التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مارس 28, 2024

الحرب الإعلاميّة الباردة بين روسيا وأمريكا تتصاعد! 

تتصاعد وتيرة الحرب الاعلامية بين روسيا وأمريكا لتمر بأسوأ أيامها منذ انتهاء الحرب الباردة. فبعد أن أعلنت السلطات الامريكية عن فرضها قيود على نشاطات بعض وسائل الاعلام الروسية في أمريكا، توعد الجانب الروسي باتخاذ تدابير مضادة تحمي اعلامه. فكيف صعد الامريكيون ضد الاعلام الروسي؟ وكيف قابلها الجانب الروسي بالرد؟

وفي التفاصيل بعد أن أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن عزمها فرض قيود على نشاطات قناةRT الروسية ووكالة سبوتنيك داخل الولايات المتحدة بما في ذلك مطالبتهما بالتسجيل كعميل أجنبي، اعتبرت السفارة الروسية في الولايات المتحدة وجود دوافع سياسية خلف هذا الطلب. ووصفت رئيسة تحرير شبكة “آر تي” مارغاريتا سيمونيان، مطالب الجانب الأمريكي بأنها غير شرعية.

وذكر المكتب الإعلامي للقناة في حينه، أن قرار الوزارة جاء على خلفية مناقشة مشروع قانون طرح للنظر فيه بمجلس النواب الأمريكي يهدف إلى تغيير آلية تطبيق قانون تسجيل العملاء الأجانب. ويقضي المشروع بمنح وزارة العدل حيث يشكل مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) جزءا منها، صلاحيات إضافية في كشف ومقاضاة منظمات تحاول التأثير على عمليات سياسية في الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية.

كما أعلن النائب الأول لرئيس مجلس الدوما إيفان ميلنيكوف أن قانون “المنظمات غير التجارية – العملاء الأجانب” سيوسع ليطال وسائل إعلام من الولايات المتحدة ودول أخرى، ويهدف ذلك لحماية وضع الداخلي الروسي من تدخل وسائل إعلام أمريكية.

وقبل ذلك ذكر رئيس لجنة السياسة الإعلامية في مجلس الاتحاد الروسي أليكسي أن روسيا سترد بتدابير مضادة مشابهة على الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد شبكة RT الروسية، ونوه بأن التدابير الروسية قد تشمل وسائل إعلام معروفة مثل CNN و”صوت أمريكا” وإذاعة “الحرية” وغيرهما.

وفي وقت سابق قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن المرحلة العملية في التدابير المضادة الروسية للإجراءات الأمريكية ضد شبكة RT ستبدأ الأسبوع القادم.

وأضافت: “إن صبر الشعب الذي كاد ينضب، سيترجمه المشرّعون قريبا إلى المستوى القانوني”.

الدوما الروسي يقر قانونا لمطاردة الإعلام الأمريكي

وفعلا ترجم الرد الروسي القانوني إزاء الاجراءات الامريكية تجاه وسائل الاعلام الروسية بعد أن أقر مجلس النواب الروسي “الدوما”، يوم الأربعاء15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، مشروع قانون جديد يجبر وسائل الإعلام الأجنبية على التسجيل كـ”عملاء أجانب”، ردا على الضغوط الأمريكية على قناة “روسيا اليوم” المدعومة من الكرملين.

ويجبر القانون القائم حاليا المنظمات غير الحكومية التي تحصل على تمويل دولي ويُنظر إلى أنشطتها على أنها “سياسية” الخضوع لتدقيق مكثف يستهدف مصادر تمويلها وموظفيها حيث ينص أن عليها استخدام صيغة “عميل أجنبي” في تصنيف نفسها في البيانات والوثائق.

وأشاد الكرملين بتحرك مجلس الدوما الذي اعتبر أنه يسمح له بالرد بشكل “قاس للغاية” على الهجمات التي تتعرض لها وسائل الإعلام الروسية في الخارج.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: إن “أي محاولات للتعدي على حرية وسائل الإعلام الروسية في الخارج لن تمر دون رد من موسكو ورد قاس للغاية”.

وأضاف أن روسيا ستتمكن من استخدام القانون لتوجيه “رد انتقامي في الوقت المناسب”.

ويمكن استخدام القانون ضد وسائل الإعلام الأمريكية على غرار “فويس أوف أمريكا” و”راديو فري يوروب/راديو ليبرتي” الممولتين من الكونجرس الأمريكي.

وصوت النواب بالإجماع على دعم التعديلات خلال جلستي نقاش استغرقتا، الأربعاء، بضع ساعات فقط.

ووافق النواب على تعديلات لتوسيع قانون سن العام 2012 يستهدف المنظمات غير الحكومية ليشمل وسائل الإعلام الأجنبية.

بوتين: روسيا خاب أملها من الهجمات الأمريكية على وسائل الإعلام الروسية

ومن جهته وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في وقت سابق، الهجمات الأمريكية على وسائل الإعلام الروسية المتواجدة في الولايات المتحدة بالهجوم على حرية الكلمة والتعبير. معتبرا أن هذه الاجراءات المتخذة ضد الإعلام الروسي قد يرتد مفاعيله على الإعلام الأمريكي في روسيا.

وحذر الرئيس الروسي الولايات المتحدة من هذه الخطوات التصعيدية ضد الإعلام الذي سيؤدي الى معاملة بالمثل.

وقال بوتين “لدينا قول روسي مأثور هو لم يكن ذلك مضحك لولا لم يكن ذلك بالفعل أمر محزن، وأشار أن ما يحدث اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية من تعديات وهجمات على الإعلام الروسي تنافي الواقع والبروباغندا المعروفة أن الولايات المتحدة دولة ديمقراطية وتحترم الرأي الآخر.

واعتبر بوتين ان الهجوم على حرية التعبير والإعلام هو هجوم على الحرية المكتوبة والمسموعة خصوصا والحرية الإنسانية عموما.

وأخيرا ان الصراع الإعلامي بين موسكو وواشنطن دخل مرحلة جديدة يوم الاربعاء بعد أن ترجمها الجانب الروسي برد قاس على الاعلام الامريكي الذي نادى بحرية التعبير عن الرأي والديمقراطية. فالصفعة الروسية أتت مؤلمة لواشنطن ومؤكدة أن روسيا لن تسكت عن أي اعتداء اعلامي يمس بها وستقابله بالمثل. وهنا يتساءل الكثيرون، ما مصير العلاقات الروسية الامريكية بعد الحرب الاعلامية الباردة؟! وماذا بعد الحرب الاعلامية ؟
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق