التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, أبريل 23, 2024

نتنياهو في روسيا.. إصرار على استقرار العلاقات ولو دون مكاسب! 

دأب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال العامين الماضيين على القيام بزيارات منتظمة إلى موسكو كان آخرها في آذار مارس الماضي، وهدف نتانياهو من هذا التواصل المباشر والمستمر هو السعي لجذب الروسي وتحقيق مكاسب (خاصة في الميدان السوري) يعلم أن مفتاحها بيد موسكو. طبعا لم يتمكن نتانياهو من تحقيق ما يريد إلى اليوم وهو في حالة قلق من التطورات الميدانية وخاصة بعد اتفاق وقف النار الذي تم بين بوتين وترامب خلال قمة العشرين الأخيرة.

الزيارة المزمعة غدا الأربعاء إلى موسكو لا تخرج عن هذا الإطار، فإسرائيل وعلى رغم الخلافات الكبيرة مع التوجه الروسي في سوريا إلا أنها لم تقطع الأمل من تحقيق خرق في صلابة قرار موسكو. خاصة أن زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي الرفيع المستوى إلى واشنطن الأسبوع الماضي لم تحقق النتائج المرجوة بخصوص ما تتحدث عنه إسرائيل عن تهديدات إيران وحزب الله في الميدان السوري.

انطلاقا من هنا من الجيد تسليط الضوء على حيثيات العلاقة الروسية مع تل أبيب للوقوف على ما يمكن أن تحققه زيارة نتانياهو إلى موسكو بعد أن يئس من تحصيل مكاسب من حليفه ترامب.

بخصوص العلاقة الروسية الإسرائيلية فمن الصحيح أنها مستقرة (نوعا ما) إلا أن سبب استقرارها ليس بسبب العلاقات المميزة أو المصالح المشتركة بل لأن إسرائيل تخشى غضب موسكو وتسعى جاهدة للمحافظة على علاقات مستقرة طمعا بتحقيق مكاسب لم تحصل على أي منها إلى اليوم.

الساحة السورية وخاصة الجنوب السوري والمناطق المحاذية للكيان الإسرائيلي تقع موقع الاهتمام الأكبر لنتانياهو الذي سيؤكد خلال زيارته لموسكو على مطالبه التي عجزت عنها واشنطن. وهي منع تواجد حزب الله والقوات الموالية لإيران على حدود فلسطين المحتلة. إضافة إلى رفض إسرائيل وخوفها من الوجود الإيراني في سوريا. حيث سيطلب نتانياهو من موسكو تعهدات بعدم بقاء الإيرانيين وحلفائهم مستقبليا في سوريا.

هذه المطالب فندتها صحيفة “جيروزاليم بوست” في مقالة لها البارحة، حيث اعتبرت مطالب نتانياهو مناجاة فردية من جانب واحد فروسيا لها موقفها الواضح والصريح من الوجود الإيراني في سوريا. كما أن مصالحها في سوريا ومصالحها المشتركة مع إيران أكبر من أن تتأثر بطلبات نتانياهو التي سيقدمها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من ناحية أخرى وعلى رغم الاستقرار النسبي فإن أزمة دبلوماسية طفت إلى سطح العلاقات الإسرائيلية الروسية خلال الفترة الأخيرة وأتت على خلفية موافقة الكيان الإسرائيلي على إقصاء روسيا من المشاركة في مشروع ترميم متحف معتقل “سوبيبور” شرق بولندا، الذي أزهق فيه الروس حسب الرواية الإسرائيلية أرواح آلاف اليهود خلال الحرب العالمية الثانية امتثالا لمطالب الدول المنخرطة في المشروع وهي هولندا وسلوفاكيا وبولندا، ما أثار امتعاض موسكو.

وفي هذا السياق قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية “ماريا زاخارفا” في وقت سابق إن موقف إسرائيل المتواطئ مع الدول التي حرمت روسيا من المشاركة في ترميم المتحف يأتي في سياق ما سمته الخيانة التاريخية لإسرائيل في موقف لافت وحادّ اتجاه الكيان الإسرائيلي.

الاتفاق الروسي الإسرائيلي بخصوص منع اشتباك طيران الجهتين في سماء سوريا سيكون واحد من أهم النقاط التي سيؤكد عليها نتانياهو باعتبارها نقطة اتفاق مشتركة. الروس وتأكيدا منهم على أن هذا الاتفاق ليس بمثابة ضوء أخضر لضرب أهداف معادية لإسرائيل أكدوا أكثر من مرة أنهم يرفضون أي استهداف للجيش السوري ولحلفاء روسيا على الأراضي السورية مما يؤكد أن هذا الاتفاق ليس كما يريد تصويره نتانياهو كمصلحة مشتركة بل هو مجرد اتفاق لمنع الاشتباك لا أكثر. وقد جلب الروس سفير الكيان أكثر من مرة لإبلاغه رفضهم أي حملة جوية على الأراضي السورية.

هنا يمكن قراءة أمر مهم جدا وهو أن نتنياهو لم يُدرك أمرا مهما وهو أن الميدان السوري بات أقوى من أن تؤثر به قرارات أو ضغوط أمريكية. اللعبة باتت أكبر من التحكم بها دوليا وروسيا مستفيدة وراضية عن هذا الأمر.

طبعا الإدارة الأمريكية تود تنفيذ طموحات نتانياهو وتحويل مناطق الإحتلال الإسرائيلية المحاذية لسوريا إلى مناطق آمنة إلا أن السبيل لهذا الأمر ليس بيدهم بل في مكان آخر. بناء على هذا فإن الإسرائيلي يسعى جاهدا لإرضاء الروس ولكن الواضح أنه فشل وزيارته المزمعة ستؤكد هذا الفشل مجددا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق