطفالها ونسائها العزل.

ولاجتياز الاوضاع الراهنة في اليمن اليوم، نتمنى على الجميع في الداخل اليمني بمن فيهم الاخوة في انصار الله حزب المؤتمر الشعبي والقوات المسلحة واللجان الشعبية الحفاظ على الوحدة والانسجام الوطني وتجنب أي خطوة اوحادية من شأنها ان تزيد من تعقيد الامور.

بقلم / حسن رستمي

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق