التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أبريل 25, 2024

لبنان يتصدى للعدوان السعودي 

من حق المتابع للتطورات والأحداث ان يتساءل اليوم عما كان سيحدث لو لم يكن الرئيس ميشال عون في بعبدا والجميع يتذكر النموذج الرخو في نهج سلفه اتجاه الابتزاز السعودي وغوايته ومن الظلم عقد أي مقارنة في هذا المجال فالعماد ميشال عون يثبت مرة تلو مرة انه الجبل الصنديد الذي تحدث عنه قائد المقاومة السيد حسن نصرالله وهو اهل لتلك الثقة المطلقة في دفاعه عن السيادة والاستقلال وترفعه عن أي خصومة امام القضايا الوطنية المصيرية.

تحرك الرئيسين ميشال عون ونبيه بري واتفاقهما على مقاربة منهجية واحدة في اعتبار استقالة الرئيس سعد الحريري باطلة لما شابها من الإكراه والإجبار عبر احتجازه بالقوة بعد استدراجه وفقا لما أكده الصحافي البريطاني روبرت فيسك المعروف بموثوقية معلوماته ومصادره.
كان الوسط السياسي اللبناني في حراك فرز وفك وتركيب وانتظام وتراصفت غالبيته خلال الأيام الماضية خلف رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي وقائد المقاومة الذين شكلوا معا نواة صلبة لقوة لبنانية استقلالية حكيمة ترفض العربدة السعودية وسياسة التهديد والوعيد التي أعقبت اختطاف رئيس الحكومة اللبنانية وإهانة الدولة بانتهاك إحدى الحصانات الرئاسية المتعارف عليها دوليا.
كان تخطيط المخابرات السعودية يقوم على توقع دخول البلاد في دوامة صراعات تكليف وتأليف حضروا لها عدتها للتدخل عبر محاولة خلع رئيس الحكومة المغيب عن زعامة المستقبل ومبايعة شخص آخر من العائلة لديه على ما يبدو استعداد للانخراط في آليات العدوان السعودي وهو منطق لا يناسب التركيبة السياسية اللبنانية كما قال وزير الداخلية ردا على طلبات رعناء وردت من الرياض ولها أصداؤها في مواقع مشتراة سلفا من محيط المستقبل وفي هياكله كما تبين ومن خارجه بدا ان اتفاقا مسبقا عليها ربما ابرم مع قائد القوات سمير جعجع الذي لم ينف ما تردد عن دوره في استجلاب الضغط السعودي على (حليفه) الرئيس سعد الحريري.
ما تضمنه خطاب السيد حسن نصرالله يوم امس الاول يقطع الشك باليقين بنجاح الكتلة السيادية الصلبة التي يتقدمها الرئيس ميشال عون في احتواء الفصل الأول من العدوان السعودي فقد بادر رئيس الجمهورية بصورة طارئة إلى استنفار الجيش والمؤسسات الأمنية لمنع التخريب والتلاعب بالوضع الأمني في البلاد بينما أعطى توجيهاته لضبط الاستقرار النقدي والمالي والتحسب لمحاولات الاستغلال وبالمقابل وفق ما أعلنه قائد المقاومة تم التوافق على اعتبار الاستقالة غير موجودة والطلب إلى الوزراء ممارسة مسؤولياتهم الطبيعية ورفض منطق وحالة تصريف الأعمال وما أعلنه الرئيس ميشال عون امام السفراء الأجانب والعرب كان واضحا باعتبار الاستقالة غير قائمة او سارية طالما لم يعد رئيس الحكومة إلى لبنان ليقدمها بكامل حريته ويؤكد عليها أمامه.
المتناغمون مع المخطط السعودي هم أقلية سياسية ينبغي العمل لمحاصرتها بوصفها اختراقا خارجيا لمنظومة الاستقلال والسيادة وهذا يتطلب ضبط الوضع الإعلامي بوقف استباحة الشاشات للتحريض ولبث اجواء الفتنة بصورة مبرمجة ومدفوعة الأجر ومن خلال استحضار وجوه سعودية تتولى توجيه الشتائم والتحريض ضد رئيس الجمهورية وقامات قيادية عليا سياسية ورسمية ووطنية وما من شيء عفوي في كل ذلك على منابر المرئي والمسموع بدون أي استثناء. وحسنا فعل وزير العدل بتوجيه النيابات العامة لملاحقة المعتدين على الحصانات الوطنية والدستورية وعلى كرامة البلاد ورموزها.
وسيتوجه المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع يوم الاثنين بكتاب رسمي إلى مدعي عام التمييز مطالبا بتحريك الملاحقات القضائية المناسبة ضد مرتكبي التشهير والتحريض والمس بالسلم الأهلي ومنتهكي السيادة الوطنية كائنا من كانوا وفقا لأحكام قانون المرئي والمسموع والتحقيق في ملابسات ارتكاب هذه الجرائم استجابة لطلب جهات خارجية لقاء اموال من خارج موارد الإعلانات وتسويق البرامج كما نص القانون 382 / 94 .
بقلم / غالب قنديل

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق