التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, أبريل 19, 2024

رسالة الخطاب التاريخي للامام الخامنئي في مؤتمر طهران لدعم الانتفاضة 

الخطاب التاريخي الذي افتتح به قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي مؤتمر طهران الدولي السادس لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني يوم الثلاثاء 21 شباط 2017 (الموافق 23 جمادى الاولى 1438) قدم تصورا واضحا ومبدئيا وصريحا عن احداثيات المقاومة الاصيلة مستقبلا للتصدي بوجه تحديات الاحتلال الصهيوني التوسعي والمشروع الهيمني الاستكباري على الامة الاسلامية والشرق الاوسط.

فالخطاب يمثل منهاجاً عمليا للتحركات والعمليات الميدانية اللوجستية القادمة – اكرر- العمليات الميدانية واللوجستية القادمة، وذلك بعد انهاء مرحلة تدمير مؤامرة داعش والتكفير الطائفي الصهيواميركية التي اولغت في دماء ابناء العالم الاسلامي ووجهت ضربات لاشك في انها كانت أليمة للوحدة الاسلامية ولو في معناها العاطفي التضامني السائد عبر التاريخ.

المطلوب حسب كلمة السيد القائد امام ضيوف طهران الكبار القادمين من كل حدب وصوب، إعادة الكرَّة للردّ على مخطط محاولة تدمير ابطال قوى محور المقاومة في المنطقة، الذين صنعوا المآثر والكرامات والفتوحات الرائعة للامة دائما. ومع ذلك فإنهم سطروا تضحيات جسيمة بشكل أطهر وأبلغ طيلة الاعوام الستة الماضية نتيجةً لصمودهم وشجاعتهم وانتصاراتهم المظفرة على الفتنة الطائفية التكفيرية الكبرى التي اشعلها حكام العمالة البتروليون لاسقاط سوريا والعراق ولبنان وفلسطين وايران واليمن.

المؤامرة التي توخت قتل روح المقاومة في نفوس المسلمين والعرب وصولا الى نحر الامة قاطبة لفائدة تفوّق العدو الاسرائيلي وتلبية مطامع اللصوصية العالمية وتجار الحروب الدوليين، ابتغاء العمل على صياغة شرق اوسط جديد مجرد تماما من الغيرة والحمية على فلسطين والقدس والمسجدالاقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

في هذا الاتجاه فإن من يراقب تساوق آل سعود مع السلوكيات الاجرامية الصهيونية من خلال عدوانهم الغادر على اليمن الاعزل، وكذلك فإن من يتابع حفلات الرقص البحرينية الاسرائيلية المشتركة، سيتوصل بسهولة الى ما قد ران على قلوب الحكام والمسؤولين الانهزاميين من استهتار واستلاب وخنوع ومذلة وبما جعلهم مطواعين تماما للرضوخ وممارسة كل الرذائل والخيانات والتنازلات وبلا حدود ضد مقدرات الامة الاسلامية وثوابتها وحقوقها.

ان الجمهورية الاسلامية ادركت حجم المؤامرة الامبريالية التي استهدفت القضية الفلسطينية وانتفاضة الشعب الفلسطيني في السنوات الاخيرة على خلفية سياسات القهر الاسرائيلية المدعومة اميركيا واوروبيا. ولذلك فإن ايران تؤمن اليوم أكثر من اي وقت مضى، بأنه لامجال للتراخي والخضوع والاستسلام أمام ما جرى ويجري من محاولة يائسة لتفكيك قوى المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين وبما ادى بعض الشيء الى حسر دور فئة قليلة ممن تبنوا سابقا نهج العقيدة والجهاد والفداء والشهادة، وذلك نتيجة لانجرارهم في الاونة الاخيرة الى سياسات جبناء الامة من الحكام الخليجيين ومسؤولي الانظمة المهرولة نحو التطبيع المخزي مع العدو الصهيوني.

لقد قالها قائد الثورة الاسلامية وبوضوح تام: إن المقاومة التي اقضت مضاجع “اسرائيل” الغاصبة واربكت جميع معادلاتها التسلطية وجعلتها تخوض حرب استنزاف مرهقة وتصاب بالتقوقع والتقزم بدلا من الشعور بالغطرسة والغرور وإعلان نفسها زعيمة للشرق الاوسط.. هذه المقاومة ستستمر وتتواصل وان الجمهورية الاسلامية ستظل متمسكة بها وتساندها وإن ايران لن تدخر وسعا في دعم الملتزمين بنهج المقاومة مهما كانت متبنّياتهم الفكرية الى ان تتحرر فلسطين من النهر الى البحر ويعود ابناؤها المشردون الى ديارهم ومرابعهم وبساتينهم ومساجدهم وكنائسهم بهامات النصر والعزة والكرامة.
المصدر / فارس

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق